الثلامة عيب خلقي غريب قد يظهر في العيون

تعرف في ما يأتي على حالة طبية غريبة قد تصيب العيون هي الثلامة (Coloboma):

ما هي الثلامة؟ 

الثلامة هو مصطلح طبي يطلق على مجموعة من المشكلات الصحية التي يكون فيها جزء من الأنسجة الموجودة في داخل العين أو حولها مفقودًا أو غير مكتمل النمو منذ الولادة.

تنشأ الثلامة نتيجة حصول خلل ما في الأنسجة المكونة للعيون أثناء تواجد الجنين في الرحم، ففي الحالات الطبيعية وأثناء تكون أنسجة العين ومحيطها يظهر ما يسمى بالشق المشيموي (Choroidal fissure) في منطقة تكون العيون، ويكتمل نمو الأنسجة لينغلق هذا الشق مع اقتراب عمر الحمل من 7 أسابيع.

ولكن ولسبب ما قد يحصل خلل يسبب عدم انغلاق الشق المذكور، مما يؤدي لنشأة الثلامة والتي تبدو على شكل شق أو فجوة في المنطقة التي لم يكتمل نمو الأنسجة فيها.

قد تظهر الثلامة في عين واحدة أو في كلا العينين، وهذه بعض مناطق العين التي قد تطالها الثلامة لتتكون بأنسجة ناقصة: عدسة العين، والقزحية، والشبكية، والعصب البصري. 

قد تنشأ الثلامة كمشكلة طبية مستقلة لا علاقة لها بأية مشكلات صحية أخرى، أو قد تنشأ كعيب خلقي مرافق لمجموعة من العيوب الخلقية التي قد تظهر نتيجة الإصابة بمتلازمة معينة.

تختلف التبعات الصحية للثلامة تبعًا لكمية الأنسجة الناقصة وموقعها، كما من الممكن أن تترافق هذه المشكلة الصحية مع ظهور مشكلات أخرى في العيون، مثل: الساد، والزرق. 

أنواع الثلامة

لهذه المشكلة الصحية عدة أنواع مختلفة تبعًا للموقع الذي ظهرت فيه من العين، مثل:

1. ثلامة الجفن (Eyelid coloboma)

في هذا النوع يكون موقع النسيج غير المكتمل في الجفن العلوي أو السفلي، وغالبًا لا تتسبب ثلامة الجفن بمشكلات في النظر.

2. ثلامة العصب البصري (Optic nerve coloboma)

تظهر على هيئة أنسجة ناقصة في العصب البصري، ونظرًا للدور الهام الذي يلعبه هذا العصب في عملية الرؤية، قد تتسبب ثلامة العصب البصري بتدني القدرة على الرؤية بوضوح.

3. ثلامة العدسة (Lens coloboma)

النسيج الناقص هنا يكون في منطقة العدسة، والعدسة هي الجزء من العين المسؤول عن تجميع الأشعة الضوئية لتسهيل عملية الإبصار، لذا قد تؤثر ثلامة العدسة سلبًا على الإبصار.

4. أنواع أخرى

مثل: الثلامة البقعية (Macular coloboma)، والثلامة العنبية (Uveal coloboma).

يجب التنويه إلى أنه من الممكن أن يكون الشخص مصابًا بنوع مختلف من هذه المشكلة الصحية في كل عين.

أسباب الثلامة 

هذه بعضها:

• الجينات والوراثة. 
• تدني مستويات فيتامين أ، فهذا الفيتامين يلعب دورًا هامًّا في تخلّق العيون.
• تناول أدوية قد تؤثر على تخلّق الجنين.
• الإصابة ببعض المشكلات الصحية، مثل: متلازمة الجنين الكحولي (Fetal alcohol syndrome)، وداء المقوسات (Toxoplasmosis)، والفيروس المضخم للخلايا (Cytomegalovirus).

كما من الممكن أن تنشأ الثلامة كأحد الأعراض والمضاعفات الطبية التي قد تسببها العديد من الأمراض والمشكلات الصحية، مثل:

1. متلازمة عين القطة (Cat eye syndrome).
2. متلازمة كابوكي (Kabuki syndrome).

أعراض الثلامة 

تختلف الأعراض الظاهرة على الشخص المصاب بالثلامة من حالة لأخرى تبعًا للمنطقة المتأثرة من العين، فعلى سبيل المثال قد تسبب الثلامة في:

• القزحية: اتخاذ بؤبؤ العين شكلًا طوليًّا بدلًا من الشكل الدائري المعهود، مما قد يعطي العين شكلًا أشبه بعيون القطط.
• الجفون: ظهور خلل واضح في الشكل الطبيعي للجفن المتأثر.
• شبكية العين: بخلل في القدرة على إبصار الحقل المرئي بطريقة كاملة، إذ يلاحظ المصاب أنه يستطيع الرؤية ولكن مع وجود مناطق ناقصة في حقل الرؤية.
• الثلامة التي تظهر في المناطق الأمامية من العين: بتدني القدرة على الإبصار بطريقة طبيعية.

تشخيص الثلامة 

من الممكن تشخيص هذه المشكلة الصحية بعدة طرق مختلفة، مثل إخضاع المريض للآتي:

1. الفحص الجسدي لمنطقة العيون.
2. بعض أنواع التصوير الطبي، مثل: فحص التصوير المقطعي للترابط البصري (Optic coherence tomography)، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
3. الفحص الجيني.
4. فحوصات أخرى قد تساعد على الكشف عن عيوب خلقية أخرى مرافقة لهذه المشكلة الصحية، مثل: فحوصات الأسنان، وتخطيط صدى القلب.

علاج الثلامة 

لا يوجد علاج نهائي للعديد من أنواع الثلامة، ولكن من الممكن لبعض الإجراءات الطبية أن تساعد على علاج أو احتواء أنواع معينة منها، فعلى سبيل المثال قد تساعد أنواع معينة من العمليات الجراحية على:

• علاج ثلامة جفن العين وإصلاح الضرر الحاصل في الجفن.
• علاج وتصحيح شكل القزحية في بعض الحالات التي تصيب فيه الثلامة القزحية.

كما من الممكن لبعض الأدوات والإجراءات الطبية أن تساعد المريض على التأقلم مع حالته أحيانًا لتحسين جودة حياته، مثل:

1. العدسات اللاصقة التي قد يساعد ارتداؤها على تصحيح شكل القزحية وجعلها تبدو دائرية الشكل.
2. بعض الأدوات والمعدات الطبية التي قد تساعد على تحسين النظر لدى الذين أثرت هذه المشكلة الصحية على جودة الرؤية لديهم.

وقد يصف الطبيب للطفل المصاب روتينًا معينًا لحماية عينيه من تطوير بعض المضاعفات، وهذا الروتين قد يتضمن: ارتداء نظارات طبية، واستخدام قطرات عيون طبية.

كما يجب التنويه إلى أنه وفي حال كانت الثلامة مرافقة لمشكلات صحية أخرى في العين أو في مختلف أنحاء الجسم، فهذا يستدعي الخضوع لروتين علاجي خاص يختلف باختلاف الحالة.