الثقافة الإسلامية وأهميتها

كتابة:
الثقافة الإسلامية وأهميتها

التعريف بالثقافة الإسلامية

تُعّرف الثقافة الإسلامية بأنّها ذلك العلم الذي يهتمُّ بوصف المظاهر ذات العلاقة بالتّاريخ الإسلاميّ العريق بمختلف أشكالها، سواءً كانت ثقافيّة أم حضارية، كما يُمكن القول بأنّها علمٌ يشتمل على التّأصيل الشّرعيّ والوعي الواقعيِّ الخاصِّ بتاريخ الأُمّة وحاضرها ومستقبلها، ويمتاز هذا العلم بنظرته الإيجابيةِ للإسلام؛ إذ تُعتَبر شموليّةً من حيث العقيدة والمقاصد والفهم.[١]

قدّم بعض العلماء والمفكّرين تعريفاً حديثاً للثقافة الإسلاميّة بأنّها؛ المعرفةُ العميقةُ لكلِّ مُقوّمات الأمّة الإسلاميّة، ومدى تفاعلها مع الماضي والحاضر؛ سواءً كان ذلك من حيث الدّين، أو اللغة، أو التاريخ، أو الحضارة، وعلى صعيد القِيَم والأهداف المُشتركة، بالإضافة إلى التّعرُّف على ما يُواجهُ مُقوِّمات الأُمّة والدّين الإسلاميّ من تحدّياتٍ مُعاصرة.[٢]

أهمية الثقافة الإسلامية

للثقافة الإسلامية التي تستمد من القرآن الكريم ومن السنة ومن التراث الإسلامي ككل أهمية كبيرة سواء على الأفراد بشكل خاص أو على المجتمعات بشكل عام، وتتجلى هذه الأهمية على النحو الآتي:[٣]

  • تحظى الثقافة الإسلامية بمكانة مرموقةٍ في النّفس المُسلمة، إذ تُعدُّ حلقة الوصل بين كافّة جوارح الإنسان من عقلٍ وقلبٍ وفكر.
  • تسرد الثّقافةُ الإسلاميّةُ تاريخ الأمّة الإسلاميّة في الماضي والحاضر والمستقبل.
  • تترك أثراً إيجابيّاً عميقاً في نفس الشّعوب العربيّة.
  • تُحفِّز المُسلمَ وتدفعه إلى التّفاعل مع مبادئه وقِيمه.
  • الكشف عن حقيقة الازدهار الحضاريّ الذي شهدته الأمة الإسلاميّة.
  • تقديم الدّور الإيجابيّ للثّقافة الإسلاميّة في ظلّ العصر الحديث.
  • تُعتبر بمثابةِ وسيلةٍ موثوقٍ بها للتّعرف على مصادر التشريع الأربعة.
  • صقل شخصيّة الشّاب المُسلم المُثقّف لتكون مُهتمّة بالعقيدة الإسلاميّة عن كثب.
  • الدّعوةُ الحثيثةُ لتطبيق الجوانب التّطبيقيّة في الثّقافة الإسلاميّة، سواءً كانت عبادات أو أخلاق.
  • صهر المسلم في بوتقةٍ تجعلهُ إيجابيّا فعّالاً تجاه مُجتمعِه، وبنّاءً لمجتمعه ومُعمِّراً له، ويكون بذلك حقِّق الهدف الذي أوجده الله لأجله في الأرض وهو الاستخلاف.
  • جاءت الثّقافة الإسلاميّة لتقدّم حلولاً جذريّةً للمُعضلات العالميّة التي تقفُ في وجه الإسلام ومُعالجتها.

خصائص الثقافة الإسلامية

تتميز الثقافة الإسلامية بالعديد من الخصائص التي تمنحها نوعًا من التفرد والاختلاف عن جميع الثقافات الأخرى، ومن هذه الخصائص ما يأتي:[٤]

  • ربانية المصدر
إن الثقافات الأخرى تقوم في أساسها على العادات والتقاليد والأفكار البشرية، أما الثقافة الإسلامية فهي موضوعة بإذن حليم حكيم، حيث بيّن الله تعالى فيها الهدف من الحياة وطرق وسبل العيش السليم القويم، وأرسل الرسل لبيان الطريق الصحيح في المسير وصولًا للصراط المستقيم،[٥] قال تعالى: (لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).[٦]
  • التوازن
تقوم الثقافة الإسلامية على منهاج أساسه التوازن لا إفراط ولا تفريط فيه، وتقوم الثقافة الإسلامية على الموازنة بين مقام الإنسان العظيم في الكون وبين عبوديته لله -عز وجل-.
  • الثبات
حيث إن الأساس الذي تقوم عليه الثقافة الإسلامية من وحدانية الله -عز وجل- يعد أمر ثابتًا لا تغيير فيه، وأن دين الله الذي سيحاسب عليه البشر يوم القيامة هو الإسلام وبالتالي هذه أيضًا من الحقائق الثابتة التي لا تغيير فيه ولا تقبل التغيير، بالإضافة إلى حقيقة الوجود ومقام الإنسان على الأرض.
  • الشمول
حيث إن الثقافة الإسلامية قامت على توضيح الدين والمنهاج بشكل شامل كامل صالح لكل زمان ومكان، مناسب لكل الأحوال والأشخاص ولمختلف القضايا التي قد تمر بالإنسان خلال حياته.
  • الإيجابية
تعمل الثقافة الإسلامية على نشر الروح الإيجابية، حيث تبين الدين وما جاء فيه من السعادة على روح الإنسان وكيانه، والسكون الذي يغشى النفس من معرفة الخير والسير نحو وتجنب الشر والابتعاد عنه.[٧]
  • الواقعية المثالية
حيث أن الثقافة الإسلامية تقوم في الإساس على تصور اعتقادي يتميز بالوضوح والصحة والواقعية، ويفسر الحقائق الوجودية والآثار الإيجابية تفسيرًا صادقًا واقعيًا، لا غموض فيه، ولا لبس، ولا اختلاف فيه عن الواقع.

المراجع

  1. عمر الأشقر، كتاب نحو ثقافة إسلامية أصيلة، صفحة 27. بتصرّف.
  2. عمر عودة الخطيب، كتاب لمحات في الثقافة الإسلامية، صفحة 57. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة جامعة أم القرى، صفحة 238-241. بتصرّف.
  4. نادية شريف العمري، كتاب أضواء على الثقافة الاسلامية، صفحة 19-42. بتصرّف.
  5. عمر الأشقر، كتاب نحو ثقافة إسلامية أصيلة، صفحة 44. بتصرّف.
  6. سورة النور، آية:46
  7. عمر عودة الخطيب، كتاب لمحات في الثقافة الإسلامية، صفحة 83-84. بتصرّف.
4465 مشاهدة
للأعلى للسفل
×