الجراحة الإشعاعية التجسيمية

كتابة:
الجراحة الإشعاعية التجسيمية

الجراحة الإشعاعية التجسيميّة

يصعب على الأطباء في كثير من الأحيان إجراء بعض العمليات الجراحيّة في أماكن مُعيّنة من الجسم؛ لصعوبة استهداف أجزاء منها، أو لقربها من مراكز حيوية في الجسم، أو لحساسيّتها الخاصّة تجاه أيّ حركة أو عمل ينفّذه الجرّاح أثناء الجراحة، كما هو الحال عند الإصابة بأورام الدماغ، أو اضطرابات الأوعية الدموية والجهاز العصبي، وفي مثل هذه الحالات يُلجَأ إلى ما يُعرَف باسم الجراحة الإشعاعية التجسيميّة (Stereotactic Radiosurgery, SRS)، التي تُستعمل حُزمًا إشعاعيّة قوية وموجهة بدقة للمنطقة المُراد علاجها لقتل الخلايا هناك، خاصّة الأورام الموجودة في الدماغ أو العمود الفقريّ، والتي عادًة ما تتطلّب جلسة واحدة من العلاج، أو الأورام الموجودة في الرئتين، أو الكبد، أو الغدد الكظرية، والتي تحتاج ما بين 3 إلى 5 جلساتِ علاج لإزالتها؛ لذا فإنّ الجراحة الإشعاعية التجسيميّة في الحقيقة ليست جراحة بالضبط، بل وسيلة علاج بديلة من الجراحات التقليديّة المعتادة.[١][٢]


أنواع الجراحة الإشعاعية التجسيميّة

يستخدم الأطباء واحدًا من ثلاثة أنواع رئيسة لأجهزة الأشعة خلال الجراحة الإشعاعية التجسيميّة، وهي الآتي:[٢]

  • جهاز المعجل الخطّي Linear Accelerator, LINAC، الذي يستعمل أشعة سينيّة لعلاج الأورام والأجسام السرطانيّة وغير السرطانيّة، وتتميّز بإمكانية إزالة الأورام خلال جلسة واحدة، أو ثلاث إلى خمس جلسات في حال كان الورم كبيرًا.
  • جهاز الغاما نايف Gamma Knife، الذي يستعمل حزمًا صغيرة من أشعة غاما؛ لاستهداف الأورام والأجسام السرطانيّة وغير السرطانيّة، لكنّ استعمالها أقلّ شيوعًا من أجهزة المعجل الخطّي، وتُستخدَم أساسًا لعلاج الكتل والآفات الصغيرة إلى متوسطة الحجم في الدماغ.
  • العلاج بالإشعاع البروتونيّ، يُشار إليه أيضًا باسم الجِراحة الإشعاعية للجسيمات المشحونة، وهو الأحدث ما بين الأنواع الثلاثة، ويُستخدم في علاج سرطان الدّماغ خلال جلسة واحدة، أو علاج أورام الجسم خلال عدّة جلسات.


أسباب اللجوء للجراحة الإشعاعية التجسيميّة

تنطوي آلية العمل التي تعتمدها الجراحة التجسيميّة الإشعاعيّة على توجيه الأشعّة نحو المادّة الوراثيّة (DNA) في الخلايا المُستهدفة، وبتدميرها تنعدم قدرة الخلية على الانقسام والتكاثر فتموت إثر ذلك، وبدايةً أُجريت هذه الجراحة لعلاج الأورام العميقة الصغيرة الموجودة في الدّماغ، ثمّ توسّع استخدامها ليتضمّن مناطق حيويّة عديدة في الجسم، وحالات مرضيّة أخرى، ويُذكر منها الآتي:[١]

  • أنواع سرطان العين المُختلفة.
  • أورام الغدّة النخاميّة.
  • مرض الشلل الرّعاشيّ، المعروف بـمرض باركنسون.
  • الصرع.
  • الأورام الموجودة في الرئتين، أو الكبد، أو العمود الفقريّ، أو البطن، أو الرقبة، أو البروستات، أو الرأس.
  • المشاكل العصبيّة في الجسم؛ كألم العصب ثلاثيّ التوائم (Trigeminal Neuralgia).
  • التشوّهات الشريانيّة الوريديّة، التي تُعيق تدفّق الدم؛ نتيجة التفاف الأوعية الدمويّة بعضها حول بعض، وتسرّب الدم منها.
  • تدمير ما تبقّى من خلايا الأورام بعد إزالته جراحيًّا.
  • علاج بعض المشاكل المرضيّة الأخرى لدى كبار السن، أو من يعانون من عدّة أمراض، ويصعب إخضاعهم للعمليات الجراحيّة التقليديّة.


التحضير للجراحة الإشعاعية التجسيميّة

أمّا في ما يخصّ التحضير الذي يسبق الجراحة الإشعاعية التجسيميّة فيُجمَل في النقاط الآتية:[٣][١]

  • يُجري الطبيب تصويرًا طبقيًّا محوريًّا (CT scan)، أو صورة رنين مغناطيسيّ (MRI)؛ لتحديد منطقة العلاج بالضبط، وحجم الورم المُرادة إزالته.
  • يُعلَم الطبيب المسؤول في حال كان المصاب المراد علاجه يتناول أيّ علاجات، أو يستخدم أحد الأجهزة الآتية:
    • مُنظّم ضربات القلب الصناعيّ (Pacemaker).
    • صمّام صناعيّ للقلب.
    • مضخّة قلب مزروعة.
    • شبكات في القلب أو الأوعية الدمويّة.
  • الانتباه لتجنب استخدام أي كريمات أو بخاخات على الشعر قبل يوم من إجراء الجراحة الإشعاعية التجسيميّة، خاصّة في حال استعمال الأشعة لعلاج أورام الدماغ.
  • الامتناع عن الأكل والشرب من منتصف ليلة إجراء الجراحة.
  • إزالة أيّ مجوهرات أو مساحيق تجميل.
  • إزالة النظارات أو العدسات اللاصقة أو أطقم الأسنان المُستخدمة قبل الخضوع للجراحة.
  • ارتداء ملابس مريحة، والتي يُستبدَل الرداء الخاص بالعمليات الجراحية بها قبل الذهاب لإجراء الجراحة مباشرة.
  • وضع خط إمداد وريدي في الذراع لإعطاء السوائل أو الأدوية أو الصبغات الخاصة.


إجراءات الجراحة الإشعاعية التجسيميّة

في اليوم المُحدّد لإجراء الجراحة الإشعاعية التجسيميّة قد يتطلّب الأمر إعطاء المصاب دواء مُهدّئًا؛ للتقليل من التوتر، ومساعدته في الاسترخاء، وفي حال كان المُصاب طفلًا فقد يحتاج إلى الـتخدير لضمان ثباته أثناء العلاج، وتقريبًا بمثل إجراءات الخضوع لصورة مقطعيّة يوضع المُصاب على طاولة صلبة تدخل في جهاز الأشعّة، وفي حال كان العلاج يستهدف مشكلات في الدّماغ فقد يستلزم الأمر تثبيت الرأس بإطار من نوع مُعيّن؛ لتجنّب تحرّكه واستهداف منطقة العلاج بالضبط، وتستمرّ الجلسة ما بين 30 دقيقة وحتّى 4 ساعات، ذلك حسب حجم المنطقة المُستهدفة وشكلها. ومن الجدير بالذّكر أنّ المصاب لا يشعر بأيّ ألم خلال الجراحة، كما أنّه يكون مُستيقظًا وعلى تواصل بالطاقم الطبيّ طيلة الوقت.[٢][٤]


نصائح للتعافي بعد الجراحة الإشعاعية التجسيميّة

بمُجرّد انتهاء الجلسة العلاجيّة توجد مجموعة من المعلومات والنصائح التي يُعلمها الطبيب للمصاب، ومنها ما يأتي:[٢]

  • يُزال الإطار المُستخدم لتثبيت الرأس -في حال علاج مشاكل أو أورام دماغيّة- مباشرة بعد انتهاء الجراحة، وقد يُلاحظ المُصاب بعض النزف أو الألم في أماكن مشابك التثبيت في الإطار.
  • يصرف الطبيب المسؤول العلاجات المُناسبة في حال عانى المُصاب من التقيّؤ أو الغثيان.
  • يستطيع المصاب الأكل أو الشرب بعد الانتهاء من الجراحة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Christine Case-Lo (7-6-2016), "Stereotactic Radiosurgery (SRS)"، healthline, Retrieved 3-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Stereotactic radiosurgery", mayoclinic,27-4-2019، Retrieved 3-5-2020. Edited.
  3. David Herold, David Zieve (18-5-2018), "Stereotactic radiosurgery - CyberKnife"، medlineplus, Retrieved 3-5-2020. Edited.
  4. "Stereotactic Radiosurgery", hopkinsmedicine, Retrieved 3-5-2020. Edited.
1651 مشاهدة
للأعلى للسفل
×