الخلايا التائية تعريفها، مواقعها، وظائفها، من أين تنشأ؟

كتابة:
الخلايا التائية تعريفها، مواقعها، وظائفها، من أين تنشأ؟

تعريف الخلايا التائية

يستطيع الجهاز المناعي الدفاع عن الجسم ضد العديد من العوامل الممرضة والأمراض الخبيثة، ويتألف هذا الجهاز من العديد من الأجزاء، والتي تعمل بشكل منتظم فيما بينها لتحقيق هذه الوظيفة، وتعد الخلايا اللمفاوية التائية واحدةً من هذه الأجزاء المكونة للجهاز اللمفاوي، والتي غالبًا ما تتواصل مع الخلايا الليمفاوية البائية بشكل دائم، وتنشأ هذه الخلايا من نقي العظم، حالها كحال كل خلايا الدم تقريبًا، ويتم إنضاج الخلايا اللمفاوية التائية في الغدة الزعترية، ويتواجد لهذه الخلايا العديد من الأنواع، فبعضها يسمى بالخلايا المساعدة، وبعضها الآخر يُدعى بالخلايا المنظّمة، وهناك الخلايا السامة وخلايا الذاكرة، وتتحرك هذه الخلايا بمختلف أنواعها في الدم، ويتم استدعاؤها إلى الأنسجة المحيطة التي تحتاج لها، وبمجرد الالتقاء مع المستضد، أو العامل المسبب للحدثية الالتهابية، تقوم الخلايا التائية بإرسال رسائل كيميائية تُعرَف بالسيتوكينات، والتي تقوم بجذب الخلايا البائية، التي تقوم بإنتاج الأجسام المضادة، كما ويتم تنظيم هذه العمليات المناعية تحت إشراف الخلايا التائية المنظّمة.[١]

مواقع الخلايا التائية

تتميز الخلايا التائية بعمل منظّم ومعقّد للغاية، فبعد إتمامها لكل مراحل النضج في الغدة الزعترية، وتعرّفها بشكل جيد على المستضد الواجب عليها مواجهته، تتوجه هذه الخلايا إلى الدم وتنتشر في كل الجسم، وتقابل الخلايا المُقدِمة للمستضد والتي تحمل على سطحها جزءًا من المستضد الذي يجب أن تتعرّف عليه الخلايا التائية، وبعد هذه العملية يتم تنشيط كلًا من الخلايا التائية المساعدة والسامة، وتتعرف الخلايا التائية على المُستضد من خلال بنية موجودة على سطحها تدعى بمعقد التوافق النسيجي الأعظمي MHC، وهذا الارتباط ما بين المستضد وهذا المُعقَّد يُدعى بالإشارة الأولى، وبالتالي الموقع الأول لهذه الخلايا في الدم، ويتبع الإشارة الأولى وجود إشارة ثانية يحدث فيها استدعاء لعدد كبير من الخلايا التائية، وبسبب إفراز كميات كبيرة من السيتوكينات الجاذبة، وخلال الإشارة الثالثة تصل هذه الخلايا إلى مكان وجود الالتهاب، للمشاركة في القضاء على العامل الممرض، وعندها يمكن التمييز ما بين خلايا قادمة من الدم، وخلايا أخرى تتواجد في النسيج ذاته تفعّلت كإستجابة للسيتوكينات.[٢]

وظائف الخلايا التائية

تختلف وظيفة الخلية التائية باختلاف نوعها، وتُعد الخلايا المساعدة والسمية والكابتة هي الخلايا ذات الوظيفة الأهم، ومعظم هذه الخلايا تقريبًا تكون غير ناضجة، ويتم تفعيلها بعد الالتقاء مع المستضد، أو من خلال آليات أخرى، وهنا سيتم الحديث عن بعض وظائف الخلايا التائية:[٣]

