الخلافة الإسلامية بعد الرسول

كتابة:
الخلافة الإسلامية بعد الرسول

الخلافة

انبثق مُصطلح الخلافة بعد وفاة الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- بمفهومه الذي يدل على تكليف شخص ما مهمته حُكم المسلمين حسب ما جاء في الشريعة الإسلاميّة، وقد بدأ تاريخ الخلافة بهذا المفهوم عند تولي أبي بكر الصديق أمر المسلمين بعد حادثة السقيفة، ولقد كانت هذه الحادثة بعد وفاة الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- إذ اجتمع في سقيفة بني ساعدة الأنصار وأرادوا تولية سعد بن عبادة، والسقيفة تعني المكان المسقوف الذي تمّ به اجتماع الأنصار، وصل خبر اجتماع الأنصار إلى عمر بن الخطّاب فأخبر أبو بكر الصديق –رضي الله عنهما- بالأمر، وسارع الصحابيان إلى السقيفة ووجدوا أبو عبيدة بن الجراح فرافقهم، وبعد ذلك كانت الخلافة الإسلامية بعد الرسول –صلّى الله عليه وسلّم-.[١]

الخلافة بعد الرسول

بعد وفاة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بدأ عصر الخلافة الراشدة بتولية أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وذلك بعد أحداث سقيفة بني ساعدة والجدال الكبير بين المهاجرين والأنصار، وقد أبدى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وجهة نظر المهاجرين وأن الخلافة يجب أن تكون لرجل من المهاجرين ومن قريش تحديدًا، ولكن الأنصار أرادوا أن يكون منهم من يحكم ومن المهاجرين أيضًا، إلّا أن هذا الأمر لم يكن محمودًا بالنسبة للمهاجرين، وقد استند الأنصار في حجتهم أنهم أول من نصر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وفي المقابل استند المهاجرين في حجتهم أنهم أول من آمن بالرسول -صلّى الله عليه وسلم-، واستمر الجدال حتى تمت البيعة لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وبهذا تشكلت الخلافة الإسلامية بعد الرسول -صلّى الله عليه وسلم-.[٢]

الخلافة الراشدة

تشكّل عصر الخلافة الراشدة بعد وفاة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- مباشرة، وقد أطلقت هذهِ التسميّة على فترة حُكم الخُلفاء الراشدين وهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطّاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهم- وبهذا كانت الخلافة الإسلامية بعد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وفيما يأتي بيان ذلك:[٣]

أبو بكر الصديق

عبد الله بن عثمان العتيق وهو أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- كان من رجالات قريش البارزين قبل الإسلام[٤]، وقد تولّى أمر المسلمين بعد وفاة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ويعتبر من أول الرجال الذين آمنوا بدعوة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-[٥]، وكانت المدة التي حكم فيها أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- قصيرة جدًا لم تتجاوز السنتين، لكنه أنجز الكثير في هذه الفترة[٦]، وقد واجه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- المرتدين في بداية خلافته وقضى على حركة التمرد، وأنفذ جيش أسامة بن زيد حسب وصيّة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وبدأت في عهده حركة الفتوحات في جبهات مختلفة.[٧]

عمر بن الخطاب

كان ثاني الخلفاء الراشدين وقد عُرف بطبعه الصلب، وقد تم اختياره كخليفة من قبل أبو بكر الصديق -رضي الله عنهم-، وقد أطلق عليه لقب أمير المؤمنين وكانت مدة خلافته 10 سنوات، أنجز الكثير فيما يتعلق بصلاح الدولة وتطويرها، واعتمد العام الذي هاجر به الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كحدث يبدأ به التاريخ، وهو أول من أنشأ الدواوين، وفي عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فتحت الكثير من البلدان، هكذا كانت الخلافة الإسلامية بعد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-.[٨]

عثمان بن عفان

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، ثالث الخلفاء الراشدين، تم استخلافه عن طريق الشورى، والشورى مبدأ أمر به عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بحيث يتم اختيار الخليفة من قبل مجلس الشورى المُحدد من قبل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وقد امتدت فترة حكم عثمان بن عفان 12 سنة، كان له إنجازات متعددة مثل: إنشاء أول أسطول بحري، واستكمال الفتوحات الإسلامية، وهذا ما يدل على ظروف الخلافة الإسلامية بعد الرسول -صلّى الله عليه وسلم-.[٩]

