محتويات
هل يمتلك التوأم نفس التركيب الوراثي؟
تُعدّ ظاهرة ولادة التوائم- وهذا يشمل التوائم المتطابقة وغير المتطابقة- أحد أبرز الظواهر المُثيرة للاهتمام على مدّ العصور، فاعتبرها القدماء أحد المُعجزات أو هي ضربٌ من السحر، ولكن مع تطوّر العلم بعدها بين آليّة حدوثها جملةً وتفصيلًا؛ إذ ينجم ما يُسمّى بالتوينز TWINS عن عمليتين وهما الأكثر شيوعًا، لتنقسم أنواعه إلى الآتي ذِكره:[١]
- التوأم المُتطابق Mono-zygot twins: وهو التوأم الذي ينتج عن انقسام البويضة بعد تخصيبها بحيوانٍ منويٍّ واحد إلى قسمين في مراحل نموّها المُبكّرة.
- التوأم غير المُتطابق Di-zygot twins: ألا وهو التوأم المُتكوّن كنتاجٍ لتخصيب بويضتين كلٌّ على حِدة بحيوانات منويّة مُختلفة.
نسبة التشابه في التوأم المتطابق
عند التحدّث عن نسبة التطابق بين التوأمين، من المُهم معرفة نوع التوأم في البداية، وفي هذا الحالة التوأم أحادي الزيجوت Mono-zygot twins، هو الناتج عن انقسام البويضة المُخصّبة بحيوانٍ منويٍ واحد؛ إذ تمرّ بعد ذلك البويضة المُخصّبة بإحدى مراحل الانقسام المُبكّرة، والتي ينجم عنها انشطارها إلى جزئين يتشاركان بنفس المادّة الوراثيّة بنسبة 100%.[٢]
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا التطابق في الحمض النووي DNA؛ أي التركيب الوراثي، لا يعني أنّهما مُتشاركان بنفس الخصائص، فقد أشار الكثير من العلماء إلى إسهام بعض العوامل البيئية في التأثير على الصفات؛ لتتطوّر وتتنوّع بعد ذلك، ويظهر بذلك الاختلاف ببعض الصفات بشكلٍ واضح المعالم.[٢]
نسبة التشابه في التوأم المختلف
أمّا بالنسبة للتوائم الشقيقة أو ثنائية الزيجوت كما تُعرّف، فتنتج مع تخصيب بويضتين مُختلفتين مع حيوانين منويين آخرين، ليترتّب على ذلك شقيقان يحملان الحمض الوراثي بشكلٍ مُختلف، إلى جانب نموهما في أكياس المشيمة محاطان بالسائل الأمينوسي المُختلف، وبذلك فيُعدّ تطابقهما بشكلٍ كاملٍ أمرًا مُستحيلًا، إضافةً إلى أنّهما قد لا يتشاركان نفس نوعيّة الكروموسومات، وبالتالي قد لا يتطابقان من حيث نوع الجنس.[٣]
عادةً ما يتمّ الكشف عن نوع التوأمان من خلال اختبار الموجات فوق الصوتيّة، لتكشف عن تباين جنسيّ الأجنّة، إضافةً إلى تكون الأكياس السلويّة المُنفصلة،[٣] حيث يقول د. مايكل غليبرت، أخصائي علم الوراثة السريرية: "يُمكن أن يظهر في فحص الموجات فوق الصوتيّة تواجد مشيمة واحدة في الأسبوع السادس، ولكن بعد الأسبوع 14، قد يُظهر الفحص تواجد ذكرٍ وأنثى، وهذا أمرُ لا يحدث إن كان التوأمان مُتطابقان.[٤]
ما هي مشكلة تطابق التركيب الوراثي للتوأم؟
هُناك العديد من المشاكل التي يُمكن أن تحصل مع تشارك التوائم المُتطابقة الجينات الوراثيّة بنسبة 100%، أهمّها هو تشارك التوأمان داخل الرحم بمشيمةٍ واحدة، والذي يخلق عائقًا يحدّ من وصول العناصر الغذائية إلى أحد التوائم دون الآخر؛ إذ يترتّب على ذلك قلّة نموّه بشكلٍ طبيعيّ،[٥] كذلك، يُمكن أن يقوم أحد التوائم بالضغط على الحبل السرّي دون قصد.[٦]
هل تُعزّز الجينات من احتماليّة الإصابة ببعض الأمراض؟بالطبع، إذ أنّ العوامل الجينية تُسهم إلى حدٍّ كبيرٍ في الإصابة بأمراض في الدماغ، خاصةً الاضطرابات المرتبطة بالوظائف المعرفية، كما يشير د. جيراج لاخاني، وهو باحث رئيس في كلية الطب في جامعة هارفارد: "تتأثر بعض الأمراض بالعوامل الوراثية، لذلك قد تزيد نسبة الإصابة بها عند التوائم المتطابقة بصورة أكبر من التوائم غير المتطابقة".[٧]
ونظرًا لتشابه الحمض النوويّ، أكد البعض الآخر عدم القدرة على التعرّف عن المُجرم أو المُذنب عندما يتعلّق الأمر بالجرائم الجنائيّة، وقد حصل هذا الأمر بالفعل، حيث ارتكب توأمان جريمة، وبعدما قامت الحكومة باستخراج الحمض النووي من قطرات العرق، لم يكونوا قادرين على توجيه أصابع الاتهام لأحدهم دون الآخر، إلا إذا ما توافرت بصمات اليد، فهي مُختلفة في هذه الحالة، هذا ما سيتمّ السرد حوله لاحقًا..[٦]
