الحمل والرحم ذو القرنين

كتابة:
الحمل والرحم ذو القرنين

الرحم ذو القرنين

الرحم هو عضو عضلي صغيرشبيه بحبة الإجاص، يوجد في منطقة الحوض أسفل البطن، ويعد جزء من الجهاز التناسلي الأنثوي، ووظيفته الرئيسية هي احتواء الجنين وتغذيته خلال الحمل. ويحتوي الرحم من الداخل فراغًا مثلث الشكل ذا جدران عضلية غليظة، ويُقسّم هذا المثلث لثلاثة أجزاء رئيسة؛ هي: الجزء العلوي الدائري الذي يقع بين قناتي فالوب، ويسمى القاع، والجزء في المنتصف، هو الأكبر حجمًا الذي يمثل ثلثي حجم الرحم، ويسمى جسد الرحم، أما الجزء السفلي الذي يتصل بالمهبل، ويسمى عنق الرحم.[١]

تعاني 3% من النساء حول العالم من تشوه في شكل الرحم، أو حجمه أو هيكله بدرجات مختلفة، وأهم هذه التشوهات التي تصيبه هي الرحم ذو القرنين؛ أي الذي يشبه القلب، باحتواءه على تجويفين ملتصقين، وهو عيب خلقي تولد به المرأة، وغالبًا لا يسبب أية أعراض، ويُكتشَف عند الخضوع للتصوير بالموجات فوق الصوتية، أو غيرها من الفحوصات الطبية، وينتج هذا عن اضطراب في القَنوات الكلوَية الجَنينيَّة المُوَسَّطَةِ الإِضافِية -قنوات مُولَّرِيّ- المُسبِّب لتطوّر الرّحم ذي القرنين في مرحلة مبكّرة أثناء تطوّر الجنين في مرحلة ما قبل الولادة، إذ توجد لدى الأجنة قناتين من قنوات مُولَّرِيّ لتُدمجا ببعضهما وتشكّلان رحمًا واحدًا، لكن في حالة الرحم ذي القرنين لا تُدمج هذه القنوات كاملةً، مُسبِّبة حدوثه، وفي الحقيقة يعد الرحم ذو القرنين واحدًا من أنواع تشوهات قنوات مُولَّرِيّ إلا أنَّه الأكثر شيوعًا منها، ومن الأمثلة الأخرى على هذه الاضطرابات: الرحم المزدوج -وفيه يوجد رحمان مفصولان بحاجز-، والرحم أحادي القرن -إذ توجد قناةٌ واحدة فقط من قنوات مولَّري وهذا يؤدي إلى رحمٍ أصغر من الطّبيعي-.[٢][٣]


تأثير الرحم ذي القرنين على الحمل

قد لا يؤثر الرحم ذو القرنين في مستوى الخصوبة، إذ أظهرت الدراسات أن وجود الرحم ذي القرنين لا يقلل من فرص المرأة في الحمل، لكن بعض الأبحاث تشير إلى أن هذا التشوه الرحمي أكثر شيوعًا عند النساء المُصابات بالعقم،[٤] ويزيد الرّحم ذو القرنين من خطر الإجهاض في وقتٍ لاحقٍ من الحمل، وقد تلد الحامل الطفل مبكّرًا. وتحدث هذه المشاكل حسب بعض الباحثين بسبب تقلّصات الرحم غير المنتظمة، أو نتيجة صغر حجم الرحم، وبناءً على دراساتٍ معينة فإن الأطفال الذين يولدون لأمهاتٍ مصابات برحم ذي القرنين لديهن أيضًا فرصة أكبر لحدوث العيوب الخَلقية مقارنةً بالمواليد لنساءٍ لديهن رحمٌ طبيعي،[٥] وفي حال حدث حمل عند المرأة ذات رحم ثنائي القرنين يجرى التعامل مع الحمل بوصفه شديد الخطورة، ويعمد الطبيب إلى مراقبة الحمل بعناية، وقد يُجري أيضًا فحص الموجات فوق الصّوتية المتكررة للتحقق من وضعية الطّفل، وقد يستقرّ الطفل في وضعٍ مقعدي داخل الرحم -بحيث أسفله أو قدماه متّجهة إلى أسفل قبل الولادة-، وتكون الحامل أيضًا أكثر عرضة للولادة بالجراحة القيصرية.[٦]


