الحث على عدم التدخل في شؤون الآخرين من القرآن والسنة

آيات قرآنية في الحث على عدم التدخل في شؤون الآخرين

أشارت آيات قرآنية عديدة إلى حثّ المسلم على عدم التدخل في شؤون الآخرين، نستعرض بعضها فيما يلي:^[١][٢][٣]

• قال الله تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أو مَعْرُوفٍ أو إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ)،^[٤] فقد حرّم الشّرع التناجي والتكلم عن الخلق لما فيه من إشاعة الضغائن والكراهية بينهم.
• قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)،^[٥] وأكد الشّرع على ضرورة التثبت من الأخبار وعدم الخوض فيها وإشاعتها حتى لا يقع الإنسان في سوء الظنّ وعواقبه التي لا تُحمد.
• قال الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)،^[٦] دلّت الآية الكريمة على أنّ عدم التدخل في شؤون الخلق صفة من صفات المؤمنين.
• قال الله تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)،^[٧]ففي الآية أمر من الله تعالى على عدم التدخل في شؤون الخلق وبيّن مسؤولية الإنسان عن جوارحه يوم القيامة.

أحاديث نبوية في الحثّ على عدم التدخل في شؤون الآخرين

ورد في السنّة النّبوية أحاديث صحيحة عدّة تحثّ المسلم على عدم التدخل في شؤون النّاس، نذكر منها ما يلي:^[١][٢][٨]

• رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من حسنِ إسلامِ المَرءِ تركُه ما لا يعنيه).^[٩]
• عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قيلَ وَقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ).^[١٠]
• رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ).^[١١]
• رُوي عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (على العاقلِ أنْ يكونَ بصيرًا بزمانِه مُقبِلًا على شأنِه حافظًا لِلسانِه ومَن حسَب كلامَه مِن عملِه قلَّ كلامُه إلَّا فيما يَعنيه).^[١٢]
• رُوي عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا أُخبرُك بمِلاكِ ذلك كلِّه؟ كُفَّ عليك هذا وأشار إلى لسانِه قال: يا نبيَّ اللهِ! وإنا لَمُؤاخذونَ بما نتكلَّم به؟ قال: ثَكِلَتْك أُمُّك يا معاذُ! وهل يَكبُّ الناسَ في النَّارِ على وجوهِهم إلا حصائدُ ألسنتِهم).^[١٣]
• عن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه).^[١٤]

المراجع

1. ^ ^{أ ب} "من الأدب ترك سؤال الناس عن أمورهم الخاصة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022.
2. ^ ^{أ ب} "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
3. ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البيان، صفحة 8. بتصرّف.
4. ↑ سورة النساء، آية:114
5. ↑ سورة الحجرات، آية:6
6. ↑ سورة المؤمنون، آية:1
7. ↑ سورة الإسراء، آية:36
8. ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البيان، صفحة 8. بتصرّف.
9. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2317، حديث صحيح.
10. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:593، حديث صحيح.
11. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:47، حديث صحيح.
12. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:361، الحديث أخرجه في صحيحه.
13. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:5136، حديث صحيح.
14. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد، الصفحة أو الرقم:4880، حديث حسن صحيح.