  • القضاء على الخلايا المُصابة بالفيروسات، أو التي تحوي بداخلها عامل ممرض داخل خلوي، وتتولى الخلية السمية هذه الوظيفة، ويمكنها قتل هذه الخلايا المريضة بآليتين مختلفتين.
  • تقوم الخلايا التائية المساعدة بإطلاق السيتوكينات اللازمة لجذب الخلايا الالتهابية إلى المنطقة المريضة، كما تقوم بتنشيط المناعة الخلطية المرتبطة بإنتاج الأضداد، أي إحداث تفعيل للخلايا البائية المُنتجة للغلوبيولينات المناعية.
  • تقوم الخلايا التائية المساعدة الأولى بتنشيط الخلايا البلعمية، وتضخيم الحدثية الالتهابية، كما تلعب هذه الخلايا دورًا في الأمراض المناعية الذاتية كحالة فرط التحسس من النمط الآجل.
  • تكافح الخلايا التائية المساعدة الثانية الأمراض الطفيلية كالديدان.
  • تساعد الخلايا اللمفاوية التائية المساعدة ذات الرقم 17 في مكافحة البكتيريا، والعدوى خارج الخلوية والإصابات الفطرية.
  • تقوم الخلايا التائية الكابتة أو ما يُعرَف بالمنظّمة بتنظيم العملية الالتهابية، ومنع وجود رد فعل التهابي مبالغ فيه قد يسبب حدوث مرض مناعي ذاتي، كما وتدخل هذه الخلايا في علاج السرطان وتعزيز التئام الجروح بعد الجراحة.

أنواع الخلايا التائية

بعد ذكر ومضة عن أنواع الخلايا التائية في ما سبق، لابدّ من التحدث بشيء من التفصيل عنها، وسيتم الحديث كما تم الذكر سابقًا عن الخلايا الأكثر أهميةً وفاعليةً في العمليات الالتهابية ومكافحة الأمراض السرطانية والعدوى.[٤]

الخلايا المنظِّمة

يتم إنتاج هذه الخلايا من الغدة الزعترية، ومن مناطق أخرى خارجها، ولأنّ كل عمل داخل الجسم يجب أن يُجرَى تحت تنظيم دقيق، ودون حدوث مبالغة فيه فإنّ الحدثية الالتهابية تحت هذا الأمر أيضًا، ولأنّ الخلايا المنظِّمة الكابتة تقوم بهذا الدور، فقد تم طرح فكرة إنتاج أعداد كبيرة منها خارج الجسم، واستخدامها في علاج الاستجابات المناعية المفرطة التي تسبب أمراض المناعة الذاتية.[٤]

الخلايا المساعِدة

تتواجد عدة أنماط من هذه الخلايا، وهذا الإنتاج المتمايز يحدث بسبب تأثير سيتوكينات مختلفة، وما يميزها أيضًا هو إنتاجها لسيتوكينات مختلفة، ولهذا السبب يمكن القيام بإنتاج خلايا تائية خارج الجسم بالنوع الذي يريده الشخص بناءً على نوع المواد الموجّهة لهذه الخلايا، وبالإضافة لذلك تقوم بالعديد من الوظائف التي تم التحدّث عنها سابقًا.[٥]

الخلايا السّامة

تساهم هذه الخلايا بالقضاء على الخلايا المصابة بالفيروسات والخلايا الخبيثة، وترتبط هذه الخلايا مع الخلايا القاتلة الطبيعية، وربما يتوافقان في العمل إلى حدّ معين، ولكن تختلف طريقة كل منهما في التعرّف على الخلايا المريضة، وقد تم إثبات قدرة الخلايا السّامة على مقاومة فيروس نقص المناعة المُكتَسَب.[٦]

من أين تنشأ الخلايا التائية

خلال الحياة الجنينية يقوم كبد الجنين الحاوي على الخلايا الجذعية المكوّنة للدم بإنتاج الخلايا التائية، وبعد الولادة يبدأ نقي العظم بإنتاج هذه الخلايا، وتتطور الخلايا الجذعية في نقي العظم على مدى عدة مراحل حتى تصل للخلايا التائية الناضجة، كما تهاجر بعض هذه الخلايا الجذعية إلى الغدة الزعترية حتى يتحقق لها النضج النهائي، وبالتالي لا تُنتج الغدة الزعترية الخلايا التائية، وإنما تكون مسؤولةً عن نضجها فقط، وداخل هذه الغدة تخضع الخلايا التائية لعمليات تحديد انتقائية، يتم من خلالها تحديد مصيرها بأن تكون خلايا مساعدة أو سمية أو غيرها، كما يتم التخلص من أي خلية غير قادرة على القيام بعملها، أو تملك اضطرابًا في التعرف على المستضد، وإذا كانت الخلية التائية تتعرّف على أجزاء الجسم على أنها مستضد يتم التخلص منها كذلك، لتجنب الإصابة بالأمراض المناعية الذاتية.[٧]

