محتويات
الحكمة من مشروعية العيد
شرع الإسلام للمسلمين عيدين في السنة، هما عيد الفطر، وعيد الأضحى، وفيهما حكم كثيرة من الله - تعالى -، تنعكس على الفرد والجماعة، ولها تأثير على الصغار والكبار، والرجال والنساء، وهي كثيرة ومتعددة، ومنها ما يأتي:
تعظيم شعائر الله تعالى
حيث يظهر في العيد تطبيق المسلمين لمظاهر الإسلام من اجتماع المسلمين في الطرقات والساحات في صلاة العيد، وتطبيق سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذبح الأضحية، وزيارة الأرحام، فكل هذا من تعظيم شعائر الله - تعالى -، وقد قال -عز وجل-: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾،[١] ففعل هذه العبادات يعد علامة على أن القلب محب لشعائر الله - تعالى -؛ أي محب لتعظيم العلامات الخاصة بهذا الدين.[٢]
إدخال الفرح والسرور على المسلمين
يعد العيد مناسبة لإظهار الفرح في الدين، وإظهار السرور بين الناس، فإفراح الناس عبادة يحبها الله - تعالى -، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ)،[٣] ويكون ذلك بالزيارة، أو الهدية، أو بالسؤال عنه عن أحواله، وهذه الأعمال في سائر السنة إلا أنها تتأكد في العيد.
تعليم الصغار تعظيم شعائر الله تعالى
يعد العيد مناسبة لتعليم الصغار بعض أحكام الإسلام، مثل أهمية العيد وأهمية صلاة العيد، وتعليمهم أحكام العبادات التي في العيد مثل الأضحية، وأحكام الحج، وتعليم الأطفال حسن اختيار ملابس العيد، وكيفية التهنئة بالعيد، وكيفية إكرام الضيف، وغيرها الكثير من المسائل التي تعد مناسبة مهمة لغرس الأخلاق الإسلامية فيهم، فالأعياد الإسلامية وسيلة لربط الصغار بدينهم.
صلة الأرحام
حيث يعد العيد مناسبة لترقيق القلوب، وإزالة ما فيها من قسوة، وهو فرصة لترميم ما تقطع من صلة الأرحام، فالعيد تكثر فيه الزيارات، ويكثر فيه تواصل الأقارب فيما بينهم، فلا يصح من المسلم أن يكون معظماً لشعائر الله - تعالى - في العيد، ومرتكباً لكبيرة قطيعة الرحم أيضاً، قال - تعالى -: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾.[٤]
من حكم مشروعية إظهار اجتماع أمة الإسلام
يجتمع المسلمون في العيد على اختلاف أقطارهم وبلدانهم على مسائل واحدة، مثل صلاة العيد، وتقديم الأضحية، وإظهار السرور، لذا يعد العيد مناسبة لإظهار قوة المسلمين وإظهار تماسكهم على اختلاف بلدانهم،[٥] وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن يشهد العيد كل الناس، حتى النساء، تقول أم عطية -رضي الله عنها-: (أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ).[٦]
شكر الله تعالى
من حكم مشروعية العيد أنه وسيلة لإظهار الشكر لله - تعالى - على نعمه، وعلى تجدد نعمه كل عام، كما أن العيد شكرٌ لله - تعالى - على التوفيق لأداء العبادات من صيام وحج، وشكر المسلم لله - تعالى - على أن بلغه مواسم الخير مثل ليلة القدر والعشر من ذي الحجة.[٧]
المراجع
- ↑ سورة الحج، آية:32
- ↑ أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترغيب ، عن عبد الله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:955، حسن لغيره.
- ↑ سورة محمد ، آية:22
- ↑ محمد ناصر الدين الألباني، صلاة العيدين في المصلى هي السنة، صفحة 41. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم:883، صحيح.
- ↑ ابن دقيق العيد، إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، صفحة 340. بتصرّف.