الحركة العلمية والأدبية في العصر العباسي الثاني

كتابة:
الحركة العلمية والأدبية في العصر العباسي الثاني


الحركة العلمية في العصر العباسي الثاني

ازدهرت الحركة العلمية في العصر العباسي الثاني ازدهارا واسعًا خاصةً بعد أن اكتسحت الدولة العباسية مناطق واسعة، مثل: مصر وإيران والشام والعراق، حيث سعى العرب لتعلم كل ما هو جديد من ثقافات هذه الشعوب. وكان لهذا الانفتاح أثره على تطور العلم وأساليبه في ذلك الوقت، فقد تطور التعليم حيث تحول من تعليم الناشئة في الكتاتيب إلى تعليم الشباب في المساجد.[١]

عوامل ازدهار الحركة العلمية في العصر العباسي الثاني

  • اهتمام الخلفاء بالمعلمين المقيمين والوافدين؛ حيث كانوا يغدقون عليهم بالأموال الكثيرة، وكان يصرف لهم رواتب شهرية، وهذا شجع العلماء على الإقبال إلى الدولة العباسية من كل مكان.
  • قيام المناظرات العلمية والأدبية بين العلماء في قصور الخلفاء والأمراء والولاة، فقد كانت هذه المناظرات عامل جذب للمتعلمين ليتعلموا قرع الحجة بالحجة وغلبة الخصم بالحق.
  • استخدام الورق وتصنيف الكتب كان له دور مهم في ازدهار الحركة العلمية؛ حيث ساعد ذلك على انتشار دكاكين الوراقين، ومن العوامل المهمة أيضا انتشار المكتبات الخاصة، والمكتبات العامة في المساجد.


كل هذه العوامل زادت الشغف لدى العلماء للارتحال وتحمل مشاق التنقل والترحال؛ من أجل الحصول على أكبر قدر من المعلومات، ولعل مكانة المرأة في ذلك الوقت تُعد شاهدا حقيقا على مدى تطور الحركة العلمية، إذ يلاحظ القارئ لتاريخ العباسيبن أن المرأة احتلت مكانة مرموقة في مجالس العلم، ومن الأمثلة على ذلك حضور (قهرمانة أم المقتدر) مجالس القضاء لسماع المظالم والشكاوى والحكم بين المتخاصمين. [١]


الحركة الأدبية في العصر العباسي الثاني

أما بالنسبة للحركة الأدبية الشعرية والنثرية فقد كان التطور واضحًا وظاهرًا، والذي ساعد على ذلك معرفة اللغويين لأسرار اللغة العربية؛ فقد قاموا بجمع مادةٍ خصبةٍ ومبسطةٍ من علوم اللغة والنحو والصرف للناشئة من الشعراء وغيرهم.[١]


وأما بالنسبة للموضوعات الشعرية فقد كان هناك محاولاتٍ كثيرةٍ من أجل التجديد في الموضوعات القديمة كالمدح والهجاء، ومن المواضيع التي ضعف الإقبال عليها: موضوع الفخر القبلي؛ نتيجةً لضعف الشعور بالعصبية القبلية، على عكس الرثاء الذي اتسع وكثر فلم يترك الشعراء أي شخصية ذات مكانة إلا وقاموا بكتابة الرثاء عنها.[١]


ومن المواضيع التي جددوا فيها أيضا موضوع الوقوف على الأطلال الذي استحدثوا منه موضوع وصف القصور وأولها وصف إيوان كسرى، وأبدعوا أيضا في وصف الطبيعة، وظهرت لديهم كذلك قصائد الشكوى من الزمن التي لاقت انتشارًا واسعًا نتيجةً لفترات الظلم التي عاشها الناس في تلك الفترة. ومن المواضيع المستحدثة موضوع الشعر التعليمي.[١]


أشهر شعراء العصر العباسي الثاني

ولعل من أشهر شعراء هذا العصر: 
  • البحتري.
  • ابن الرومي.
  • ابن المعتز.
  • علي بن الجهم.


نشاط النثر في العصر العباسي الثاني

بالنسبة للنثر فقد نشطت الترجمة وخاصةً إعادة ما تم ترجمته ترجمةً حرفيةً في العصر العباسي الأول، ونشط أيضا تأليف الكتب، ومن الموضوعات النثرية التي اشتدت وانتشرت الخطابة الدينية على عكس الخطابة السياسية والخطابة الحفلية التي ضعفت.


والذي ساهم في تطور النثر ونشاطه: كثرة الدواوين في ذلك العصر؛ حيث لعبت دورًا مهمًا في نشر الكتابة، واتخذها حرفةً للعمل بها.

والجدير بالذكر أن الكتابات في ذلك العصر امتازت بكثرة ظاهرة السجع، خاصة في الرسائل الديوانية.


ومن الملاحظ أن النثر احتل مكانةً أعلى من الشعر في العصر العباسي الثاني؛ والسبب وراء ذلك وهو تأثير كلمات النثر في وجدان القارئ، بالإضافة لتولي الكُتّاب المناصب العليا في الدولة.


ومن أبرز أعلام العصر العباسي الثاني في الفن الأدبي النثري هم: إبراهيم بن العباس الصولي، الجاحظ، ابن قتيبة، سعيد بت حميد، أبو العباس بن ثوابة.[١]


ازدهار العلوم اللغوية والنحوية في العصر العباسي الثاني

ساهم ازدهار العلوم اللغوية والنحوية بشكل واسع في تنشيط الحركة الأدبية في مجال شرح النصوص القديمة شروحًا موسعةً،  وهذا انعكس على  نشاط تلامذة المدرستين البصرية والكوفية في النحو، وساهم في نشوء المدرسة البغدادية، وساعد هذا النشاط في كثرت  المباحث البلاغية بين  بيئات اللغويين المحافظين والمترجمين والمتفلسفين المجددين والمعتزلة المعتدلين.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ شوقي ضيف، العصر العباسي الأول، صفحة 127-128-129. بتصرّف.
5355 مشاهدة
للأعلى للسفل
×