ظاهرة العنف الأسري أسبابها، نتائجها والعلاج

كتابة:
ظاهرة العنف الأسري أسبابها، نتائجها والعلاج

مفهوم ظاهرة العنف الأسري

نشأ العنف الأسري مع نشأة البشرية، حيث كانت بدايته في الخلاف الذي حدث بين قابيل وهابيل، وانتهى بجريمة شنعاء بقتل أحد الأخوين للآخر، وبعد التطور التي آلت إليه الثقافات والمجتمعات تطورت أساليب العنف الأسري وأسبابه، ومما لا شكّ فيه انّ ظاهرة العنف الأسري هي من أخطر الظواهر في المجتمع، فهي تترك أثرًا بالغًا في نفوس أفراد الأسرة يهدد حياتهم الخاصّة وأمنهم وسلامتهم، كما أنّ سلوك العنف الأسري يأخذ العديد من الصور فهو يبدأ بالضرب البسيط ليصل إلى ذروة خطورته في القتل، ويكون القتل وخاصة العمد منه هو الانموذج المكتمل عن العنف، لذلك كان العنف الأسري وجرائمه موضوعًا يستحق الدراسة والبحث، وسيكون هذا المقال عن ظاهرة العنف الاسري وأسبابها ونتائجها وعلاجها.[١]

أسباب ظاهرة العنف الأسري

في الحديث عن أسباب العنف الأسري، فهناك الكثير من الأسباب والعوامل لنشأة هذا العنف وتختلف من أسباب تتعلق بالفرد ذاته، وأسباب متعلقة بمحيطه من أسرته ومدرسته ومكان سكنه، وهناك الأسباب التي تتعلق بأصدقائه، وأيضًا ما يتعلق بدور وسائل الإعلام في التحريض على مثل هذا العنف، وفيما يأتي شرح تفصيليّ لأسباب ظاهرة العنف الأسري:[٢]


الأسباب الذاتية

وهي الأسباب والعوامل التي يكون منبعها الأساسي هو الفرد ذاته، نتيجةً لشعوره بالإحباط بشكل زائد وضعف ثقته بنفسه، أو بسبب ما عاشه في فترة المراهقة والبلوغ، أو ربّما لما يعانيه من اضطرابات نفسية وانفعاليّة، وقد ينشأ العنف لدى الشخص لرغبة في إقامة علاقات اجتماعية سليمة، أو من شعوره بعجز أو ضعف أو فشل أو حرمان من العطف والحنان، وقد تنشأ هذه الأسباب الذاتية من عدم قدرة الفرد على تحكمه بالدوافع العدوانية لديه.

أسباب تتعلق بالأسرة

الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع والتي يمارس فيها الطفل أولى علاقاته الاجتماعية والإنسانية، ولهذا السبب فهو مسؤولة عن كل ما يكتسبه الطفل من أشكال السلوك الاجتماعي، فكثير من السوكيات ترجع إلى نوع العلاقة الإنسانية في الأسرة، فلها دور مهم جدًا وتأثير بالغ في انحراف سلوك الإنسان وميله للعنف، ومن أهمم ما قد يولد العنف عند الفرد هو التفكك الأسري، والدلال الزائد الذي يأخذه الطفل منوالديه، وكذلك عدم انتباه الأسرة لسلوكيات أبنائها، والضغوط الاقتصادية التي قد تمرّ على الأسرة.

أسباب تتعلق بالمدرسة

تعدّ المدرسة المؤسسة الاجتماعية الثانية التي تتعامل مع الطفل بعد الأسرة، لذلك لها دورها المهم والبالغ التأثير في نفسية الطفل وسلوكياته، فعندما تفشل المدرسة في وظيفتها كموجه لسلوكيات الطفل قد ينشأ عنده سلوكيات خاطئة كالعنف الذي يكون سببه تعامل المدرسين في الدرجة الأولى، وغياب القدوة الحسنة للطفل، وتلاشي اهتمام المدرسة بما يحدث مع التلاميذ من مشاكل، وغياب الإرشاد والتوجيه، وضعف ثقة التلميذ بمدرسيه، ولوم الطفل الدائم.


