سمعنا الكثير عن قصص التوائم الملتصقة، ولكن قصة ابيجيل وبريتاني هينسيل تؤكدان أن العيش في جسد واحد ليس بالأمر المستحيل.
التوأم الأمريكي المشهور ابيجيل وبريتاني هينسيل Abigail and Brittany Hensel لا تعتبران كأي توأم طبيعي، فهما ولدتا ملتصقتان conjoined twins وواجهتا الكثير من الصعوبات في حياتهما، واستطعتا إذهال الأطباء الذين توقعوا وفاتهما بعمر صغير بوصولهم عمر الخامسة والعشرين.
ابيجيل وبريتاني يتشاركان الجسد نفسه منذ الولادة مع رأسيين وعنقين منفصلين، حيث يميل رأس أبيجيل حوالي 5 درجات إلى اليمين، في حين أن رأس بريتاني يميل إلى الجهة المقابلة بـ 15 تقريباً مما يجعلها أقصر من أبيجيل.
تملكان أبيجيل وبريتاني صدراً أوسع من الطبيعي، بالإضافة إلى يدين وقدمين، إلا أن قدم بريتاني (القدم اليسرى) أقل طولاً من قدم ابيجيل بحوالي 5 سنتيميتر مما يضرها إلى الوقوف والمشي على أطراف أصابعها. وخضعتا التوأم إلى عملية جراحية عند بلوغهم الثانية عشر من عمرهم لتصحيح الجنف scoliosis وهو عبارة عن إلتواء في العمود الفقاري بالإضافة إلى توسيع منطقة الصدر لعدم مصادفة إي صعوبات تنفسية مستقبلاً.
ابيجيل تتحكم في الجزء الأيمن من الجسم، في حين أن بريتاني تتحكم بالجزء الأيسر، وبالرغم من ذلك إلا أنهما تستطيعان التحكم والسيطرة على قدميهما ويديهما بالشكل السليم والمطلوب، ويظهر ذلك جليا في قدرتهما على المشي والركض والسباحة وحتى ركوب الدراجة الهوائية، كما بإمكانهما استخدام الكمبيوتر وقيادة السيارة!
توأم متلاصق وأعضاء متفرقة
بالرغم من أن ابيجيل وبريتاني يتشاركان الجسد نفسه، إلا أن كل واحدة فيهم لديها أعضاء جسمها الداخلية المنفصلة عن الأخرى، فهما تمتلكان نخاعان شوكيان منفصلان، وقلبين، وأربع رئات، بالإضافة إلى معدتين ومرارتين وثلاث كليات. وتتشاركان ابيجيل وبريتاني بالكبد والمثانة والحوض.
والمثير في موضوع ابيجيل وبريتاني أنهما لا تمرضان سوياً، فعندما تمرض أبيجيل مثلا، تكون بريتاني بصحتها وتأخذ على عاتقها الاعتناء بأختها المريضة!
وكان قد رفضا والديهما خضوع التوأم إلى عملية فصل لخطورة العملية على إحداهما، وقرروا أن تقوم ابنتيهما بالعيش المتشارك بالجسد الواحد، وتم تشجيعهم على بناء شخصياتهم المستقلة.
التوأم الملتصق: حالة نادرة
يعرف التوأم الملتصق بأنه التوأم الذي تتشابك أجسادهم، ويبدأ نمو التوأم الملتصق من بويضة مخصبة واحدة والتي تقسم إلى نصفين بعد تخصيبها بأسبوع أو اثنين عادة، إلا أن السبب لذلك غير معروف حتى الآن، ولكن يعتقد أن البويضة تقوم بالانقسام بوقت متأخر وليس بشكل كلي، أو أنها تنقسم بشكل كلي وتعاود الالتصاق مجددا.
ويوجد هناك عدة حالات للتوأم الملتصق، وتتمثل في:
- متلاصقين بالصدر، وهو الأكثر شيوعاً ما بين التوأم الملتصق، ويكون وجهيهما متقابلين، وغالباً ما يتشاركون القلب نفسه والكبد والقسم العلوي من الجهاز الهضمي.
- متلاصقين من منطقة الصدر إلى الخصر، ويكون وجهيهما متقابلين، وفي بعض الحالات يتشاركون نفس الكبد والقنوات الصفراوية والجهاز الهضمي العلوي.
- متلاصقين من منطقة العجز sacrum والأرداف، بالتالي يكونان التوأمان بهذه الحالة منعكسان، وقد يتشاركان أجزاء من الجهاز الهضمي السفلي والهيكل العظمي والجهاز العصبي وحتى الأعضاء التناسلية.
- متلاصقين من منطقة الحوض إلى الصدر أحياناً، ويكونان بشكل متقابل، ويتشاركان في بعض الحالات الكبد وأجزاء من الجهاز الهضمي العلوي والسفلي، والأعضاء التناسلية والجهاز البولي بالإضافة إلى أجزاء من الهيكل العظمي.
- متلاصقين في الرأس، وفي هذه الحالة من المحتمل أن يتشارك التوأم الجمجمة والدماغ وأجزاء من الجهاز العصبي.
وللأسف من الصعب أن تبقى هذه التوائم الملتصقة على قيد الحياة لعدم قدرة أعضائهما الداخلية على تحمل دعمهما بالشكل المناسب والمطلوب، حيث أن 40% من التوائم الملتصقة تكون متوفية عند الولادة في حين أن 35% منهم يموتون بعد يوم من الولادة. وبالرغم من ذلك فإن التوائم الملتصقة تعيش فترة أطول من الماضي بسبب تطور الطب والعلم.
ويختار العديد من الوالدين أن يخضع أطفالهما الملتصقين إلى عملية فصل، والتي تكون في السنة الأولى من حياتهما، إلا أن نجاح هذه العملية يعتمد بشكل أساسي على مكان الالتصاق والأعضاء التي يتشاركونها، بالتالي تكون هناك فرص لبقاء الطفلين على قيد الحياة، أو طفل واحد، أو حتى وفاة الاثنين في بعض الحالات.
ويواجه التوائم الملتصقين العديد من العقبات في حياتهما وأثناء المراحل المختلفة، وصولاً إلى الحب والزواج، والتي لم يستطع الباحثون والعلماء الاتفاق عليها حتى الآن، نظراً إلى قلة التوائم الملتصقين الذين يصلون لهذه المرحلة في حياتهم. مما يثير العديد من التساؤلات التي تبقى عالقة بلا أجوبة: هل بإمكانهم الزواج والحصول على أطفال؟ كيف ستكون حياتهما الزوجية؟ وهل بالإمكان أن يتزوجا أشخاصا مختلفين؟