الحكمة من تعدد أسماء يوم القيامة

كتابة:
الحكمة من تعدد أسماء يوم القيامة

يوم القيامة

يوم القيامة هو اليوم الذي يأتي بعد نهاية الحياة الدنيا وهلاك الجميع، فلا يبقى أحد سوى الله -تعالى- حيث قال الله -تعالى-: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)،[١] وقد سمّى الله -تعالى- يوم القيامة بالعديد من الأسماء، وفيما يأتي بيانٌ لأشهرها ومعانيها:[٢]

  • اليوم الآخر: وقد يسمّى بالآخرة أو دار الآخرة، وسمّي بذلك لأنّه يومٌ لا يوم بعده، حيث قال الله -تعالى-: (وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).[٣]
  • الساعة: حيث قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ)،[٤] وقد سمي بذلك لقرب وقوعها، أو لأنّها تأتي بغتة وغفلة في ساعةٍ.
  • يوم البعث: حيث قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ)،[٥] وقد سمّي بذلك لأنّ الله -تعالى- في هذا اليوم يحيي الموتى ويبعثهم من قبورهم.
  • القارعة: حيث قال الله -تعالى-: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ)،[٦] وقد سمّي بذلك لأنّ أهوالها وأحداثها تقرع القلوب خوفاً وفزعاً.
  • يوم الفصل: حيث قال الله -تعالى-: (هَـذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ)،[٧] وقد سمّي بذلك لأنّ الله -تعالى- في هذا اليوم يقضي ويفصل بين عباده في الأمور التي كانوا يختلفون فيها.


الحكمة من تعدد أسماء يوم القيامة

أُشير مسبقاً إلى أنّ الله -تعالى- قد سمّى يوم القيامة بالعديد من الأسماء، وتكمن الحكمة من ذلك في أمرين:[٨][٩]

  • أوّلهما: أنّ الله -تعالى- قد أراد بذلك التنويه والإشارة إلى مكانة هذا اليوم، وعظم شأنه، وشدة أهوال يوم القيامة وأحداثه، وهذا من شأنه أن يبثّ الخوف في قلوب الناس، ممّا يدفعهم للعمل والاستعداد له.
  • ثانيهما: أنّ أسماء يوم القيامة هي عبارة عن أوصاف، وكل اسمٍ ووصفٍ منها يدلّ على معنى لا يدلّ عليه الاسم والوصف الآخر، فمن ذلك أنّ من أسماء يوم القيامة الحاقة؛ وذلك لأنّ هذا اليوم حق وآت لا ريب فيه، والزلزلة لأنّ في هذا اليوم تزلزل الأرض والسموات والقلوب من شدة أهواله، لذا فهذا من شأنه تعميق الإيمان بهذا اليوم والاستعداد له حق الاستعداد.


كيفية الاستعداد ليوم القيامة

يجب على المسلم الحرص على الاستعداد ليوم القيامة ولقاء الله -تعالى- حيث قال الله -تعالى-: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)،[١٠] ويمكن للمسلم الاستعداد لهذا اليوم بالحرص على عدة أمور منها ما يأتي:[١١][١٢]

  • تقوى الله -تعالى- وذلك باتباع أوامره ومجانبة نواهيه ومعاصيه، حيث قال الله -تعالى-: (أَلا إِنَّ أَولِياءَ اللَّـهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ * الَّذينَ آمَنوا وَكانوا يَتَّقونَ).[١٣]
  • التوبة الصادقة إلى الله -تعالى-.
  • الحرص على أخذ القليل من الدنيا كما يأخذ المسافر في سفره فما هي إلى دار عبورٍ وفناءٍ، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مالي وللدُّنيا ، ما مثَلي ومثلُ الدنيا إلا كراكبٍ سافر في يومٍ صائفٍ ، فاستظلَّ تحت شجرةٍ ساعةً ، ثم راح وتركَها).[١٤]


المراجع

  1. سورة الرحمن، آية:26-27
  2. عمر الأشقر، اليوم الآخر، صفحة 17-23. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:177
  4. سورة الحج، آية:1
  5. سورة الحج، آية:5
  6. سورة الحاقة، آية:4
  7. سورة الصافات، آية:21
  8. "ما هي أسماء القيامة وسبب تعددها؟ "، طريق الاسلام، 25-2-2007، اطّلع عليه بتاريخ 14-2-2022. بتصرّف.
  9. مجموعة مؤلفين، الموسوعة العقدية الدرر السنية، صفحة 279. بتصرّف.
  10. سورة البقرة، آية:281
  11. عبد الله العواضي (23-11-2017)، "خطبة عن الاستعداد للآخرة"، الالوكة، اطّلع عليه بتاريخ 14-2-2022. بتصرّف.
  12. "كيف تستعد للقاء الله"، إسلام ويب، 18-2-2003، اطّلع عليه بتاريخ 14-2-2022. بتصرّف.
  13. سورة يونس، آية:62-63
  14. رواه الالباني، في صحيح الترغيب، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3283، صحيح.
5098 مشاهدة
للأعلى للسفل
×