محتويات
الإباضة بعد الولادة
توجد بعض الخرافات واسعة الانتشار عن الخصوبة بعد الولادة، التي تشير إلى أنّه من المستحيل أن تحمل المرأة أثناء الرّضاعة الطّبيعية، أو بعد الولادة، حتىّ يصبح الجسم جاهزًا للحمل، لكن تبقى هذه التكهّنات غير صحيحة فيما يتعلّق بالخصوبة بعد الولادة، ويمكن متابعة المقال لمعرفة متى يمكن أن تحمل المرأة بعد الولادة.[١]
أضرار الحمل بعد الولادة مباشرةً
الأضرار على الجنين
تفيد الأبحاث أنّ حدوث حمل في غضون ستّة أشهر بعد الولادة يكون مصحوبًا بالعديد من المخاطر المتزايدة، ومن هذه المخاطر ما يأتي:[٢]
- الولادة المبكّرة للطّفل الثّاني.
- انفصال المشيمة في الحمل الثّاني عن جدار الرحم (انفكاك المشيمة)، إمّا بصورة كاملة أو جزئيّة.
- انخفاض وزن الطّفل الثّاني عند الولادة.
- التشوّهات الخَلقية للطّفل الثّاني.
- فصام الشّخصية للطّفل الثاني.
بالإضافة إلى ذلك تشير إحدى الدّراسات الحديثة أنّ الحمل في فترة زمنية أقلّ من عامين بعد الولادة يمكن أن يتصاحب مع ارتفاع مخاطر الإصابة بالتوّحد لدى الطّفل الثاني، وترتفع المخاطر إلى أقصى حدّ في الحمل الذي يفصل بينه وبين الحمل الآخر مدّةً تقلّ عن 12 شهرًا.
الأضرار على الأم
لا تعطي فترات الحمل المتقاربة الأم وقتًا كافيًا للتّعافي من آثار الحمل قبل البدء بحمل آخر جديد، فعلى سبيل المثال يمكن للحمل والرّضاعة الطّبيعية استنزاف مخزون العناصر الغذائية في جسم الأم، خاصّةً حمض الفوليك، والحديد، و إذا أصبحت المرأة حاملًا قبل التّعويض عن النّقص في هذا المخزون، فقد تواجه الأم العديد من النّتائج الصّحية المزعجة التي تؤثّر على صحّتها وصحّة الجنين القادم، وقد يكون لالتهاب الجهاز التناسلي بسبب الحمل السابق، الذي لم يتعافَ بصورة صحيحة بعد الولادة دورًا في العديد من المخاطر الصّحيّة على الأم والجنين في الحمل الثّاني القريب.
هل يمكن الحمل قبل عودة الدورة الشهرية؟
من الممكن أن تحمل المرأة بعد ستّة أسابيع من الولادة، ويمكن أن يختلف طول هذه الفترة الزمنية تبعًا لاختلاف موعد الإباضة من جسمٍ إلى آخر بعد الولادة، وهذا يعني أنّ بعض النساء يمكن أن تحمل في وقت أبكر من غيرهن بعد الولادة، وفي بعض الأحيان تحدث الإباضة قبل الدّورة الشّهرية، ومن الممكن أن تحمل المرأة قبل أوّل دورة شهريّة لها بعد الولادة.
تستأنف معظم النساء الإباضة بعد 45 إلى 94 يومًا بعد الولادة، وتحدث الإباضة عندما يطلق المبيض بويضةً جاهزةً للتّخصيب، وإذا كانت البويضة غير مخصّبة فإنّ الجسم يتخلص من البويضة وبطانة الرحم خلال فترة الحيض، ويجب أن تحدث الإباضة حتّى تحمل المرأة، وحدوث الدّورة الشّهرية دليل على أنّ المرأة غير حامل.
عادةً ما تبدأ الإباضة لدى النّساء اللواتي لا يُرضعن رضاعةً طبيعيةً بعد الولادة في وقت أبكر وأسرع من النّساء اللواتي يرضعن رضاعةً طبيعيةً، ومع ذلك قد تحدث دورة الإباضة الأولى دون علم المرأة، وقبل أن تحدث أوّل دورة شهرية بعد الولادة، ممّا يزيد من فرص الحمل دون علم المرأة، إذ إنّ الحمل يسبّب العديد من التغيّرات الهرمونيّة في الجسم، ويستغرق الجسم بعض الوقت حتى يعود إلى طبيعته، ويمكن أن تكون فترات الحيض بعد الولادة غير منتظمة، وغير متوقع حدوث إباضة في وقت قريب بعد الولادة.[١]
متى أستخدم وسيلة منع الحمل بعد الولادة؟
من المهم التّخطيط للحمل الثاني، وإعطاء الجسم على الأقل 12 شهرًا ليُشفى بصورة تامّة ويستعيد قوّته، وفي هذه الأثناء يعدّ استخدام وسائل منع الحمل الموثوقة أفضل طريقةٍ لمنع الحمل حتّى تقرّر الأم إنجاب طفل آخر.
