محتويات
إن التحول من زوجين إلى عائلة من ثلاثة أو أكثر، يحمل الكثير من التغيرات للحياة الزوجية منذ اللحظة الأولى، فكيف تتأثر الحياة الزوجية بعد الولادة؟ اقرأ المقال لتعرف أكثر.
يجلب الطفل الصغير معه تحديات ومسؤوليات تستوجب درجة عالية من التفاهم والتعاون بين الزوجين قد تغير ما اعتادا عليه في السابق، خاصة خلال العام الأول من حياة الطفل، وعلى الزوجين التنبه إلى أن هذه التحديات حتى تصبح تجارب جديدة تجعل علاقتهما أقوى وتقربهما أكثر شرط التعامل بواقعية أولًا بأول مع أية مشاكل قد يواجهانها.
أبرز المعلومات حول الحياة الزوجية بعد الولادة إليك في المقال الآتي:
أسباب مشكلات الحياة الزوجية بعد الولادة
تلعب مجموعة من العوامل دورًا كبيرًا في تفاقم المشكلات المتعلقة بالحياة الزوجية بعد الولادة، مثل:
1. تعب بعد الولادة
ويعد من أكبر عوامل التوتر في الحياة الزوجية بعد الولادة مباشرة، فقلة النوم يمكن أن تؤثر كثيرًا على الحياة اليومية، لذا يفضل التفكير في طرق للسيطرة على ما يحدث، على سبيل المثال حين يشعر أحد الوالدين بالتعب نتيجة الحرمان من النوم على الآخر أن يعتني بالطفل حتى يحصل على قسط من الراحة.
2. قلة الوقت
فتلك الساعات التي كان الزوجان يمضيانها في الاستجمام، أو مع الأهل والأصدقاء، أو في القيام بالأعمال المنزلية قد نقصت كثيرًا مقابل ساعات العناية بالمولود، ما قد يؤدي إلى تغيرات في الحياة الزوجية بعد الولادة.
3. وجود مصاريف وتكاليف جديدة
يمكن أن يفرض مجيء الطفل مصاريف إضافية تشكل المزيد من الضغط على الزوجين، وتحتاج إدارة مصاريف الأسرة إلى إجراء تعديلات على أسلوب الحياة السابق، وقد يؤدي عدم التأقلم مع هذا الأمر إلى ظهور خلافات تخفي وراءها قضايا أخرى، مثل: الإحساس بالضغط بسبب مسؤولية الإنفاق على أسرة، أو فقدان الاستقلالية المالية.
أيًا كان السبب الذي يأخذ الحصة الأكبر منها لديك فمن المهم إدراك الأسباب الكامنة وراء التوتر في الحياة الزوجية بعد الولادة من أجل التعامل معها بطرق صحيحة.
التعامل مع تغيرات الحياة الزوجية بعد الولادة
مع قدوم الطفل الأول يصبح هناك فرد جديد يحظى بالاهتمام بالنسبة للزوجين، ويجد بعض الزوجات والأزواج هذا الانتقال صعبًا لأنهم لم يعودوا وجهة اهتمام الطرف الآخر.
ويمكن أن يشعر بعض الأزواج بالتهميش بينما تركز الأم على صغيرها، كما تشعر بعض النساء أيضًا بأنهن غير مهمات إذ يلتف الجميع حول المولود الجديد، أي أن وظيفتها في الحياة أصبحت تتلخص في العناية بالطفل دون أن تحظى بالاهتمام كزوجة أو امرأة لها حقوق كثيرة كانت تتمتع بها في السابق.
في هذه الحالات من المهم إدراك أن الأدوار ستتغير وأن ذلك سيؤثر على الزوجين، والطريقة الأفضل لمواجهة الأمر هي بالتواصل المستمر والتحدث حول ما يواجهه كلا الطرفين من تحديات ومشاعر، فالانغلاق سيولد مزيدًا من التباعد والسلبية والتوتر.
مناقشة قرارات تربية الطفل المشتركة
يجد بعض الأزواج أن لديهم آراء متباينة ومختلفة حول كيفية تربية الأطفال، وهذا يسبب صراعات لن تتوقف حتى بعد أن يكبر الصغار، فمن السهل كثيرًا لوم الآخرين في الخلافات التربوية، وهذا يؤثر في العلاقات الزوجية، وقد تتسبب أبسط القرارات، مثل: هل يجب أن نعطي الطفل لهّاية أم لا في حدوث جدال طويل بين الزوجين.