علي بن أبي طالب

رابع الخلفاء الراشدين تربطه صلة قرابة متينة بالرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فهو ابن عمّه وزوج ابنته، ووالد أحفاد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الحسن والحُسين -رضي الله عنهم-، امتدت فترة حكمه ما يقارب 5 سنوات في فترة الخلافة الإسلامية بعد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، تخلل فترة حكم علي بن أبي طالب العديد من المعارك الفاصلة مثل معركة الجمل، وكانت معركة صفين أيضًا التي دارت بينه وبين معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- بسبب النزاعات على الحكم، وفي نهاية الأمر كان مقتل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- على يد عبد الرحمن بن ملجم، واستلم الحكم من بعده ابنه الحسن بن علي الذي لم يمكث طويلًا في حكمه حتى تنازل عنه لمعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-.[١٠]

الخلافة الأموية

انتهت فترة الخلافة الراشدة بعد تنازل الحسن بن علي لمعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهم- بالخلافة[١١]، وبهذا قام معاوية بن أبي سفيان بتأسيس الدولة الأموية في بلاد الشام، وكانت عاصمة الدولة دمشق، وفي عهد معاوية بن أبي سفيان كانت الكثير من الفتوحات ومنها محاولة لفتح القسطنطينية، وقد عمل على تنظيم الدولة، وأنشأ العديد من الدواوين، وكان للدولة الاموية دور بارز في تشكيل معالم الخلافة الإسلامية بعد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وتتفق المصادر التاريخية على أن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- قام بسن قانون ولاية العهد، وذلك عندما عهد بالخلافة من بعده لابنه يزيد.[١٢]

الخلافة العباسية

قامت الدولة العباسية عام 132 هـ بعد دعوة كبيرة كان مؤسسها محمد بن علي الذي استوطن منطقة الحُميمة، ومرت الدعوة العباسية بمرحلتين واحدة سرية والثانية علنية، مستغلة حالة الضعف التي آلت إليها الدولة الاموية، وجاء تأسيس الدولة بعد هزيمة الجيش الأموي من قبل الجيش العباسي في معركة الزاب ومقتل آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد، وكان أبو العباس السفاح أول خلفاء الدولة العباسيّة، وقد كان قيام الدولة العباسية بمثابة حدث تاريخي هام في تاريخ الدولة الإسلامية، وقد استمرت حتى عام 656 هـ، تخللها مراحل القوة والضعف، ومراحل الازدهار الفكري والعمراني، ومراحل التفكّك والانقسام.[١٣]

المراجع

  1. "سقيفة بني ساعدة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
  2. محمود شاكر (2000)، التاريخ الإسلامي (الطبعة الثامنة)، بيروت: المكتب الإسلامي، صفحة 52-53، جزء 3. بتصرّف.
  3. "الخلافة الإسلامية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
  4. محمود شاكر (2000)، التاريخ الإسلامي (الطبعة الثامنة)، بيروت: المكتب الإسلامي، صفحة 27، جزء 3. بتصرّف.
  5. محمود شاكر (2000)، التاريخ الإسلامي (الطبعة الثامنة)، بيروت: المكتب الإسلامي، صفحة 32، جزء 3. بتصرّف.
  6. محمود شاكر (2000)، التاريخ الإسلامي (الطبعة الثامنة)، بيروت: المكتب الإسلامي، صفحة 59، جزء 3. بتصرّف.
  7. محمود شاكر (2000)، التاريخ الإسلامي (الطبعة الثامنة)، بيروت: المكتب الإسلامي، صفحة 61، جزء 3. بتصرّف.
  8. "عمر بن الخطاب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
  9. "عثمان بن عفان"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
  10. "علي بن أبي طالب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
  11. "الحسن بن علي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
  12. "معاوية بن أبي سفيان"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
  13. أحمد العسيري (1996)، موجز التاريخ الإسلامي منذ آدم عليه السلام إلى عصرنا الحاضر (الطبعة الأولى)، السعودية: دار الإمام مالك، صفحة 174-176. بتصرّف.
3448 مشاهدة
للأعلى للسفل
×