أمراض الخلايا التائية

يمكن أن تتواجد اضطرابات وأمراض الخلايا التائية في العديد من الحالات، وخاصةً المتلازمات التي تحتوي على عدة مركبات، ففي متلازمة دي جورج تكون الغدة الزعترية صغيرة الحجم، مما يتسبب باضطراب في عمل الخلايا التائية، كما يمكن أن تصبح الخلايا التائية غير قادرة على القيام بعملها بشكل طبيعي في مرض تكسّر الصبغيات، ومتلازمة ويسكوت ألدريتش، ورنح توسع الشعريات، وسيتم التفصيل بهذه الأمراض بشكل أكبر في ما بعد.[٨]

متلازمة دي جورج DiGeorge syndrome

تحدث هذه المتلازمة نتيجة حذف يحدث على جزء من الصبغي 22، وتتركب هذه المتلازمة من عدة أمور، حيث يعاني المريض من عيوب في القلب، وانشقاق لسقف الحنك، مع ضعف في الجهاز المناعي ونقص للكالسيوم، كما يمكن أن يحدث اضطراب في النمو عند الأطفال ومشاكل سلوكية وعاطفية، كما تكون هذه المتلازمة ذات درجات مختلفة في الشدة، ويكون السبب الرئيس في اضطراب عمل الخلايا التائية هو وجود اضطراب في عمل الغدة الزعترية، حيث يمكن أن تكون صغيرةً أو مفقودة، مما يؤدي إلى التعرّض للالتهابات والعدوى المتكررة.[٩]

للحصول على مزيد من المعلومات، يمكنك قراءة المقال الآتي: ما هي متلازمة دي جورج.

متلازمة ويسكوت ألدريتش Wiskott–Aldrich syndrome

تنتمي هذه المتلازمة إلى جملة الأمراض التي يحدث فيها عوز مناعي أولي، وتنتقل عبر الأجيال بشكل متنحي مرتبط بالصبغي X، وبالإضافة للاضطراب المناعي يعاني مرضى هذه المتلازمة من مشاكل دموية نزفية، ويزداد عند هؤلاء المرضى خطورة تطوير أمراض مناعية ذاتية، وخباثات دموية كاللمفوما واللوكيميا، كما يحدث عدة أعراض أخرى ومنها:[١٠]

  • العدوى المتكررة: ما يحدث في هذا المرض هو نقص في تعداد الخلايا اللمفاوية البائية والتائية على حد سواء، وبالتالي من المتوقع الإصابة بكل أنواع العوامل الممرضة، ومن الشائع حدوث التهاب في الطرق التنفسية العلوية والسفلية، والتهاب في الأذن والجيوب الأنفية، وبشكل أقل شيوعًا قد يُصاب المرضى بالتهاب السحايا، ولا يستفيد هؤلاء المرضى من اللقاحات، بسبب عدم وجود خلايا بائية طبيعية تقوم بتشكيل رد فعل مناعي، وإنتاج للأضداد.
  • إكزيما الجلد: يمكن أن تظهر على الوجه والفروة بشكل مشابه لقبعة المهد التي تتواجد عند حديثي الولادة، ويمكن أن تتعمم بشكل أكبر لتشمل الذراعين والساقين والجلد حول الركبة، ولأن هذه الإكزيما حاكة، يقوم الأطفال بالحك مما يتسبب بالنزيف.
  • النزف: بسبب نقص عدد الصفيحات الدموية، بالإضافة لهذا النقص فإن الصفائح المتواجدة تكون صغيرة الحجم وخاملة بشكل غير طبيعي، مما يتسبب بحدوث النزف بشكل عفوي حتى دون وجود أي رض، وتظهر أعراض هذه الحالة على شكل نمشات وفرفريات جلدية، والتي تمثِّل بقعًا دمويةً صغيرةً تشبه الكدمات بأحجام صغيرة، كما يعاني هؤلاء المرضى من نزيف اللثة والرعاف، ويُعد النزف الدماغي من المضاعفات الأكثر خطورةً، ولذلك يطلب الأطباء من الأطفال ارتداء خوذة على الرأس لتجنب النزف عند السقوط.