أعراض الرحم ذي القرنين

الرحم ذو القرنين عيب خلقي تولد به المرأة ينتج عن تشوه يصيب الجنين خلال تطوره في الرحم، لذا لا يمكن منع حدوثه، أو الوقاية من الإصابة به. ولا تكتشف المرأة إصابتها بالرحم ذي القرنين إلا بعد حدوث مشاكل في الحمل، أو صدفةً عند إجراء أشعة فوق صوتية أو أية أشعة تشخيصية أخرى على الرحم، وذلك لأنه اضطراب صامت لا يسبب أية أعراض أو مشاكل إلا مع الحمل، لكن قد تعاني بعض النساء من الأعراض التالية:[٣]

  • آلام الدورة الشهرية.
  • نزيف مهبلي غير منتظم.
  • عدم راحة في البطن.
  • ألم خلال العلاقة الجنسية.
  • إجهاض متكرر.


علاج الرحم ذي القرنين

لا يُلجأ إلى العلاج الجراحي في معظم الحالات، وفي حال الحمل قد تحتاج المرأة إلى إجراء تطويق عنق الرحم، وذلك بوضع غرزة في عنق الرحم لوقف التوسيع المبكر، بهدف الوقاية من الولادة المبكرة وفقدان الحمل، وفي بعض الحالات قد ينصح الطبيب المرأة بالخضوع إلى جراحة ترميمة بالمنظار، خصوصًا في حال تكرُّر الإصابة بالإجهاض.[٢]


تشوهات الرحم الأخرى

إضافة إلى الرحم ذي لقرنين يوجد الكثير من التشوهات الأخرى التي قد تصيب رحم المرأة، ولا تسبب عادةً مشاكل خطيرة فلا تؤثر في الخصوبة أو الحمل؛ مثل:[١]

  • الرحم المقوس، شبيه بالرحم الطبيعي لكن يحتوي انبعاجًا طفيفًا في الجزء العلوي من الرحم أو انخفاضًا.
  • الرحم المزدوج، نوع نادر جدًا يحتوي فيه الرحم تجويفين منفصلين، وقد يكون لكل واحد منهما عنق رحم ومهبل خاص به.
  • الرحم ذو القرن الواحد، رحم بنصف حجم الرحم الطبيعي، وله قناة فالوب واحدة فقط.
  • الرحم المفصول، ينقسم فيه تجويف الرحم بواسطة حاجز عضلي أو ليفي، وقد يفصل هذا الحاجز الرحم جزئيًا، أو قد يمتد إلى عنق الرحم فيفصله تمامًا.


المراجع

  1. ^ أ ب BabyCentre Medical Advisory Board, "Abnormalities of the womb (uterus) in pregnancy"، babycentre, Retrieved 2019-3-22. Edited.
  2. ^ أ ب Krissi Danielsson, "Overview of Bicornuate Uterus"، www.verywellfamily.com, Retrieved 18/3/2019. Edited.
  3. ^ أ ب Julie Marks (2017-7-26), "What Is a Bicornuate Uterus and How Does It Affect Fertility?"، healthline, Retrieved 2019-3-22. Edited.
  4. Raga F, Bauset C, Remohi J,etal (1997), "Reproductive impact of congenital Müllerian anomalies.", Hum Reprod, Issue 12, Folder 10, Page 2277-2281. Edited.
  5. María Luisa Martı́nez-Frı́as, Eva Bermejo, etal (1998), "Congenital Anomalies in the Offspring of Mothers With a Bicornuate Uterus", American Academy of Pediatrics, Issue 101, Folder 4, Page 1-3. Edited.
  6. Bethany Cadman (2018-2-5), "What is a bicornuate uterus?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-3-22. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×