الحياة الاجتماعية في العصر العباسي الأول

كتابة:
الحياة الاجتماعية في العصر العباسي الأول

الحياة الاجتماعية في العصر العباسي الأول

يعتبر العصر العباسي من العصور التي أتت بعد انتهاء العصر الأموي، فكانت إمبراطورية كبيرة تحظى بمكانة عالية، فقامت في تلك الفترة العديد من الإنشاءات التي جعلتها مميزة، وقد خلفت لنا هذه الدولة المعابد والملابس والرسومات، فهي التي كانت توضح صورة الحياة الاجتماعية فيها، وكانت الحياة الاجتماعية في العصر العباسي بشكل خاص مرفهة وظهرت فيها العديد من أشكال الرفاهية، وذلك تبعا لجوانب منها الآتي:[١]

الطبقة الحاكمة

فهذه الطبقة كانت في القمة بين مختلف الطبقات التي كانت غنية ومرفهة، إذ ظهرت درجة رفاهيتها بشكل كبير في ذلك الوقت، كما كانوا يحبون الأدب ويحترمون الأدباء والعلماء، ومقابل ما قدموا لهم من حب واحترام، إذ كانت النتيجة ازدهار تلك الطبقة، حيث قدمت للمجتمع حياة عملية وقيمة كبيرة ومرموقة.[١]


الطبقة العامة

بالرغم مما كانت عليه الطبقة العليا من رفاهية وحياة وعيش رغيد؛ إلا أن الطبقة العامة كانت تعيش ظروف معاكسة تماماً، فكانت حياة الشعب صعبة جداً، حيث عانوا من أعباء شديدة رافقتهم دوماً، فكانت تتحمل مشاق الحياة وعرفت أيضا بالطبقة الكادحة.[١]


مظاهر الحياة الاجتماعية في العصر العباسي الأول

مظاهر الحياة الاجتماعية في العصر العباسي فيما يأتي:[٢]

  • ازدياد الحركة العمرانية بسبب التوسع في عمليات تشييد القصور.
  • المساجد تبدو عليها كل مظاهر الزخرفة الخاصة بالعصر العباسي.
  • عاصمة الدولة العباسية بغداد، فتزينت بزينة لا يوجد لها شبيه، حيث كانت تجذب كل الانتباه لها لما تبدو عليها من مظاهر زخرف وزينة.
  • ظهور التباين الطبقي.
  • انتشار المدارس والعلوم بشكل كبير فنتيجة ذلك كان ظهور لكثير من العلماء والإقبال على العلم.
  • كثرة الجاريات بسبب مظاهر الترف؛ حيث انتشرت مجالس الشرب خاصة بمدينة بغداد ولوحظ ذلك أيضاً بقصور الحكام.
  • ظهور اتجاهات الزهد والتصوف وهو يعاكس الترف واللهو الذي ظهر في تلك الفترة.


ظهور العلماء في العصر العباسي الأول

إن بغداد كانت عاصمة العلم والثقافة، بحيث كان للعلماء مكانة مميزة ومرموقة بين الأمراء ورجال الدولة، وكان لهم دور أيضاً في بناء الدولة فكانوا يوعون الناس ليعلموا حقوقهم وواجباتهم، وكان من أبرز الخلفاء العباسيين الذين اهتموا بمكانة العلماء هو الخليفة المأمون، حيث عرفت فترة حكمه بالازدهار وتطور العلوم وانتشار التأليف والأدب.[٣]


تأثير الحياة الاجتماعية على السياسة

ظهر تأثير الحياة الاجتماعية على السياسة فيما يأتي:[٣]

  • انتقلت العاصمة من دمشق إلى بغداد وأصبحت هي قبلة الوطن العربي.
  • أخذ العباسيون نظام الفرس في تشكيل وزاراتهم وبدأوا في تنفيذها.
  • فقدوا الكثير من الضحايا نتيجة الفتن التي قامت على الأنظمة.
  • عندما انتشر الأتراك وحكموا كانت هذه نقطة بداية انهيار الدولة العباسية.


الحياة الاجتماعية لأصحاب المهن في العصر العباسي الأول

ظهرت الحياة الاجتماعية لأصحاب المهن في العصر العباسي فيما يأتي:[٣]

  • أغلب الشعب في ذلك العصر كانوا يعملون في السوق سواء صناع أو تجار، فكانت المهن الأكثر فقراً هي مهنة الجزّار الطهاة، حيث أن الدولة ظلمتهم وفرضت عليهم ضرائب ولم تحافظ عليهم وبسبب الأوضاع المتردية للمعيشة ظهرت فئة من اللصوص وجعلوا الطبقة العليا هدفا لهم وظهر المتسولون نتيجة تدني المستوى والمعيشة وبسبب الطبقية التي كانت موجودة.
  • شعور الإحساس والرحمة تجاه الفقراء لم يكن موجوداً، وذلك غالباً بسبب بعدهم عن الدين وتنفيذ أحكامه؛ حيث فرض الله تعالى الصدقة والزكاة وذلك يساعد على تقليل من الطبقية.
  • من الأسباب التي أدت إلى ظهور المتسولين هو فشل الدولة حيث لم تعمل على تحقيق المساواة بين الشعب، فلم تساعد فقيراً على بابها بل كان اهتمام الدولة منصباً على الأغنياء؛ أما الفقير فيسعى إلى رزقه وحده وكان في كل مرة يزداد فقره أكثر وأكثر.


المراجع

  1. ^ أ ب ت هويدا الطريفي الامام علي بن عوف، ملامح الحياة الاجتماعية في العصر العباسي، صفحة 12- 17. بتصرّف.
  2. دكتةر شوقي ضيف، العصر العباسي الثاني، صفحة 45 . بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت خالد عزام، العصر العباسي، صفحة 55. بتصرّف.
4970 مشاهدة
للأعلى للسفل
×