يجب أن تنتظر النساء على الأقل ثلاثة أسابيع بعد الولادة قبل البدء باستخدام وسائل منع الحمل التي تحتوي على هرمون الإستروجين والبروجسترون، مثل: حبوب منع الحمل، والحلقات المهبلية؛ لأنّ استخدام وسائل منع الحمل التي تحتوي على هرمون الإستروجين والبروجسترون في الأسابيع الأولى بعد الولادة يزيد من خطر التجلّطات الدّموية، لذا يجب الابتعاد عن وسائل منع الحمل التي تحتوي على هرمون الإستروجين والبروجسترون عند وجود عوامل تزيد من حدوث الجلطات الدمويّة، مثل: الولادة القيصريّة، والسّمنة، ووجود تاريخ مرضيّ للإصابة بالجلطات لدى المرأة، والتّدخين، وتسمّم الحمل.
يوجد العديد من خيارات تحديد النسل الجيّدة بعد الولادة، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ الرّضاعة الطّبيعية وحدها ليست مضمونةً لمنع الحمل، ويمكن أن يحدّد الطّبيب الخيار الأفضل الذي يلائم كلّ جسم من وسائل تحديد النّسل بعد الولادة.[٣]
مخاطر المباعدة الكبيرة بين الأحمال
تفيد الأبحاث أنّ الفواصل الزّمنية الكبيرة بين الأحمال يمكن أن تؤدّي إلى حدوث مشكلات للأمّ والطّفل، ويرتبط الحمل بعد مرور خمس سنوات أو أكثر من الولادة بزيادة خطر التعرّض لارتفاع ضغط الدّم أثناء الحمل، والتّلف في أعضاء الجسم، وغالبًا ما يكون تلف الكلى.
ما يزال السّبب وراء المشكلات الصحيّة النّاتجة عن المباعدة الكبيرة بين فترات الحمل غامضًا، فمن الممكن أن يكون الحمل مسؤولًا عن تحسين قدرة الرحم على تعزيز نموّ الجنين ودعمه، لكن مع مرور الوقت تتلاشى هذه القدرات الجسدية المفيدة، وقد تلعب العوامل الطّارئة دورًا في مشكلات مباعدة الأحمال، مثل مرض الأمّ في الفترة بين الحملين.[٢]
هل يمكن الحمل في فترة الأمان؟
يُقصَد بمصطلح فترة الأمان، أنها الفترة التي تنخفض فيها فرص المرأة بالحمل وقد تنعدم احيانًا، إذ يمكن ممارسة الجماع فيها دون خوفٍ من حدوث الحمل، والتي تلجأ إليها العديد من السيدات كواحدةٍ من طرق منع الحمل في حال انتظام الدورة الشهرية فقط، بالتالي يسهُل تحديد أيام الإباضة، وتمتنع عن الجماع في اليوم الذي يحدث فيه التبويض، وثلاثة أيامٍ تسبِقَه أيضًا، بسبب قدرة الحيوانات المنوية على العيش لأكثر من ثلاثة أيام بعد يوم الإخصاب، بينما تستطيع البويضة العيش من 12-24 ساعة من انطلاقها من المبيض، لذلك يجب الامتناع عن الجماع قبل موعد انطلاق البويضة وبعده.[٤][٥]
المراجع
- ^ أ ب Zawn Villines, "How soon can you get pregnant after giving birth?"، medicalnewstoday, Retrieved 13-3-2019.
- ^ أ ب Mayo Clinic Staff (25-2-2017), "Family planning: Get the facts about pregnancy spacing"، mayoclinic, Retrieved 13-3-2019.
- ↑ "Getting pregnant again", womenshealth, Retrieved 13-3-2019.
- ↑ "Safe Period: When To Have Sex To Avoid Pregnancy?", momjunction, Retrieved 01-06-2020. Edited.
- ↑ "Ways To Calculate Safe Period To Avoid Pregnancy", parenting, Retrieved 01-06-2020. Edited.