الحنجرة موقعها، أجزاؤها، وظائفها، أمراضها، هل يمكن البقاء بدونها؟

كتابة:
الحنجرة موقعها، أجزاؤها، وظائفها، أمراضها، هل يمكن البقاء بدونها؟

الحنجرة

تعد الحنجرة Larynx  من الأعضاء متعدّدة الوظائف حيث أنها تلعب ثلاث أدوار رئيسية مثل: إصدار الصّوت، التنفّس، والابتلاع، لذا أي تغيير في الحنجرة وبُنيتها يؤثّر على الوظائف الخاصّة بها، إذ أن مشكلة عسر البلع تظهر في حال إصابة الحنجرة بخلل أو تغيير في البُنية ممّا يؤدي لفقدانها الكفاءة، فسبب عسر البلع يكمن في عدم القدرة على حماية الهواء من خلال إغلاق لسان المزمار،[١] وتقع الحنجرة في أعلى الرّقبة،[٢] وتتحرّك الحنجرة للأعلى والأسفل عند ابتلاع الأكل، ومن الممكن أن يتعرّض هذا العضو للعديد من المشاكل الصحيّة مثل: الإصابة بعدوى بكتيرية ممّا يتسبّب في التهاب الحنجرة، سرطان الحنجرة، وشلل الطيّات الصوتية، وفي هذا المقال سيتم التركيز على الحنجرة وخصائصها التي تتميّز فيها.[٣]

موقع الحنجرة

تقع الحنجرة في الجزء العلوي حيث يتّصل بالحلق بالإضافة إلى اتّصاله بالقصبة الهوائية من الأسفل،[٤] لذا يتم اعتبارها كجزء من الجهاز التنفّسي، كما تكون الحنجرة مبطّنة بأنسجة الغشاء المخاطي، وعلاوةً على ذلك فإن الجدران تتكون من العضلات، الغضاريف، والأنسجة الضّامة، وتعمل الغضاريف المتواجدة في الحنجرة على مرونتها ودعمها، ومن الجدير بالذّكر بأن تفاحة آدم التي يتميّز بها الرّجال هي ذاتها الجدار الخارجي الغضروفي للحنجرة ويمكن رؤيتها بوضوح،[٥] وتتميّز الحنجرة والمعروفة باسم صندوق الصّوت على أنها أشبه بشكل الأنبوب وتحتوي على الحبال الصّوتية ذات الشريطين الغليظين التي تتشكّل على حرف V داخل الحنجرة، وتقع الحنجرة بشكل دقيق بين البلعوم والقصبة الهوائية ويبلغ طولها ما يُقارب 5 سنتيمتر، وتتمثّل عملية التنفّس على الوجه التالي فيتم إدخال الهواء من الأنف أو الفم تم يمرّ عبر الحنجرة ومنها لأسفل القصبة الهوائية وصولًا للرئتين، وتكون العملية مُعاكسة في عمليّة الزفير، ومن المهم معرفة أن الحبال الصوتية ترتخي أثناء التنفّس ويتحرّك الهواء في المساحة بين الشريطين دون إصدار أي صوت، لكن عند التحدّث تشتدّ الحبال الصوتية وتتقارب ممّا يجعلهما تهتزّان وتنتجان الصوت، أمّا بالنسبة لعملية الابتلاع فمن المعروف أن فتحة المريء والحنجرة متقاربتان جدًا في الحلق، لذا عند ابتلاع الطعام يتحرّك لسان المزمار إلى أسفل الحنجرة تجنّبًا لدخول الطعام للقصبة الهوائية.[٦]

أجزاء الحنجرة

تتكوّن الحنجرة بالأغلب من هيكل عظمي غضروفي، الغشاء المخاطي، الأربطة، والعضلات التي تقوم بتحريكه أو تثبيته، فالهيكل العظمي الغضروفي يتكون من تسع غضاريف تتضمّن: غضروف الغدّة الدرقية، الغضروف الحلقي، لسان المزمار، الغضروف الطرشاني، الغضروف القرني، والغضروف القرني، وفيما يلي وظيفة كل واحد من الغضاريف بالتّفصيل:[٧]