ناقشوا الأساليب التربوية المختلفة قبل الولادة، واتفقوا على الحلول الوسطية في حال الاختلاف، وتابعوا التعامل مع هذه الاختلافات في وجهات النظر بالحوار والهدوء بعد أن يولد الطفل، لأن للتربية قواميس واسعة ونظريات كثيرة وإذا كان هناك آراء أو أساليب مختلفة للعناية بالطفل فهذا لا يعني أن أحدها صحيح والآخر خاطئ والأهم مصلحة الطفل وليس إثبات صحة الرأي.
الجماع والعلاقة الحميمة بين الزوجين
يمكن أن تمر العلاقة الجسدية أو الجنسية بين الزوجين بتغيرات كبيرة بعد الولادة، فالأم تعاني من الإرهاق وآثار ما بعد الولادة وتعب وتحديات العناية بالطفل، كما أن الأب يمر كذلك بالإرهاق والتوتر، وقد تمر فترة لا بأس بها قبل أن يرغب الطرفان في تجديد العلاقة الجنسية. ويؤثر هذا كثيرًا على الحياة الزوجية بعد الولادة بشكل عام.
ويكمن الأسلوب الأمثل هنا في الصبر، والتحلي بروح مرحة، والتفاهم والتقبّل، والرغبة في إيجاد طرق جديدة للتعبير عن الحب إلى أن يصبح الطرفان على استعداد تام نفسيًا وجسديًا.
التواصل بين الزوجين بعد الولادة
يعد التواصل من أهم أركان أية علاقة ناجحة، وتبرز أهمية التواصل أكثر بعد الإنجاب، فإذا وجد الزوجان جوًا متوترًا، يجب أن:
- تخصيص الوقت للحديث والحوار حين يكونان هادئين.
- الاستماع للآخر وتفهم وجهة نظره.
- تجنب الانتقاد واللوم.
إن اكتئاب ما بعد الولادة يمكن أن يصيب الأم والأب، وهو يؤثر كثيرًا على العلاقة الزوجية خاصة إذا لم يتم تشخيصه أو فهمه، والتواصل هو الطريقة الوحيدة التي يمكن بها للزوجين معرفة ما يمر به كل منهما، وتقديم الدعم والمساعدة.
طرق إدارة الوقت بعد الولادة
إن الانشغال الدائم بالطفل الجديد قد ينسي الزوجين أنه من الضروري تخصيص وقت لكل منهما كأفراد ولهما كزوجين، الأمر بسيط فإذا كان كل منكما سعيدًا كفرد وسعيدًا مع الطرف الآخر فإن هذا سيضفي الكثير من السعادة والسهولة إلى مسؤوليات العناية بالأطفال وتربيتهم. ومن أجل ذلك:
- خصصا وقتًا لكما كزوجين، وأعيدا إدخال الأنشطة التي كنتما تتمتعان بها معًا إلى حياتكما الجديدة، مثل: مشاهدة فيلم، أو الخروج في نزهة.
- اخرجا لبعض الوقت مع الأصدقاء، أو مع النفس في ممارسة الهوايات، أو لمجرد الاسترخاء، يحمل هذا فوائد جمة لكلا الأبوين.
- اطلبا المساعدة إن كانت المسؤوليات تتجاوز خبرتكما أو طاقتكما.
الأعمال والمهام المنزلية بعد الولادة
كانت الأعمال المنزلية متواجدة بالطبع قبل ولادة الطفل، لكن لم تكن هناك مسؤوليات العناية بطفل إلى جانبها ومعها الحاجة إلى إنجازها في أسرع وقت، فهي أمور لم يعد بالإمكان تأجيل القيام بها خاصة بوجود رضيع لأنه تسبب بتضاعفها.
لا تهم كثيرً الطريقة التي يتفق بها الزوجان على إنجاز الأعمال المنزلية، لكن من المهم أن يتعاونا في إنجازها إضافة إلى التعاون في العناية بالطفل.
وإن لم يكن الزوج معتادًا على المساعدة في المنزل من تلقاء نفسه، فبعض من الشرح وتحديد المهام التي يمكن أن يقوم بها ببساطة ستساعد كثيرًا في تجاوز أي توتر بسبب تراكم مسؤوليات المنزل.
إن الأسابيع والشهور الأولى من مولد الطفل ستكون فترة مليئة بالتجارب وفرصة للتعلم وكسب الخبرات، ومع الصبر والتفاهم والتواصل ستكون فترة مليئة بالذكريات التي لا تنسى وستصبح الحياة الزوجية بعد الولادة أقوى بفضل روابط المشاركة في حب طفلهما وتربيته.