الأدب والحقل المعجمي
تحملُ نصوص اللغة العربية الكثير من الحقول التي تتفرّع وتتوحّد فيما بينها، ودراسة عمل الأديب والشاعر تكون في تقسيم عمله إلى حقول معيّنة، ومثال على الحقول التي تستعين بها الأعمال الأدبية من مثل: الحقل المعجمي للطبيعة، وحقل الموت، وحقل الحياة، وحقل السعادة، وحقل الحزن، وحقل التفاؤل، وحقل التشاؤم، وحقل الحرب، وغيرها من الحقول المعجمية التي تختزل مواضيع بعينها، فيقوم المؤلف في اختيار الألفاظ التي تتفق وعمله مثل الحقل المعجمي للطبيعة، ليقوم الناقد بعد ذلك بتقسيم العمل الأدبي وتقسيم حقوله، وأن يحدد زوايا كلّ حقل وما تحمله من ألفاظ وكلمات تتعلق بها، فكل حقل دال يحمل كلمات تدل عليه، فلا يمكن أن يحمل حقل السعادة كلمة تدل على الحزن أو العكس.
تعريف الحقل المعجمي
يُقصد بالحقل المعجمي للطبيعة هو مجموعة الألفاظ التي تتعلق بموضوع معين كموضوع الطبيعة، وتدور حوله، وتحمل ما يدل عليه، ويدخل الحقل المعجمي للطبيعة أو غيرها بالدلالي، حيث إنّ الألفاظ المعجمية تحمل الدلالة التي أرادها المؤلف، والفضاء الدلالي للغة المعجمية وألفاظها هي علامة على شعرية النص حين تتشبع بفنيتها وغناها وهي حين تتكاثف وتمتلئ بهذه الشعرية، تجعل التركيب اللغوي يتوالد ضمن صورة تتوائم مع الموضوع ويتصلان بعلاقة واحدة، فشعرية المؤلف تجعله أكثر قدرة على الإلمام بالتنوع في الحقول المعجمية ضمن قدرته الفكرية والإبداعية.[١]
أهمية الحقل المعجمي
عندما يقوم الناقد على جَمْع الحقول المعجمية للعمل الأدبي، كجمعه مثلًا الحقل المعجمي للطبيعة، فإن ذلك يساعده بالكشف عن الحالة النفسية للمؤلف، فيكشف أسرار فِكره وشعوره، وهنا تكمن أهمية الحقول المعجمية، والحقل الدلالي أو المعجمي للطبيعة أو غيرها هو مجموعة من المفاهيم تنبني على علاقات مشتركة، فاللون مثلًا حقل دلالي يجمع الأزرق، والأبيض، والأحمر، والأخضر، والأصفر، وباقي الألوان، ومفهوم الهيمنة حقل دلالي يجمع السلطة، والنفوذ، والسيطرة، والسيادة، والطغيان، والتسلط، وحقل الحرب حقل دلالي يجمع بين الدم، والقتل، والأسلحة، والتعذيب، وبذلك اتضح أن ثمة أبحاث متخصصة أيضًا في دراسة النصوص، كالحقول الدلالية، وبتلك الأبحاث نلمس نهوض اللغة عبر المؤلف الذي خطها في لاوعيه، فجاء الباحث وكشفها إضافة إلى كشف ما يختلج في نفسية هذا المؤلف من آمال ومخاوف وأمنيات ربّما.[٢]
الحقل المعجمي للطبيعة
جاء الجمال فجاء الفن ثم الأدب وجاءت معهم الفلسفة، فكان كل هؤلاء يستعينون بالطبيعة كموضوع خاص بهم، فرُسمت الطبيعة على لوحات الفنانين، ووظفت في أساطير الأدباء والفلاسفة، وجاءت في نصوص المبدعين من الشعراء والمؤلفين، فالبعض جعل الطبيعة آلهة في الأسطورة مثلًا، والبعض الآخر جعلها رمزًا للعدو الذي نُحارب ضده للحصول على لقمة العيش، وفي هؤلاء كانت الطبيعة تتميز بأنها انفردت بكونها حقلًا خاصًّا، والحقل المعجمي للطبيعة سهل الإنتقاء والمعرفة فهذا الحقل تدل عليه كلمات معروفة وسهلة من مثل، الشمس، والجبال، والسهول، والنجوم، والصحراء، والبحار، والمحيطات، والثلج، والمطر، والأزهار، والورود، فكل إبداع لله تحت السماء وفوق الأرض هو ضمن الحقل المعجمي للطبيعة.[٣]
المراجع
- ↑ محمد السيد أحمد الدسوقي (2008)، شعرية الفن الكنائي بين البعد المعجمي والفضاء الدلالي المنفتح (الطبعة الأولى)، الإسكندرية: دار العلم والإيمان للنشر والتوزيع، صفحة 149. بتصرّف.
- ↑ "لسانيات"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "الكون أو الطبيعة والجمال"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-08-2019. بتصرّف.