  • غضروف الغدة الدرقية: وهو أكبر غضروف من الغضاريف المتبقية، ويعمل كدرع واقٍ حول الجزء الأمامي من الحنجرة، ويكون على هيئة كتاب مفتوح من الوسط ويلتقي النصفان في نقطة المنتصف لتبرز وتُسمّى بتفاحة آدم.
  • الغضروف الحلقي: أو ما يُعرف باسم الغضروف الحلزوني فهو على شكل حلقة الخاتم، ويعمل على تطويق القصبة الهوائية بالكامل، ويتكوّن من قسمين: الأمامي يسمّى القوس، والخلفي أوسع من الجزء الأمامي بكثير.
  • لسان المزمار: وهو عبارة عن ورقة غضروفية تغطي فتحة الحنجرة ويكون متّصل بالغضروف الدّرقي، وتكمن وظيفته في منع دخول الماء أو الطعام للقصبة الهوائية ورفع الحنجرة للأعلى لإدخالهما للمريء، وعلاوةً على ذلك فهو يسمح للهواء بالمرور إلى الحنجرة والقصبة الهوائية والرئتين.

أما بالنسبة لأربطة الحنجرة فهما نوعان: النوع الأول هي الأربطة الخارجية التي تربط الحنجرة بأعضاء أخرى مثل القصبة الهوائية، والنوع الثاني هو عبارة عن الأربطة الداخلية التي تربط ما بين غضاريف الحنجرة بين بعضها البعض، وفيما يلي شرح عن أنواع أربطة الحنجرة:[٧]

  • الأربطة الخارجية: على سبيل المثال يرتبط الرباط للغشاء الدّرقي بالسطح الخلفي للعظم اللّامي والطرف الأعلى من الغضروف الدرقي، كما أن الرباط الحلقي يرتبط بالحلقة الأولى من القصبة الهوائية.
  • الأربطة الدّاخلية: حيث أن رباط الغدة الدرقية أو الغشاء الحلقي الدرقي على هيئة هرم تقع قمّته في منتصف الغضروف الدّرقي، وتكون قاعدته ي الحد العلوي من الغضروف الحلقي، أمّا الأربطة الحلزونية فهي مسؤولة عن ربط الغضروف الحلقي بغضاريف سانتوريني، أمّا بالنسبة للأربطة الطميانية فهي تقوم بربط الغضروف الطباشيري مع لسان المزمار.

ويمكن اختصار أجزاء الحنجرة الرئيسية سيتمّ ذكرها فيما يلي، إذ أنها تتكوّن من قطع ناعمة ولامعة ذات نسيج ناعم تُعرف بالغضروف، ويُحاط الغضروف بأنسجة ليفية عديدة، وتتمثّل الأجزاء للحنجرة بشكل عام كالآتي:[٨]

  • فوق المزمار وهي المنطقة المتواجدة فوق الحبال الصوتية وتحتوي على غضروف لسان المزمار.
  • المزمار وتعدّ منطقة تواجد الحبال الصوتية.
  • تحت المزمار وهي المنطقة أسفل الحبال الصوتية ويتواجد فيها الغضروف الحلقي الذي يستمرّ يتطويق القصبة الهوائية.

وظائف الحنجرة

يعتبر العديد من علماء التشريح أن الصوت هو الوظيفة الثانوية للهيكل الحنجري، وهم يرون أن الدور الرئيسي للحنجرة هو تسهيل عمل الجهاز التنفسي وبالأخص عملية التنفس، إذ أن للحنجرة مهمتين رئيسيتين: الأولى- تنظيم تدفق الهواء إلى الرئتين، الثانية- صندوق الصوت وذلك من خلال مرور تيار الهواء من خلالها فتقوم الحبال الصوتية في الاهتزاز وهذا يؤدي إلى إنتاج الصوت. كما تعتبر الحنجرة المسؤولة عن حماية القصبة الهوائية، بعد ذكر الأجزاء الرئيسية للحنجرة يجب التطرّق للوظائف التي تختصّ بها الحنجرة، فكما تمّ ذكره سابقًا بأن الحنجرة تلعب دورًا هامًا ورئيسيًا في عمليّات ثلاث تشمل الآتي:[٩]

  • عملية ابتلاع الطعام: إذ أنه في عملية الابتلاع يتم إغلاق الحنجرة بلسان المزمار نتيجة الحركة الخلفية للسان، ممّا يؤدي إلى منع دخول المواد المبتلعة إلى الرئتين، بالإضافة إلى ذلك فإن عضلات الحنجرة تُحرّك الحنجرة للأعلى والأمام ممّا ينتج عنه فتح المريء وسهولة تمرير المواد المبتلعة.
  • عملية التنفّس: أثناء التنفّس أو بالأخصّ في عملية الشهيق تنفتح فتحة المزمار، وثد تتوسّع فتحة المزمار ويزداد قطر المجرى للحنجرة بسبب العضلات الحلقية اللولبية الخلفية.
  • عملية الاتصال الصوتي: لإنتاج الصوت يتم جمع الحبال الصوتية والغضاريف الطرجهالية، حيث تهتزّ الحبال الصوتية عند دخول الهواء لفتحة المزمار المغلقة.

