الحكمة في العصر العباسي الثاني تطورها وعوامل انتشارها

كتابة:
الحكمة في العصر العباسي الثاني تطورها وعوامل انتشارها

تطور الحكمة في العصر العباسي الثاني

تعد الحكمة خلاصة تأملات الفلاسفة، وتعرف الفلسفة على أنها محبة الحكمة وهي كلفظ ترجع إلى الأصل اليوناني، وكلمة (Philosophy) تنقسم إلى قسمين الأول فيلو، ويقصد به المحبة، أما القسم الثاني، فهو صوفيا، وتعني الحكمة، ويمكن القول إن الفلسفة اليونانية مهد الحكمة كلها، فأول فيلسوف يوناني هو طاليس،[١]وعُرف عنه أنه من الحكماء السبعة، وهم مجموعة فلاسفة كتبوا خلاصة تأملاتهم حول الحياة والوجود والإنسان، والعرب لم يعرفوا الحكمة بمفهومها النهائي إلا من خلال الفلسفة اليونانية.[٢]


تأثر الحكمة في العصر العباسي بالحضارات الأخرى

بدأت حركة التأليف في الحضارة الإسلامية بسبب الترجمة عن المؤلفات اليونانية تحديدًا الحكماء السبعة، والاطلاع على مؤلفات أفلاطون وأرسطو، وتابع المترجمون هذا الأمر بدعم من الدولة العباسية، والخلفاء، ومن المهم الإشارة إلى رعاية الدولة للمترجمين والكتاب، وذكرت المراجع أن بغداد كانت مركزًا ثقافيًا وفكريًا هامًا تخرج منها العديد من الحكماء، ومن أهم الكتب التي تمت ترجمتها واستخلص منها الأدباء والشعراء الحكمة ما يأتي:[٣]

  • كتاب في الفلسفة والأدب لأفلاطون.
  • كتاب في المنطق لأرسطو.
  • كتاب في الرياضيات والفلك، وغيرها مثل الفلسفة والحكمة لإقليدس وأرخميدس وبطليموس وغيرهم.
  • كتاب من الفارسية في التاريخ والأدب.
  • كتاب عن السريانية والنبطية، في الفلاحة والزراعة والسحر والطلاسم، والتأملات.
  • كتاب عن اللاتينية والعبرانية في مختلف العلوم والآداب والفنون.


عوامل انتشار الحكمة في العصر العباسي الثاني

فيما يأتي أبرز عوامل انتشار الحكمة في العصر العباسي الثاني:


الاستقرار السياسي والاقتصادي

كانت الدول العباسية في مرحل استقرار سياسي قبل بداية دخول العنصر التركي، وساعد هذا العامل على الكتابة في الحكمة، فمن الصعب استخلاص الحكمة في حالة الحرب، كما أن العامل الاقتصادي لعب دورًا كبيرًا في إتاحة الفرصة للكتابة والتأليف في الحكمة.[٣]


من غير الممكن أن يتفرغ الإنسان للتأمل والقراءة والكتابة دون أن يكون متوفر له الحد الأدنى الاستقرار المادي الذي يضمن له العيش الكريم، لذلك رعت الدولة العباسية هذا النشاط وتكفلت به من كل النواحي، ولا بد من الإشارة إلى وجود تداخل بين ما أنتجه الحكماء في العصر العباسي الأول والثاني، وأحيانًا يمتد للثالث.[٣]وكان انتشار الوراقين والمكتبات نتيجة لحالة الارتياح الاقتصادي، والاستقرار السياسي مما ساعد الناس على الإنفاق على الكتب، والقراءة والتأمل.[٣]


الانفتاح على الحضارات الأخرى

يمكن ملاحظة حالة الانفتاح الحضاري والثقافي التي ساهمت في الاطلاع على علوم القدماء دون وجود أي سلطة تحول دون الأخذ عن علومهم، وإن العصر العباسي الثاني شهد حالة من التحرر والانفتاح، كاستكمال للعصر العباسي الأول، وجعلت منه عصرًا ذهبيًا، خاصةً في عهد هارون الرشيد والمأمون.[٣]


بالإضافة إلى الاطلاع على المؤلفات الحكماء في الحضارة اليونانية، فقد أتيح للمفكرين المسلمين الاطلاع على عيون كتب الحكمة في اللغات الأخرى كاللاتينية، والعبرانية، والسريانية.[٣]


المراجع

  1. يوسف كرم، تاريخ الفلسفة اليونانية، صفحة 25. بتصرّف.
  2. "الحكماء السبعة"، مؤسسة هنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح محمد لطفي جمعة، تاريخ فلاسفة الإسلام: دراسة شاملة عن حياتهم وأعمالهم ونقد تحليلي عن آرائهم الفلسفية، صفحة 16-18.
8425 مشاهدة
للأعلى للسفل
×