محتويات
الحياة الاجتماعيّة في العصر الأموي
كان عصر بني أميّة عصرًا رائدًا بالفتوحات التي بلغت مساحةً كبيرةً جدًّا امتدت من الصين شرقًا إلى فرنسا غربًا، وكان هذا الاتساع سبباً في دخول كثير من الشعوب في الإسلام، والاستفادة من مواردهم الطبيعية، والثقافية، والعليمة، فتصاهرت الشعوب بعضها ببعض ممّا ولّد حياة اجتماعية مُتنوعة، وكانت مظاهر الحياة الاجتماعية في العصر الأموي مُتنوعة ومُختلفة ذات إثراء أدبي كبير، وذلك لغزارة المظاهر الاجتماعية، ويُمكن أن نقسمها إلى أربعة أقسام رئيسية كالآتي:[١]
الشعر
من أنواع الشعر التي انتشرت في العصر الأموي ما يأتي:
- شعر المديح: كان الشعر ذا أهمية كبيرة خصوصًا في العصر الأموي الذي انتشر فيه مديح الأمراء والسلاطين، فقد كانوا يتفاخرون ويتباهون بنبالتهم، فقد كان الشعر منبرهم الذي به ينتشر صيتطهم، وكان مدح السلاطين مَكسبًا كبيرًا للشعراء، وكأنّه لم يعد للشعراء شعر إلّا في مدح الأُمراء.[٢]
- شعر الذم: احتدم الهجاء في هذا العصر، فقد عادت العصبيّة القبليّة بين القبائل، فأطلق الشعراء ألسنتهم في معارك شعرية، وقد كانت تؤدّي هذه العصبية القبلية إلى معارك، فكلّ قبيلة تُنافس الأخرى على لواء القيادة والسيادة، وجرّاء ذلك ظهر شعر الذم، فأخذ كلّ شاعر يُهاجم قبيلة الشاعر الآخر بشعره ولسانه.[٣]
- شعر النقائض: بعد اشتعال الهجاء بين شعراء القبائل ظهر ما يُسمى بشعر النقائض، وهو أن يتفاخر الشاعر بقصيدة على وزن وقافية مُعينة، فيأتي شاعرٌ آخر ويردُّ عليه بنفس الوزن والروي، وكان ذلك لإثبات جدارته، والنظم، والمعنى، وكان أبرز شعراء النقائض جرير والفرزدق الذين تحاربان مدة 45 عامًا.[٤]
الخطابة
ازدهرت الخطابة زمن بني أميّة، فقد ساهمت بذلك عوامل كثيرة، أبرزها المُنافسة السياسية في إثبات أحقيّة الخلافة، فقد كانت كل طائفة وجماعة تُكافح بالسيف واللسان لإثبات أنّها أحقّ بالخلافة من غيرها، فكان للخطابة أنواع عديدة، منها الخطابة السياسية التي كانت بين الولاة أو الأطراف المُتنازعة في السلم والحرب، وكان من أبرز خطباء السياسة في ذلك العصر الحجاج، وزياد بن أبيه.[٥]
الكتابة
لم تكن العرب في الجاهليّة تعرف الكتابة أو القراءة، لكنّ دخول العجم في الإسلام بشكلٍ كبيرٍ جعلهم حريصين على تعلُّم الكتابة والقراءة وتدوين أخبارهم وأخبار آبائهم وأجدادهم، كما دوّنوا أنسابهم كي يحفظوها دون أن يشوبها شائب أو تُفقَد، فظهر في هذا العصر علماء الأنساب خصوصًا بعد اختلاط العرب بالعجم،[٦] ولشدّة اهتمام الناس في ذلك العصر بالتدوين، تجدهم دوّنوا وحفظوا الرسائل السياسية بين الأمراء والولاة، وانتشرت في ذلك العصر حلقات العِلم، فكان طلبة العِلم يدوّنون العِلم على صحائفهم بخط أيديهم، وقد ظهر الكثير من العُلماء، فألّفوا الكتب والمُصنفات في مختلف المجالات.[٧]
المجالس
ومن هذه المجالس في عصر بني أميّة ما يأتي:
- مجالس الولاة: كان زياد بن أبيه يعقد الكثير من مجالس السَمَر، فيجمع الأدباء، والنبلاء، والولاة حوله ويسمع منهم.[٨]
- مجالس العامة: اختلف مكان مجالس العامّة من الناس، فكان بعضها بالمساجد والبعض الآخر عند القصاصين، وكانت هذه أبرزها، وبعض المجالس في الحانات والأدْيِرة.[٩]
المراجع
- ↑ شوقي ضيف، العصر الإسلامي، صفحة 137-480. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف، العصر الإسلامي، صفحة 215. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف، العصر الإسلامي، صفحة 229. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف، العصر الإسلامي، صفحة 241. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف، العصر الإسلامي، صفحة 405. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف، العصر الأموي، صفحة 451. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف، العصر الإسلامي، صفحة 455. بتصرّف.
- ↑ "المجالس الاجتماعية في العصر الأموي "، قصة إسلام، اطّلع عليه بتاريخ 6/1/2022. بتصرّف.
- ↑ "المجالس الاجتماعية في العصر الأموي "، قصة إسلام، اطّلع عليه بتاريخ 6/1/2022. بتصرّف.