أمراض الحنجرة

من الممكن أن ترتبط الحنجرة بالعديد من المشاكل الصحية، كما أنها قد تتأثّر بالعمليات الجراحية، أو في حال وضع أنبوب التنفّس أثناء التخدير، أو في حالات الاستشفاء، بالإضافة إلى أن بعض الأمراض التي ترتتبط بالحنجرة تكون نتيجة إساءة استخدام الصوت مثل الصراخ أو التحدّث بصوت عالي جدًا أو منخفض جدًا، أو إجهاد الحبال الصوتية بسبب الغناء، التدخين، كثرة الكلام، أو السعال، كما أن بعض أمراض الحنجرة تتسبّب بحدوث بحّة في الصون، ويجب استشارة طبيب أنف وأذن وحنجرة في حال استمرار البحّة لمدة تصل من أسبوعين إلى 4 أسابيع بدون أي سبب، وتشمل أمراض الحنجرة الآتي:[١٠]

  • التهاب الحنجرة: ويتّصف بوجود التهاب أو تورّم في الحبال الصوتية، وللمزيد من المعلومات يرجى الإطلاع على المقال الآتي: أعراض التهاب الحنجرة. عصبية النّادرة للحنجرة، ويكون بسبب شدّ العضلات اللّاإرادية الموجودة داخل الحبال الصوتية أو الحنجرة، وينجم عنه صوت متوتّر أو الاختناق أو التنفس بشكل متقطّع، وللمزيد من المعلومات يرجى الإطلاع على المقال الآتي:أسباب التهاب الحنجرة.
  • اضطرابات الصوت الاحترافية: وتكمن بسبب الغناء واستخدام الصوت في العمل أو بسبب التحدّث بكثرة مثل مندوب المبيعات.
  • الورم الحليمي الحنجري: ويتّصف هذا المرض بنموّ أورام حميدة تشابه الثآليل داخل الحبال الصوتية أو الحنجرة، أو الجهاز التنفسي، وتكون الإصابة بالمرض بسبب عدوى فيروسية مزمنة، ومن الممكن أن يتكرّر ظهورها بالرغم من علاجها، وقد تؤدّي لصعوبة التنفس في حال انسداد مجرى الهواء، أو ملاحظة بحّة في الصوت، كما أنها تُصيب الرضّع، الأطفال، والبالغين.
  • اضطرابات في حركة الحبال الصوتية: وقد تظهر هذه الاضطرابات بعد الخضوع لجراحة الغدّة الدرقية، الأوعية الدموية، العمود الفقري، أو الصّدر، وقد تكون نتيجة عدوى فيروسية أو وضع أنبوب التنفس لفترة زمنية طويلة.
  • شلل في الحبال الصوتية: فمن المعروف أن الصوت يتم إنتاجه عند إطلاق الهواء من الرئتين واهتزاز الحبال الصوتية، لكن في حال الإصابة بشلل الحبال الصوتية لا تفتح الحبال الصوتية أو تُغلق بشكل صحيح داخل الحنجرة، ممّا يُسبب السًعال، التأثير على الكلام، ضيق التنفس، صعوبة البلع، والشعر بوجود بلغم في الحلق.
  • الارتجاع الحنجري البلعومي: أو ما يُعرف بالارتجاع المعدي المريئي أو حرقة المعدة وهو رجوع محتويات المعدة مرّة أخرى للمريء ممّا يسبب الشعور بحرقة في الصدر عند الاستلقاء أو التمرّن أو بعد الأكل، بسبب وجود خلل في الصمّام السفلي للمريء المسؤول عن التحكّم بمرور الطعام من المعدة إلى المريء، ويؤثّر الارتجاع على الحنجرة من خلال ملاحظة بحّة في الصوت، التهاب الحلق، والسعال.
  • الإصابة بسرطان في الحنجرة: أغلب نمو الأورام داخل الحنجرة يكون غير سرطاني لكن قد تتواجد حالات تعاني من نموّ الأورام السرطانية، وهذا المرض أكثر شيوعًا عند الأشخاص المدخنين أو المدخنين الذين يتناولون الكحول، إذ أن الحنجرة تحتوي على خلايا حرشفية حولها، وتبدأ سرطانات الحنجرة بهذه الخلايا وفي حال اكتشافها مبكرًا يتم علاجها بسهولة، لكن إذا لم يتمّ اكتشافه بسرعة فقد ينتقل السرطان إلى العقد اللمفاوية الموجودة في الرقبة، للمزيد من المعلومات يرجى الإطلاع على المقالات الآتية: أعراض سرطان الحنجرة المبكرة و تشخيص سرطان الحنجرة المبكرة
  • المعاناة من عسر أو صعوبة في البلع: قد يُعاني الأشخاص المصابين بعسر البلع من صعوبة بلع السوائل، المواد الصلبة، وحتى اللّعاب، بالإضافة إلى أنه عرض شائع للأشخاص الخاضعين للعلاج الإشعاعي للرأس والعنق، أو المرضى الذين يعانون من السكتات الدماغية، أو بعد جراحة في الرّقبة، وينجم العديد من المشاكل المرتبطة لعسر البلع من بينها سوء التغذية بسبب عدم تناول ما يكفي من السّعرات الحرارية، أو حدوث عدوى.
  • تضيّق الحنجرة: ويمتاز هذا النوع من الأمراض بضيق مجرى الهواء في الحبل الصوتي سواء كان بسبب الندوب، أو عدم القدرة على تحريك الحبال الصوتية، وقد تكون هذه الحالة متعلّقة بمشاكل صحية عديدة تشمل: اضطرابات مناعية، المعاناة من أورام سرطانية في الحنجرة، جراحة الغدة الدرقية، التهاب الأوعية الدموية، أو الالتهابات الفيروسية النّادرة.

