محتويات
تعريف المقامة
فهي قصّة تدور حوادثها في مجلسٍ واحدٍ وتكون هذه القصّة وجيزة، أو حكاية قصيرة مبنيّة على الكُدية، أي الاستعطاء وتكون مُتفاوتة الحجم كذلك، وتجمع بين الشعر والنثر، بطلها رجلٌ وهميٌّ، وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث أكثر حول خصائص المقامة.[١]
تصاغ المقامة عادة على شكل قصص قصيرة تتأنق في ألفاظها وأساليبها، ويكون لها راويًا واحدًا محددًا، وكذلك بطل ثابت، ويتسم ببلاغته وقدرته على إقناع الناس بإبهارهم بتميزه وبراعته؛ فالمقامة حديث أدبي بليغ.[١]
أهم الخصائص الفنية للمقامة البغدادية
للمقامة البغدادية خصائص عديدة منها الآتي:
السرد القصصي العربي
تمتاز المقامة البغدادية بالسرد القصصي الخيالي المعتمد على خيال الكاتب لأحداث وشخصيات المقامة التي تدور حولهم الأحداث إلى أن تصل للحبكة ثم انفراجها، وقد دارت أحداث هذه المقامة في الكرخ من بغداد.[١]
وكان بطلها عيسى بن هشام الذي دارت حوله أحداث القصة في محاولة الإيقاع في السواد بالحيلة التي هي أساس المقامة والتي ترمز إلى القيم السلبية في المجتمع العباسي إزاء انتشار الفساد وتدهور الحياة، وتتطور الأحداث لتصل إلى ذروة التأزم عند خروج البطل المحتال من محل بيع الشواء وترك السوادي لدفع ثمن الطعام ليعرف عندها أنه وقع في مصيدة المحتال.[١]
الحوار
وقد برز الحوار بين البطل عيسى بن هشام والسوادي والذي ظهر من خلاله سذاجة السوادي وتلقائيته، وبين البطل وصاحب الشواء والذي غلب عليه الوصف للذة الطعام لتضليل السوادي وإلغاء تفكيره، وبين صاحب الشواء والسوادي والذي ظهر فيه العنف والقسوة رغم قصره واختصاره.[١]
الوصف
وأكثر المشاهد التي ظهر فيها الوصف وصفه لطعام والحلوى والماء، كما في قوله : "ثم أتينا شواء يتقاطر شواؤه عرقًا، و تتسايل جوذاباته مرقَا ".[١]
فن الخداع
اتسمت المقامة البغدادية بفن الخداع الذي استخدمه البطل لتحقيق غايته بالأكل والشرب على حساب السوادي.[٢]
الطابع الساخر الناقد
اتسمت المقامة البغدادية بطابع أدبي يعتمد على السخرية في النقد والفكاهة والضحك لغاية التعليم.[٢]
الألفاظ الغريبة الصعبة
كما في قوله:" زن لأبي زيد من اللوزينج رطلين فهو أجرى في الحلوق ". وكما في قوله:" تتسايل جوذاباته مرقَا ".[٢]
استخدام البديع بأنواعه
ومن الأمثلة على استخدام البديع: [٢]
- السجع
اشْتَهَيْتُ الأَزَاذَ، وأَنَا بِبَغْدَاذ.
يسوق بالجهد حمارك، ويطرف بالعقد إزاره.
- الجناس الناقص
لَيِسَ مَعْي عَقْدٌ عَلى نَقْدٍ.
مددت يد البدار، إلى الصدار.
- حسن التعليل
هَلُمَّ إِلى البَيْتِ نُصِبْ غَدَاءً، أَوْ إِلَى السُّوقِ نَشْتَرِ شِواءً، وَالسُّوقُ أَقْرَبُ، وَطَعَامُهُ أَطْيَبُ.
- الموازنة
رَقِيقَ القِشْرِ، كَثِيفِ الحَشْو.
- الطباق
أشابٌّ كعهدي؟ أم شاب بعدي؟
كثرة الصور الفنية
مثال ذلك:[٢]
- فَقُلْتُ: ظَفِرْنَا وَاللهِ بِصَيْدٍ.
- فَانحنى الشَّوّاءُ بِسَاطُورِهِ، عَلَى زُبْدَةِ تَنُّورِهِ، فَجَعَلها كَالكُحْلِ سَحْقًا، وَكَالطِّحْنِ دَقّا.
- وليكن لُؤْلُؤِيَّ الدُّهْنِ، كَوْكَبيَّ اللَّوْنِ.
- يَذُوبُ كَالصَّمْغِ، قَبْلَ المَضْغِ، لِيَأْكُلَهُ أَبَو َزيْدٍ هَنِيًّا.
- مَا أَحْوَجَنَا إِلَى مَاءٍ يُشَعْشِعُ بِالثَّلْجِ، لِيَقْمَعَ هَذِهِ الصَّارَّةَ.