محتويات
الحياة السياسية في العصر الأموي
الخلافة الأموية أو دولة بني أمية ثاني خلافة إسلامية، ونظام الخلافة فيها وراثيّ، عاصمتها دمشق، وأول خليفة لهم معاوية بن أبي سفيان، بدأت من عام (41هـ إلى 132هـ) وبلغت ذروة اتساعها في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك، امتدت حدود الدولة الأموية من أطراف الصين شرقًا إلى جنوب فرنسا غربًا، وكانت نهايتها في الأندلس عام 422هـ.[١]
مظاهر الحياة السياسية في العصر الأموي
بدأت الخلافة الأموية منذ بويع معاوية بن أبي سفيان بالخلافة عام 41 هـ، ويتميّز الجانب السياسي في العصر الأموي بما يأتي:[٢]
- كانت الخلافة في زمن الراشدين خلافة دينية وفي العصر الأموي وراثية.
- طلب معاوية الخلافة بنفسه وانتزعها من أعمام النبي صلى الله عليه وسلم، ونازع أبناء عمّه عليها.
- عرف المسلمون أنّ معاوية استحوذ على الخلافة بدهائه وسعة صدره.
- استخدم الأمويون مبدأ التفريق بين القبائل لتثبيت حكمهم، وشجّعوا العصبية القبلية الجاهلية.
- عامل الأمويون العرب غير معاملة الآخرين من سكان الدولة الأموية؛ لأنهم ما زالوا متمسكين بالبداوة، فامتازت خلافاتهم بالخشونة والاستبداد.
- ازدادت المشاكل القبلية والطائفية بين سكان البصرة والكوفة؛ لأنّ أغلب سكّانها لم يعاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يتعلّموا من سيرته مباشرة، ولما أفضت الخلافة لأهل قريش وثقيف وهذيل وكنانة استنكفوا عنها، وأصبحوا يتفاخرون بأنسابهم بعد أن ألغى الإسلام هذه الصفة الذميمة.
- ترفّع العرب في الدولة الأموية عن كل الأعمال في الدولة عدا الاشتغال بالسياسة؛ لأنهم يأنفون من الموالي ويعتقدون أنهم خلقوا للسيادة.
الاضطرابات السياسية في العصر الأموي
شهد العصر الأموي فتنًا وثورات كثيرة، وكانت أغلبها بسبب الخوارج أو الشيعة، كما اعترض الحسين بن علي على تولّي يزيد الخلافة فلم يبايعه، وخرج إلى العراق لمن بايعوه، واشتبك الجيشان في كربلاء وقتل هناك، ثم قامت كثير من الثورات الشيعية، مثل ثورة التوابين وثورة المختار الثقفي، لكنّهم قمعوا لأكثر من نصف قرن إلى أن قامت ثورة زيد بن علي.
لم يهدأ الخوارج إلا في أواسط عهد عبد الملك وحتى بداية عهد يزيد، ومن أشهر الولاة الأمويين في قمع الاحتجاجات؛ الحجاج بن يوسف الثقفي في الكوفة، لكنّه من ألدّ أعداء الدولة الأموية في الشام، في النهاية تفككت الدولة الأموية على يد القائلين بأحقية آل البيت بِالخلافة، ثم تحوّل المطالبون إلى أحقية سلالة علي بن أبي طالب بالحكم.
بعد ذلك تحوّلت الدعوات لأحقية سلالة العباس بن عبد المطلب بالخلافة، وبقيت الأحزاب العباسية تتطوّر بهدوء طيلة هذه الفترة واستغلّت ضعف الاقتصاد لبدء ثورة نهائية ضد الدولة الأموية، كما استغلوا التمييز الطبقي والعنصري الذي مارسه الأمويون بين العرب وغيرهم لبناء قاعدة شعبية لهم بين المضطهدين، خاصة بين أبناء الفلاحين والعمال الفقراء.
مكانة الشعر السياسي في العصر الأموي
انقسم الشعراء في العصر الأموي حسب الفرق السياسية التي شجّعوها، وهذه الفرق هي ما يأتي:
- شعراء العلويّين: كانوا كثيرين لكنّ بعضهم استتر خوفًا من بطش الأمويّين، كما أن بعضهم مدح الخلفاء وحظي بدعمهم مثل الفرزدق، ومنهم من قسم شعره بين العلويين والأمويين مثل أيمن بن خريم والكميت بن زيد، وتميّز شعرهم بالرقة والعاطفة الشديدة تجاه ما أصاب آل البيت من النكبات والاضطهاد.
- شعراء الزّبيريّين: شعراء قليلو العدد متقلّبوا الهوى غالبًا، من أشهرهم أبو وجزة السعدي، وعبيد الله بن قيس الرّقيّات، وإسماعيل بن يسار النسائي.
- شعراء الخوارج: كان أكثرهم من فحول الشعراء والأبطال في القتال، واشتهروا بالثبات على مبدئهم والابتعاد عن المدح للتكسّب، ولم يميلوا للخلفاء الأمويين، وامتاز شعرهم بغرابة الألفاظ، وسلامة اللغة، ومتانة التركيب، والصّلابة في الرأي، ومن أشهر شعرائهم الطّرمّاح بن حكيم.
- شعراء الأمويّين: أكثر الشعراء عددًا؛ لأنهم التفوا بسهولة حول الخليفة، وتكسّبوا من شعرهم كثيرًا، وكانوا مؤمنين منذ البداية بالعصبية القرشية، على عكس شعراء الأحزاب الأخرى الذين اتجهوا لمدح الخلفاء بعد يأس طائفتهم من الوصول للحكم.
الخطابة السياسية في العصر الأموي
احتلت الخطابة في العصر الأموي مكانة مرموقة لا تقل أبدًا عن مكانة الشعر، وانصبَّ اهتمامهم على فن الخطابة كونها وسيلة وعظية في السلم والحرب، كما رافقت الخطابة الأمراء في الفتوحات، وعبّرت الخطابة الاجتماعية عن الأفراح والأتراح اليومية، واحتلت الخطابة السياسية مكانة ثقافية فريدة، حتى أنها شغلت مساحة كبيرة من اهتمام الخاصة والعامة وأرضت شغفهم الأدبيّ.
المراجع
- ↑ يوسف العش، كتاب الدولة الأموية، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ "مميزات العصر الأموي"، الهنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2022. بتصرّف.