هل يمكن البقاء بدون الحنجرة

عملية استئصال الحنجرة جراحيًا تعني إزالة الحنجرة اعتمادًا على السبب الكامن وراءها، ممّا قد يؤثّر على المهام الرئيسة لها والتي تتضمن: البلع، التنفس، والتحدّث، فتبدأ جراحة استئصال الحنجرة من خلال عمل شقوق في الرقبة وقد يضطر الطبيب لإزالة العقد الليمفاوية التي تُعتبر من جهاز المناعة وتعمل في مكافحة العدوى، أو جزء من البلعوم المعروف بالجزء الخلفي من الحلق في بعض العمليات، وبعد إجراء إزالة الحنجرة يكون هناك فتحة دائمة في الجزء الأمامي من القصبة الهوائية تُرى وتربط مباشرة بين الخارج والرئتين للتأكّد من التنفس بشكل جيد، ومن الضروري إبقاء هذه الفتحة مفتوحة دائمًا، وعند اكتمال العملية بنجاح يتمّ غلق الجلد المحيط بالرقبة وعضلات الحلق بغرز جراحية، بالإضافة إلى أن المريض يحتاج إلى أنابيب تصريف في الرّقبة التي تعمل على تصريف الدّم والسوائل من الرّقبة لغضون عدّة أيام بعد إجراء استئصال الحنجرة، أمّا بالنسبة للنتائج المتوقعة أو طويلة المدى لعملية إزالة الحنجرة فهي نتائج واعدة، لكن أهم شيء هو الحفاظ على الفتحة مفتوحة وعدم السماح بإغلاقها، لأن إغلاقها يساعد في قطع إمدادات الهواء إلى الرئتين، أمّا بالنسبة لإمكانية البقاء دون حجرة فقد يكون هذا الشيء صعب في البداية بالإضافة إلى أنه مُخيف للبعض، لكن قد ينجح الشخص خاصّة في حال التحاقه بالمراكز الطبية التي تعمل على دعم الأشخاص الذين خضعوا لإجراء عملية إزالة الحنجرة.[١١]

المراجع

  1. "Larynx", www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-06-02. Edited.
  2. "Larynx", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-30. Edited.
  3. "The Anatomy of the Larynx", www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-06-02. Edited.
  4. "Larynx Anatomy ", emedicine.medscape.com, Retrieved 2020-06-30. Edited.
  5. "How does the larynx work?", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-02. Edited.
  6. "Medical Definition of Larynx", www.medicinenet.com, Retrieved 2020-06-02. Edited.
  7. ^ أ ب "Anatomy, Head and Neck, Larynx", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-03. Edited.
  8. "What is laryngeal cancer?", www.cancerresearchuk.org, Retrieved 2020-06-03. Edited.
  9. "Larynx Anatomy ", emedicine.medscape.com, Retrieved 2020-06-03. Edited.
  10. "Laryngology", my.clevelandclinic.org, Retrieved 2020-06-03. Edited.
  11. "Laryngectomy: Purpose, Procedure, and Recovery", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-03. Edited.
7374 مشاهدة
للأعلى للسفل
×