يُعد نقص الصفائح الدموية ميزةً تشخيصيةً مهمةً، تساعد في التوجه لهذه المتلازمة منذ لحظة الولادة، كما تلفت العدوى المتكررة التي تحدث في عمر مبكر النظر لوجود خلل مناعي، ويمكن إجراء دراسة صبغية لتحديد الطفرة التي تسببت بهذه المتلازمة، وبالتالي يقوم التشخيص على هذه النقاط الثلاث، بينما يعتمد العلاج على إعطاء اللقاحات الميتة، والتي لا يمكن التأكد بشكل تام من قدرتها على تشكيل أضداد، ويتم إعطاء المرضى الغلوبولين المناعي بشكل وريدي لمعالجة العدوى، ويتم علاج النزف بنقل الصفيحات الدموية.[١١]

رنح توسع الشعريات الوراثي Ataxia–telangiectasia

يمكن استنباط الأعراض المتواجدة في هذا المرض من خلال اسمه، وهو أحد الأمراض النادرة الوراثية التي تتواجد عند الأطفال، والتي تنتقل بصفة جسمية متنحية، وتنتج الأعراض عن وجود طفرة تتسبب بحدوث موت سريع لخلايا الجسم، ومنها خلايا الدماغ، وهنا بعض الأعراض التي تميز هذا المرض:[١٢]

  • اضطراب في المشية بشكل رنحي غير مستقر، كما يمكن أن تكون هذه المشية تشنجيّة، مع وجود تأخر واضح في المشي.
  • تباطؤ النمو العقلي، مع توقف لهذا النمو في عمر 12 عامًا تقريبًا.
  • تلون وتصبغ المناطق الجلدية المعرّضة لأشعة الشمس، مع تواجد بقع قهوة بحليب.
  • تضخم الأوعية الدموية بشكل واضح في جلد الأنف والأذن، وصلبة العين.
  • رأرأة عينية، مع احتمال حدوث اختلاجات.
  • التهاب طرق تنفسية متكرر.

يتم تشخيص هذا المرض بالاعتماد على عدة نقاط منها وجود صغر في حجم الطحال واللوزتين والعقد اللمفاوية، كما يمكن مشاهدة فشل النمو وتصبغات الجلد، وخلال الفحص السريري يظهر ضعف استجابة في المنعكسات الوترية، بالإضافة لوجود بعض الاختبارات الدموية التي تساعد في التشخيص كعيار الألفا فيتا بروتئين AFP، والسكر، وللأسف لا يوجد علاج نوعي قادر على إيقاف تطوّر هذا المرض، وإنما يتم الاعتماد على العلاج العرضي، كما يرتبط ترنح توسع الشعريات ببعض الاختلاطات، كزيادة احتمال التعرّض للخباثات الدموية، والعدوى المتكررة.[١٣]

عوز المناعة المشترك الشديد لدى الأطفال Pediatric Severe Combined Immunodeficiency

مرض وراثي نادر جدًا، يحدث فيه عوز مناعة شديد مهدد للحياة، ونتيجةً لاحتواء جيم الطفل على عدد قليل من الخلايا الليمفاوية، فإنّ مواجهة العدوى الإنتانية تكون صعبةً جدًا، ويتواجد لهذا المرض عدة أشكال، ويُعد الشكل المرتبط بالصبغي X، والموجود عند الذكور هو الشكل الأكثر شيوعًا، ومن أعراض هذا المرض:[١٤]

  • فشل النمو.
  • الإسهال المزمن، والتهاب الطرق التنفسية بشكل متكرر.
  • وجود القلاعات الفموية.
  • التهاب الأذن والجيوب الأنفية والسحايا.