أسباب تتعلق بوسائل الإعلام

لوسائل الإعلام تأثير بالغ في نفسية الفرد وبخاصة الأطفال بما تقوم بعرضه من برامج إعلامية وتلفزيونية، فقد تقدم عينات من التصرفات العنيفة والخاطئة للطفل والمرهق والبالغ، فتنقلب التسلية في نهاية المطاف إلى واقع مؤلم، فتكون سببًا في نوعة الأطفال نحو العنف، ووقد تبالغ الوسائل الإعلامية في نشر الأخبار المتعلقة بالعنف مما يجعله تصرفًا مستساغًا وطبيعيًا لدى الناس، كما انّ مشاهدة العنف بشكل مستمر قد يصل على المدى البعيد لعدم الإ حساس بخطره على الإنسان.


نتائج ظاهرة العنف الأسري

في الحديث عن نتائج ظاهرة العنف الأسري فهناك نتائج على أفراد الأسرة ممن طبق بحقهم العنف الأسري فتسبب لهم تشوهات وعقد نفسية من المحتمل أن تتطور تلك العقد لتصبح حالات نفسية مرضية، وسلوكيات إجرامية وعدائية، كما هناك احتمال كبير أيضًا أنّ الشخص الذي مورس العنف الأسري بحقه سينهج النهج ذاته ليطبق العنف على من حوله، أمّا عن نتائج ظاهرة العنف على الأسرة فهي تسبب تفكك في الروابط الأسرية وتصبحالثقة شبه معدومة كما ينعدم الشعور بالأمان في حضن الأسرة والذي قد يؤدي إلى تلاشي تلك الأسرة وهناك نتائج للعنف الأسري على المجتمع برمته، فالأسرة هي النواة الأولى في بناء أي مجتمع وأيّ خطر سيهددها هو تهديد لكل كيان المجتمع.[٣]

علاج ظاهرة العنف الأسري

تختلف طرق علاج ظاهرة العنف الأسري باختلاف المجتمعات، وهذه المعالجة لها دور مهم جدًا في ضمان حقوق من كانوا ضحية هذا العنف، وكانت الاستجابة لمواجهة العنف الأسري في بلاد الغرب بهذا الشكل النموذجي بسبب الجهد المشترك بين الخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية وإنفاذ القانون، وفي الحديث عن تاريخ العنف الأسري فقد كان قديمًا أمر خاص بالعائلة ولا يحتاج لتدخل الحكومة وكانت الشرطة في أحيان كثيرة ترفض التدخل واعتقال المعتدي، ويختارون بكل بساطة نصح الأسرة وتوجيها فقط، ولكن حديثًا فقد أصبح العنف الأسري قضية رأي عام، ولا بدّ من مشاركة السطات الجنائية فيه، والتعامل معه بكل جديّة، كما يحتاج من وقعوا ضحية للعنف الأسري إلى علاج وظيفي حتّى يصبحوا قادرين على العمل والمشاركة في المجتمع ومعالجة ما تضاءل من مهاراتهم بسبب غيابهم عن الحياة العامّة، فيعمل المعالجون مع هؤلاء الضحايا على تطوير مهاراتهم التي تمكنهم من الحصول على عمل وليتمكنوا من تنفيذ مهامهم اليومية، ويكون ذلك بوساطة تقديم العلاج إمّا المباشر أو غير المباشر لهم، بتقديم النصائح والجلسات الجماعية، كما يمكن أن يعملوا مع ضحايا العنف الأسري في أماكن مثل مراكز إعادة التأهيل أو المستشفيات، فيتعلم ضحايا العنف الأسري مهارات صنع القرار في الأمور الخاصّة بالعمل، كما يتدربون على مهارات المثابرة وكذلك يتعلمون التحكم بالتوتر، ويتعلمون إدارة المال والوقت، كما يُغرس فيهم تقدير الذات والكفاءة الذاتية، والمشاركة في المجتمع ويكون التركيز في طرق العلاج الخاصّة بالأطفال الذين تعرضوا للعنف الأسري على تعزيز مهاراتهم التعليمية ومهارات اللعب والمهارات التي تلائم سن الأطفال ليكون نموهم سليمًا.[٤]

المراجع

  1. "العنف الأسري"، www.marefa.org، 2020-05-02، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-02. بتصرّف.
  2. "ظاهرة العنف "، www.alukah.net، 2020-05-02، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-02. بتصرّف.
  3. " العنف الأسري"، www.saaid.net، 2020-05-02، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-02. بتصرّف.
  4. "معالجة العنف الأسري"، www.wikiwand.com، 2020-05-02، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-02. بتصرّف.
7259 مشاهدة
للأعلى للسفل
×