الخصائص الفنية لشعر الصعاليك

كتابة:
الخصائص الفنية لشعر الصعاليك




الخصائص الفنية لشعر الصعاليك

من أبرز الخصائص الفنية لشعر الصعاليك ما يأتي:


كثرة الوصف

كان الشاعر الصعلوك يضمن الوصف في قصيدته بصورة واضحة وكبيرة، حتى إننا قد لا نجد أي قصيدة على طولها خلت من الوصف ، فكان الصعاليك يصفون كل شيء مثل مشاهد الصحراء وما فيها من نبات وحيوان ، ودافعهم في هذا حب الشعراء الصعاليك للصحراء وتآلفهم معها وأيضا وصفوا غزواتهم وهجموهم على القبائل.[١] فهذا تأبط شراً يصف كيف لقي الغول فقتلها:

تقول سُليمى لجاراتها

::: أرى ثابتاً ينفي حوقلا

لَها الوَيلُ ما وَجَدَت ثابِتاً

::: أَلَفَّ اليَدَينِ وَلا زُمَّلا

ولا رعش الساق عند الجراء

::: إذ بادر الحملة الهيضلا[٢]


اتباع الأسلوب القصصي

يُذكر أنّ القصة الشعريى ازدهرت واكتمل معناها في شعر الصعاليك، فقد أصبح للقصة الشعرية شأن في الأدب العربي، وهذا الفضل يعود للشعراء الصعاليك.[٣]


اختلاف مستوى الألفاظ وغرابتها

يمتاز شعر الصعاليك عن شعر غيرهم من الشعراء الجاهليين والإسلاميين بأنه شعر تم تضمين الكثير من الألفاظ من الألفاظ الغريبة غير واضحة المعنى للعامة.[٤]


الواقعية

تتمثل واقعية شعر الصعاليك في أن شعرهم كله يركز على تصوير الواقع الذي يعيشون فيه، وتصوير إحساسهم به؛ فيمكن وصف شِعرهم سجلًا للأحداث والحياة الشخصية، فسجّل كل شاعر خواطره ضمن حياته ومعيشته، والمواقف التي يتعرض لها.[٥]فمثلاً قول أبي خراش يصور صراعه مع أعدائه، فيقول:

فان تزعمى أني جبنت فإنني

افر وارمى مرة كل ذلك

أقاتل حتى لا أرى لي مقاتلاً

وانجُ إذا ما خفت بعض المهالك[٦]


الزهو والخيلاء

كان غرض الفخر عند الصعاليك مختلفًا عن فخر غيرهم؛ إذ يبدو وكأنه غير مقصود لذاته فهو يبدو في ظاهره فخراً لكن قد يحمل شيئاً عمقًا يتعارض مع الفخر،[٧]فشعرهم في الصبر وقوة الإرادة والاستهانة بالموت قد يبدو فخراً، وفي الوقت نفسه يحمل إحساسًا بالتعب والجهد في الحياة،[٧]فيتحدث الشنفرى عن أنه لا الفقر يضعف نفسه أو يغيرها عن خلقها ولا الغنى يردهم عن وقارهم، ويقول:

وأعدم أحياناً وأغنى وإنما

ينال الغنى ذو البعدة المبتذل

فلا جزع من خله مكتشف

ولا مرح تحت الغنى أتخيل[٨]


الذاتية

إن ذاتية الصعاليك ليست كالذاتية المُتعارف عليها اصطلاحاً، بل هي ذاتية حية متحركة ومعقولة في آن واحد، وفي الوقت ذاته توصف بأنها متميزة محددة لا تخضع لمذهب نقدي بعينه؛ إذ إنّ طابعها لا يشيع في أدب آخر غير أدب الصعاليك، فقط استوحوها من حياتهم الشخصية ومشاعرهم نحو هذه الحياة.[٩]


التجربة والصدق

يعني ذلك وضوح الصورة الشعرية في نفس الشاعر وفهمه لكامل جوانب موضوع شعره ، فالتجربة عند الصعاليك واضحة وجلية، فحديثهم يكون حديث المجرب تجربة حقيقية بما عاناه وأحسه.[١٠] فهذا أبو الخراش مثلًا يقول:

وإني لألوي الجوع حتى يملني

فيذهب ثم يدنس ثيابي ولا جرمي [١١]


المراجع

  1. حرشاوي جمال، الخصائص الأسلوبية في شعر الصعاليك، صفحة 83. بتصرّف.
  2. تأبط شراً، "تقول سُليمى لجاراتها "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 21/1/2022. بتصرّف.
  3. عبد الحليم حنفي، شعر الصعاليك، صفحة 410. بتصرّف.
  4. عبد الحليم حنفي ، شعر الصعاليك، صفحة 417.
  5. عبد الحليم حنفي، شعر الصعاليك، صفحة 379. بتصرّف.
  6. "لحى الله جدا راضعا لو أفادني"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022.
  7. ^ أ ب عبد الحليم حنفي، شعر الصعاليك، صفحة 369. بتصرّف.
  8. إميل بديع يعقوب، ديوان الشنفرى، صفحة 69.
  9. عبد الحليم حنفي، شعر الصعاليك، صفحة 376. بتصرّف.
  10. عبد الحليم حنفي، شعر الصعاليك، صفحة 385. بتصرّف.
  11. خراش الهذلي، "لقد علمت أم الأديبر أنني"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022.
4840 مشاهدة
للأعلى للسفل
×