يتم تشخيص هذا المرض بعد القيام بدراسة وراثية للعائلة، وبدون تقديم العلاج من الصعب بقاء الطفل على قيد الحياة، ويعتمد العلاج بشكل أساسي على زرع نقي العظم، أو زرع الخلايا الجذعية، وتُعد الخلايا التي يتم الحصول عليها من الأشقاء ذات معدل نجاح عالي في القبول، وإذا تم استخدام خلايا جذعية من شخص لا ينتمي للأسرة، قد يحتاج الطبيب لاستخدام علاج كيماوي قبل الزرع.[١٥]

متلازمة أومين Omenn syndrome

إحدى المتلازمات الوراثية التي يحدث فيها عوز مناعة مشترك شديد، وتنتج عن حدوث طفرة في صبغيات معينة، ويُلاحَظ فيها مستويات منخفضة جدًا للأضداد IGg، IGm، IGA، ونتيجةً لذلك يتعرّض هؤلاء المرضى للإصابة بالعدوى الفيروسية والبكتيرية والفطرية، وعلى عكس نقص الكريات البيضاء، هناك زيادة في تعداد الخلايا التائية، ولكن مع وظيفة ضعيفة، وتتميز هذه المتلازمة بعدد من الأعراض منها:[١٦]

  • احمرار وتقشّر الجلد.
  • الإسهال المزمن.
  • فشل النمو.
  • ضخامة العقد الليمفاوية والكبد والطحال.
  • حاصة في الرأس.

كما ويعتمد العلاج في هذه المتلازمة على زرع نقي العظم، أو الخلايا الجذعية المأخوذة من الحبل السري، ومن المهم إبقاء الطفل المريض في عزل لتجنب إصابته بأي عدوى، وتُعطَى التغذية الوريدية لعلاج الإسهال المزمن، وفشل النمو.[١٦]

نقص تنسج الغضروف والشعر Cartilage-Hair Hypoplasia

مرض وراثي متنحي، أي يجب أن يكون كلًا من الأم والأب حاملين للمرض حتى يُصاب به الطفل، يحدث فيها اضطراب في كردوس العظم، والذي يمثِّل المنطقة النهائية المتوسعة من العظم الطويل، مما يسبب حدوث تشوهات في الأطراف السفلية، ومن أبرز أعراض هذا المرض:[١٧]

  • وجود شعر خفيف ناعم، ومتناثر.
  • رخاوة في أربطة المرفقين، مما يسبب عدم الاستقرار.
  • انحناء القدمين، مع عدم استقرار في الرقبة.
  • ضعف المناعة والتعرّض للعدوى بشكل متكرر.
  • فقر الدم.

كما يعتمد علاج هذا المرض على علاج الأعراض العظمية الموجودة، من خلال علاج خلع الوركين، وعلاج الحدب والجنف الموجودَين في العمود الفقري، مع وجود احتمال استبدال لبعض المفاصل.[١٧]

استنفاذ الخلايا التائية T-cell exhaustion

يحدث في هذا المرض نقصان تدريجي في تعداد الخلايا التائية وخاصةً الخلايا السامة، والذي يتم كشفه من خلال نقص في تعداد الخلايا الليمفاوية عند وجود حدثية التهابية بعد الإصابة بفيروسات التهاب الكبد أو الإيدز مثلًا، أو عند الإصابة بالأمراض الخبيثة، وكبقية الأمراض سابقة الذكر، تكون الأعراض عبارة عن تعرّض متكرر للإنتانات الفيروسية، وتأخر شفاء هذه العدوى.[١٨]

سرطان الغدد اللمفاوية

تُعد لمفوما الخلايا التائية نادرة الحدوث مقارنةً مع اللمفوما الحاصلة على حساب الخلايا البائية، وتنتمي اللمفوما التائية إلى لمفوما لاهودجكن، كما يمكن أن ينشأ على حساب نقي العظم، ويسمى عندها هذا السرطان بالإبيضاض اللمفاوي الحاد، وغالبًا ما يبدأ هذا السرطان اللمفاوي في الغدة الزعترية، وازدياد حجمه بشكل كبير يتسبب بتطبيق ضغط على أعضاء المنصّف الأمامي، مما يؤدي لحدوث صعوبة في التنفس، وتورم في الوجه والذراعين، ولهذه اللمفوما التائية عدة أنواع منها:[١٩]