ما هي الخصائص الأخرى المتطابقة للتوأم؟
من أبرز الخصائص التي يُمكن أن تتطابق لتوأم على اختلافه هو الحمض النوويّ، مع اختلاف نسبه بالطبع، ولكن لكلّ نوعٍ اختلافه،[١] وفي الآتي أبرز الصفات التي تتطابق مع النوعين:
- التوأم المُتطابق: يتشابه التوأم المُتطابق تقريبًا في جميع الصفات الوراثيّة، وهذا يشمل جنس الأجنّة والصفات الشكليّة بشكلٍ عامّ مثل لون الشعر والعيون، مع بعض الاختلافات التي لا تكاد أن تُلاحظ، وهذا لا يمنع لظهور بعض الصفات المُميّزة لأحد الأجنّة دون الآخر مع تطوّر بعض الطفرات لجزءٍ بسيط من الحمض النووي.[٨]
- التوأم غير المُتطابق: إذ يتشاركان بنسبة 50% فقط من الحمض النووي مثل أي شقيقين غير توائم، وعلى الرغم من عدم تشاركهما في جميع الصفات الشكليّة.[١]
بماذا قد يختلف التوأم المتطابق؟
في وقتٍ مُبكّرٍ من مراحل الانقسام الأوليّ للتوائم، يشترك الطرفين بالحمض النوويّ الذي تمّ استقباله من الأبوين، مع ذلك، قد يترتّب عن بعض التغيّرات الحاصلة في الرحم وخارجه، التأثير عن صفات الوراثيّة،[٩] وفي الحقيقة توجد الصفات، والتي يُمكن أن تُصبح علامةً مُميّزة لأحد التوائم، ولا يُمكن أن يتشارك بها الاثنين معًا، وغالبًا ما تتطوّر قبيل الولادة أو بعدها،[١٠] ومن أبرزها الآتي:
- بعض الإيماءات والتصرّفات التي قد تتميّز بها، كالذكاء، أو التعابير في الوجه أو الجسد؛ فالتغيّرات في الشخصيّة أو في الشكل بشكلٍ غير جوهريّ ما هو إلا تأثير البيئة، سواءً أكان ذلك في الرحم أو خارجه.[١٠]
- بصمة الأصابع، والتي تتكوّن مع نموّ الجنين في الرحم، فتتطوّر بعض بصمات اليد بشكلٍ مُميّز.[١١]
- تتأثر بعض الأمراض بالعوامل البيئية بصورة أكبر، لذلك تصيب أحد التوأم دونًا عن الآخر، وهذا يشمل أمراض الجهاز التنفسي وأمراض العيون.[٧]
ملخص المقال
يعتمد التشابه في التراكيب الوراثيّة للتوائم على نوع التوأم الذي تحمله المرأة في رحمها، سواءً أكان مُتطابقًا أم لا، فإن كان ينتمي إلى النوع الأول، يجب أن تتطابق تركيبة الحمض النووي بنسبة 100% في البداية، وهذا يعد من أهم مميزات التوأم المتطابق، مع ظهور بعض الطفرات الجينية بتأثيرٍ بيئيّ والتي تظهر مع نموّ الجنين، أمّا بالنسبة للنوع الثاني، فلا تتطابق كليًّا، مع اختلافات في جني الأجنّة كذلك.
المراجع
- ^ أ ب ت "Types of Twins: Identical, Fraternal, and Many Other Unique Types", www.healthline.com, Retrieved 1-8-2021. Edited.
- ^ أ ب "Identical Twins ", www.genome.gov, Retrieved 1-8-2021. Edited.
- ^ أ ب "The Difference Between Identical and Fraternal Twins", www.healthychildren.org, Retrieved 1-8-2021. Edited.
- ↑ "First semi-identical twins identified in pregnancy", www.eurekalert.org, Retrieved 1-8-2021. Edited.
- ↑ "Why Are Identical Twins Different?", www.verywellfamily.com, Retrieved 1-8-2021. Edited.
- ^ أ ب "The Genetic Relationship Between Identical Twins", www.verywellfamily.com, Retrieved 1-8-2021. Edited.
- ^ أ ب "Twins’ Study Looks At Gene’s Role in Disease", www.webmd.com, Retrieved 1-8-2021. Edited.
- ↑ "Twins - identical and fraternal", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 1-8-2021. Edited.
- ↑ "Identical twins don't share 100% of their DNA", www.livescience.com, Retrieved 1-8-2021. Edited.
- ^ أ ب "Identical twin", www.britannica.com, Retrieved 1-8-2021. Edited.
- ↑ "Things You've Always Wondered About Twins", www.verywellfamily.com, Retrieved 1-8-2021. Edited.