الحياة العلمية في العصر الأندلسي

كتابة:
الحياة العلمية في العصر الأندلسي


العصر الأندلسي

امتد العصر الأندلسي على مدار ثمانية قرون، فمنذ فتوحات طارق بن زياد للمغرب العربي سنة 92 هـ وحتى سقوط الأندلس على يد الإسبان سنة 897 هـ والأندلس في المغرب العربي تعيش حالة من الرخاء والازدهار والاستقرار، وقد مجّد الأندلسيون العلم والعلماء والفقهاء ورجال الأدب، وكان لهم الريادة في المجتمع الأندلسي وتوليّ المناصب القيادية، وكان العلماء متقنين لفنون علمهم ينفقون أموالهم في سبيل العلم ليحظوا بالتكريم والإجلال.[١]



أسباب ازدهار الحياة العلمية في الأندلس

يمكن تحديد الأسباب التي أدت إلى ازدهار الحركة العلمية في الأندلس بما يأتي: [٢]

  • ارتحال علماء الأندلس إلى المشرق لطلب العلم.
  • عناية الأندلسيين بالكتب.
  • الاستقرار السياسي.
  • تشجيع الخلفاء للعلماء ورعايتهم.


مظاهر الحياة العلمية في الأندلس

تعددت المظاهر التي تدل على تطور الحياة العلمية في الأندلس، ومن هذه المظاهر ما يأتي: [٢][٣]

  • انتشار المكتبات والكتب في أنحاء البلاد كلها: وقد نشطت حركة التأليف بتشجيع من الخلفاء ومنهم الخليفة عبد الرحمن الذي اشتهر بحبه للكتب، مما ساعد على انتشار الكتب وبالتالي نشاط حرفة الوراقة، إذ تولى الورّاقون نسخ ما يظهر من مؤلفات.
  • المناهج الدراسية: حيث كانت تعتمد على تعليم القرآن الكريم والكتابة، ثم تعليم العربية والشعر والخط، ونظام التعليم كان خاصاً في المنازل أو عامًا في الحلقات التعليمية وفي جوامع المدن الرئيسية كطليطلة وإشبيلية وقرطبة والكتّاب والمدارس، وللمدّرس شروط محددة منها التقوى ومكانته العلمية ورحلاته، وكان الأندلسيون يدفعون الأجرة في سبيل تعلم العلوم.
  • نشاط حركة التأليف: وذلك في علوم القرآن والحديث والفقه والقضاء واللغة والمعاجم والتراجم والجغرافيا والتاريخ والسير والطب والحساب والهندسة والفلك والكيمياء والمنطق والفلاحة والملل والنحل والفلسفة والموسيقى، ولم يتركوا بابا من أبواب المعرفة والعلوم إلا وألفوا فيه.
  • سيادة اللغة العربية بوصفها لغة القرآن الكريم: وكانت اللغة العجمية أو اللاطينية (كما سماها ابن حزم) مسموعة ومعروفة لدى عامة الأندلس وخاصتهم باستثناء أهل قبيلة (بلي)، وتوجد آثار اللغة اللاتينية في خرجات الموشحات.
  • ازدهار حركة الترجمة من اللغة العربية إلى اللاتينية والعكس: وقد أسهمت حركة الترجمة في النهضة العلمية في أوروبا وإغناء الحركة الإنسانية كترجمة كتاب زيج الزرقالي إلى اللاتينية.
  • الاهتمام بعلم التاريخ في الأندلس: حيث أصبح موضع عناية ودراسة لدى الطلاب، مما أدى إلى ازدهار الفكر التاريخي في الأندلس.
  • الطب: كان اعتماد الأندلسيين لدراسة الطب في بداية الأمر على كتاب مترجم من كتب النصارى اسمه (الأبرشم) حتى عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر، إذ ازدهرت حركة الاشتغال بالطب من تركيب الأدوية.
  • نشاط علم الكيمياء بصورة ملحوظة: وذلك لارتباطها الوثيق بعلم الصيدلة وتحضير الأدوية واستخلاص السوائل من الأعشاب والتقطير، وقد برع بذلك الكيميائي العلامة مسلمة أحمد المجريطي صاحب كتاب (رتبة الحكيم).
  • دراسة الرياضيات والفلك: وقد درس الأندلسيون الحساب لضبط المواريث والجبايات والهندسة للعمارة والبناء، وظهرت في قرطبة مدرسة علمية للرياضيات والفلك، ومن مؤلفاتهم في الفلك كتاب (تفضيل الأزمان ومصالح الأبدان) للأسقف القرطبي.
  • تقدّم علوم الزراعة والنبات والأعشاب: وقد كثرت الكتب التي تتحدث عن الفلاحة كمؤلفات أبي بكر خير الإشبيلي التي ترجمت إلى لغات أوروبية.
  • نشاط الرحلات الجغرافية: كرحلة الطرطوشيّ إلى ألمانيا وشمال أوروبا لجلب الرقيق إلى الأندلس، ورحلات الغرناطي إلى بلاد المشرق العربي، ورحلة ابن بطوطة الطنجيّ إلى بيت الله الحرام التي استمرت 27 عاماً.
  • ازدهار الحركة الشعرية الحافلة وفن الوصف لطبيعة الأندلس الخلابة: امتازت أشعار الأندلسيين بجزالة اللفظ والإبداع في الصور الفنية كالشاعر عبادة بن ماء السماء.
  • دراسة النحو وحفظ قواعده: لارتباطه الشديد بعلوم القرآن الكريم وظهور عشرات المصنفات التي تدرس اللغة والنحو ككتاب (المقصور والممدود) للقالي.
  • تطور النثر الفني بظهور الرسائل الأدبية التأليفية: كالأغاني للأصفهاني، وطوق الحمامة لابن حزم، وازدهار تأليف الرسائل الأدبية والديوانية أو الرسمية والوصايا.
  • ظهور الروح أو الشعور بالأندلسية: وذلك من خلال جمع التراث الأندلسي والترجمة لأعلامهم، إذ كانوا شديدي التعصب لبلادهم، ونجد كل عالم منهم ينتسب لبلده.

المراجع

  1. أنور زناتي (7/8/2015)، "العلم والتعليم في الأندلس "، الألوكة الثقافية ، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب يوسف رزين (14/11/2012)، "الحياة العلمية في الأندلس في عهد الناصر والمستنصر والمنصور "، الحوار المتمدن ، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2022. بتصرّف.
  3. د عبدالرحمن الحجي، دراسة الظاهرة العلمية في المجتمع الأندلسي، صفحة 11. بتصرّف.
6116 مشاهدة
للأعلى للسفل
×