  • اللمفوما التائية المحيطية: نوع نادر من اللمفومات، ينشأ على حساب خلايا تائية ناضجة إلى حد ما.
  • اللمفوما التائية الجلدية: أو ما يعرف بمتلازمة سيزاري، إذ يُعد الجلد المكان الأول لنشوء هذه اللمفومات.
  • اللمفوما التائية لدى البالغين: يرتبط حدوث هذه اللمفوما مع التعرّض لفيروس HTLV1، والذي يُعد شائعًا في اليابان، ويتواجد لهذه اللمفوما عدة أنواع، فبعضها يتميز بسيره البطيء، وبالتالي يكون جيد الإنذار، بينما يكون البعض الآخر ذو طبيعة شبيهة بالابيضاض الحاد، أو يكون ذو مسير أعنف من اللمفوما المعتادة.
  • لمفوما الخلايا التائية الوعائية: تشيع هذه اللمفوما عند كبار السن، وتبدأ في العقد اللمفاوية أو نقي العظم والكبد والطحال، ويعاني المصابون بهذا النوع من الحمى، ونقص الوزن، والطفح الجلدي.
  • لمفوما الخلايا القاتلة الطبيعية: تحدث هذه اللمفوما في الأنف والحلق غالبًا، كما يمكن أن تغزو الجلد والجهاز الهضمي.
  • اللمفوما المعوية المرتبطة بالاعتلال المعوي: تنشأ هذه اللمفوما في بطانة الأمعاء غالبًا، ويمكن أن تحدث في القولون، ويسيطر عليها أعراض الألم البطني والغثيان والإقياء، والنزف الهضمي، ويشيع حدوث هذه اللمفوما عند مرضى اعتلال الأمعاء الحسّاس للغلوتين.
  • لمفوما الخلايا الكبيرة غير المصنعة: لمفوما ذات نمو سريع، وتحدث عند الشباب بشكل رئيس، ويمكن أن تنشأ على حساب الجلد، أو على حساب النسج اللمفاوية.

للحصول على مزيد من المعلومات، يمكنك قراءة المقال الآتي: تشخيص سرطان الغدد اللمفاوية.

المراجع

  1. "T cell", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-16. Edited.
  2. "T-cell activation", www.immunology.org, Retrieved 2020-06-17. Edited.
  3. "Histology, T-Cell Lymphocyte", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-17. Edited.
  4. ^ أ ب "Regulatory T Cell", www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-06-17. Edited.
  5. "Auxiliary Cell", www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-06-19. Edited.
  6. "Cytotoxic T Lymphocyte", www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-06-17. Edited.
  7. "Chapter 5Introduction to T and B lymphocytes", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-17. Edited.
  8. "T-Cell Disorders", emedicine.medscape.com, Retrieved 2020-06-17. Edited.
  9. "DiGeorge syndrome (22q11.2 deletion syndrome)", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-06-17. Edited.
  10. "Wiskott-Aldrich Syndrome", primaryimmune.org, Retrieved 2020-06-18. Edited.
  11. "Wiskott-Aldrich Syndrome", primaryimmune.org, Retrieved 2020-06-18. Edited.
  12. "Ataxia - telangiectasia", medlineplus.gov, Retrieved 2020-06-18. Edited.
  13. "Ataxia - telangiectasia", medlineplus.gov, Retrieved 2020-06-18. Edited.
  14. "Severe Combined Immunodeficiency", kidshealth.org, Retrieved 2020-06-18. Edited.
  15. "Severe Combined Immunodeficiency", kidshealth.org, Retrieved 2020-06-18. Edited.
  16. ^ أ ب "Omenn syndrome", rarediseases.info.nih.gov, Retrieved 2020-06-18. Edited.
  17. ^ أ ب "Cartilage Hair Hypoplasia", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 2020-06-18. Edited.
  18. "T-cell exhaustion: characteristics, causes and conversion", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-18. Edited.
  19. "Types of T-cell Lymphoma", www.cancer.org, Retrieved 2020-06-18. Edited.
7894 مشاهدة
للأعلى للسفل
×