قد تتساءل العديد من النساء حول احتمالية حدوث الحمل في الفترة ما قبل انقطاع الطمث؟ لمعرفة تفاصيل ذلك إليك المقال الآتي:
سؤال: أنا الآن في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، فأنا أبلغ من العمر 48 عامًا، وقد فاتتني الدورة الشهرية عدة مرات، إلا أنه عند مراجعة طبيبتي أخبرتني أنه من المحتمل أن يصبح حمل خلال هذه الفترة، مما جعلني أتساءل عن التغييرات التي يمكن أن تحدث للجسم خلال هذه الفترة؟ وهل أنا ما زلت بحاجة إلى استخدام وسائل منع الحمل؟
الجواب: تشير فترة ما قبل انقطاع الطمث (Perimenopause) إلى التغيرات الجسدية التي تحدث عندما تقترب المرأة من نهاية سنوات الإنجاب، حيث يبدأ عندها انخفاض إنتاج المبيضين لهرمون الإستروجين بشكل تدريجي، والذي يُعد من أحد أهم الهرمونات التناسلية الأنثوية، والجدير بالتنويه له أن فترة ما قبل انقطاع الطمث من الممكن أن تستمر من بضعة أشهر إلى عشر سنوات تقريبًا، لكن بالنسبة لمعظم النساء فغالبًا ما قد تقتصر الفترة على 3- 4 سنوات كحدٍ أقصى.
حيث تبدأ فترة ما قبل انقطاع الطمث عادةً بين منتصف الأربعينيات إلى أواخرها، ولكن يمكن أن تبدأ مبكرًا في بعض الحالات الأخرى، وذلك يُعزى إلى مجموعة من العوامل الوراثية أو الجينات، ويمكن القول أن المرأة تصل إلى سن اليأس بعد مرور سنة كاملة تقريبًا على انقطاع أو غياب الدورة الشهرية عنها.
أما بالنسبة للتغييرات التي قد تطرأ على جسمك خلال هذه الفترة فيمكن تلخيصها في ذكر أكثر أعراض ما قبل انقطاع الطمث شيوعًا، والتي تتضمن كل من الآتي:
- حدوث بعض التغييرات في انتظام الدورة الشهرية، وذلك من حيث طول وشدة وتكرار الدورة.
- المعاناة من الهبات الساخنة والتعرق الليلي، والذي يترتب عليه عدم شعورك بالراحة خلال فترات النهار، بالإضافة إلى مواجهة بعض المشكلات في النوم ليلًا.
- الشعور ببعض الآلام أثناء ممارسة العلاقة الزوجية، وذلك نتيجة حدوث بعض التغييرات على أنسجة المهبل بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين في الجسم.
- زيادة خطر إصابتك بعدوى المسالك البولية (UTI).
- الإصابة بسلس البول بسبب ترقق الأنسجة الموجودة في قاع الحوض.
- المعاناة من بعض التغيرات المزاجية التي تجعلك عرضةً للإصابة بالاكتئاب.
كما ننصحك بمراجعة طبيبك المختص أو طبيب الأمراض النسائية بمجرد دخولك في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وذلك لمناقشة أهم الأعراض التي قد تعانين منها خلال هذه الفترة، وبناءً على هذه الأعراض سيقوم الطبيب بوصف بعض العلاجات التي ستخفف منها وتحد من حدوثها، وغالبًا ما تشمل هذه العلاجات كل من الآتي:
- العلاج بالهرمونات البديلة.
- الإستروجين المهبلي.
- الأدوية المضادة للاكتئاب.
- جابابنتين (Gabapentin)، وهو من العلاجات الدوائية المعتمدة في حالات النوبات، حيث يساهم في التخفيف من شعورك بالهبات الساخنة.
من الجدير بالعلم أن لكل من هذه العلاجات مخاطره وفوائده، لذلك احرصي على الحصول على شرح مفصل لأيّ من هذه الأدوية أو العلاجات قبل القيام باستخدامها من قبل طبيبك المختص.
وبالنسبة للحمل في هذا العمر، فعلى الرغم من عدم شيوعه إلا أنه لا يزال ممكنًا، ويُعزى السبب في ذلك إلى التغييرات التي تحدث في مستويات كل من هرمون الإستروجين والبروجسترون، وهما الهرمونان المسؤولان عن تنظيم الإباضة.
ففي المرحلة التي تسبق انقطاع الطمث تحدث بعض التغيرات الجوهرية في مستويات هذين الهرمونين، الأمر الذي يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، بالإضافة إلى حدوث دورات إباضة غير متوقعة، وبما أن دورات الإباضة غير متوقعة فلا يمكن الجزم بعدم إمكانية حدوث الحمل في هذه الفترة.
أيّ أنه وبالرغم من عمرك ومن معاناتك من أعراض ما قبل انقطاع الطمث التي تم التنويه عنها سابقًا، إلا أن طوال هذه الفترة لا يزال المبيض في حالة خصوبة ولديه القدرة على إطلاق البويضات. فإذا كنت ترغبين في التأكد من عدم حدوث الحمل، ننصحك بالاستمرار في استخدام وسائل منع الحمل حتى تمر سنة كاملة على الأقل دون حدوث أو نزول الدورة.
مصدر هذا المحتوى من: