الخلايا غير النمطية هل هي سرطان؟

كتابة:
الخلايا غير النمطية هل هي سرطان؟

ما المقصود بالخلايا غير النمطية؟

الحصول على نتائج لتحاليل المختبر وتفسير ما قد دُوِّن فيها، يُعدّ واحدًا من التحديات التي يواجهها الكثير من الأفراد الذين لا يعملون في المجال الطبي، لذا قد يرى البعض مصطلح الخلايا غير النمطيَّة في تقرير اختبار الخزعة أو مسحة عنق الرحم، الذي قد يصعب فهمه تمامًا.

كثيرًا ما يُردِّد الأطباء مصطلح الخلايا غير النمطيَّة الذي يُقصَد به تِلك الخلايا أو الأنسجة التي تبدو غير طبيعيَّة تحت المجهر، والتي تظهر بهذا الشكل لأسباب وعوامل عِدة، تستدعي المتابعة الطبية الحثيثة، لوصف العلاج المناسب الذي يسهم في التخلص من هذه الخلايا، أو مراقبة تطوُّرها، وقد يساعد في هذه الحالة إجراء الاختبارات والفحوصات الأخرى اعتمادًا على ظروف معينة. [١][٢]


هل الخلايا غير النمطية سرطانية؟

ليس بالضرورة أنْ تكون الخلايا غير النمطيَّة خلايا سرطانية، ولكن يجب في هذه المرحلة تركيز الاهتمام على التأكد من عدم وجود السرطان، أو احتمالية تغير الخلايا وتحوّلها إلى خلايا سرطانية، بينما يُمكن لهذه الخلايا التعافي لتعود إلى طبيعتها بعد إزالة السبب الذي أدى إلى ظهورها. [٣]


ما أسباب تشكّل الخلايا غير النمطية؟

تختلف الخلايا غير النمطية عن الخلايا السليمة الموجودة في الموقع ذاته، سواء بلونها، أو حجمها، أو شكلها، وفي هذا الجانب، يوجد العديد من الأسباب التي تفسِّر سبب تغير الخلايا لتصبح خلايا غير نمطيَّة، ومن أكثر هذه الأسباب شيوعًا ما يأتي:[٤]

  • العدوى: تظهر الخلايا في حالة إصابتها بالعدوى الفيروسيَّة غير طبيعية، أو غير نمطية، التي سرعان ما تعود إلى حالتها الطبيعية بعد التخلص من العدوى، ويُطلِق الأطباء أحيانًا على هذا النوع من الخلايا تأثير الاعتلال الخلوي الفيروسي (Viral cytopathic effects). 
  • الالتهاب: تُعرَف الخلايا الالتهابية بأنَّها الخلايا المتخصِّصة التي تلعب دورًا في حدوث الالتهاب، وتعدّ هذه الخلايا جزءًا من الجهاز المناعي؛ فالالتهاب هو وسيلة الدفاع الطبيعيَّة للجسم ضدّ الأمراض والإصابات، والجدير بالذكر، أنَّ الخلايا السليمة قد تُصبح خلايا غير نمطيَّة بفعل خلايا الالتهاب، وفي هذه الحالة تزول الخلايا غير النمطيَّة بمجرَّد وقف نشاط الالتهاب وعلاجه.
  • أمراض محتملة التسرطن: (Pre-cancerous diseases)مثل؛ سرطانة لابدة (Carcinoma in situ)‏  وخلل التنسج (Dysplasia)، ويُكشَف عن هذه الخلايا غير الطبيعيَّة في معظم الحالات عند فحصها تحت المجهر.
  • الإشعاع: فكما نعلم، يُستخدَم الإشعاع في علاج الخلايا السرطانيَّة، غير أنَّه من الشائع حدوث تغير الخلايا الطبيعيَّة في حالة تعرُّضها للإشعاع، وملاحظتها غير نمطيَّة تحت المجهر، وهنا يجدر التنبيه إلى ضرورة إعلام الطبيب في حالة تلقي علاج إشعاعي مُسبقًا، أو في حالة الخضوع للعلاج الإشعاعي في الوقت الحالي.
  • السرطان: يصاحب جميع أنواع السرطان تقريبًا ظهور خلايا غير نمطية إذا ما قورنت بالخلايا السليمة المجاورة لها، وتُسهم اللا نمطية في هذه الحالة في التشخيص، وتحديد درجة الورم.


وفي الحقيقة، يُستخدم مصطلح اللا نمطية التفاعلية (Reactive atypia) لوصف الخلايا غير النمطية التي تظهر استجابةً لحدوث العدوى أو الالتهاب أو التعرُّض للإشعاع، ولا يصِف الخلايا السرطانية.[٤]


كيف يُشخِّص الطبيب وجود الخلايا غير النمطية؟

بأخذ جزء صغير أو عينة من النسيج المُراد فحصه يبدأ الطبيب التشخيص، وتُعرف هذه الطريقة بالخزعة (Biopsy)، وبعد ذلك، يقوم فريق الرعاية الطبي بإتمام مجموعة من الخطوات قبل الحصول على التشخيص النهائي من أخصائي علم الأمراض الذي يقوم بقراءة تحاليل المختبر، ومشاهدة الأعضاء، والأنسجة، والخلايا للتشخيص.

وعمومًا، توجد مجموعة من الإجراءات التي تُتبع بعد أخذ الخزعة، في الآتي توضيح لعددٍ منها:[٥]

  • قيام الفريق الطبي بأخذ العينة خلال إجراء الخزعة، ووضعها في إناء مملوء بالسائل لحفظها، ولتمييز العينة، يوضع ملصَق على الإناء يُذكَر فيه الاسم وبعض التفاصيل الأخرى ذات الأهمية.
  • مشاهدة أخصائي علم الأمراض للعينة ووصف شكلها بالعين المجرَّدة، ويتضمن ذلك تحديد اللون والحجم، وغيرها من الميزات، وتُعرَف هذه الطريقة بالفحص الماكروسكوبي (Macroscopic examination).
  • إجراء مزيد من الاختبارات اعتمادًا على رأي الطبيب واعتقاده في تشخيص المرض، ومن هذه الاختبارات، التحاليل الجزيئية؛ التي تبحث عن الجينات النشِطة، أو المختلفة، أو المفقودة، أو القيام بالاختبارات الأخرى التي يحتاجها الطبيب لتحديد العلاج.
  • تحضير الشريحة، وذلك بقطع العينة لشرائح رفيعة، وإضافة الصبغات التي تُسهم في إظهار أجزاء الخلية، وبعد ذلك توضع العينة الرفيعة على شريحة زجاجيَّة مُغطَّاه بشريحة زجاجية أخرى رقيقه، وتوضع تحت المجهر لفحصها.
  • إنشاء تقرير علم الأمراض اعتمادًا على ما يراه الأخصائي تحت المجهر، ويُستخدم في هذا التقرير مصلحات تقنيَّة وطبية يمكن للأطباء والمختصين بعلم الأمراض تفسيرها، ويصعب على المريض فهمها، وعلى كل حال، يصِف أخصائي علم الأمراض، كيفيَّة ترتيب الخلايا، وأنواع الخلايا، وما إذا كانت الخلايا غير طبيعيَّة، والمميزات الضرورية الأخرى للتشخيص.
  • القيام بالتشخيص، ويعتمد ذلك على نتائج الخزعة، والفحص بالعين المجردة، والمعالجة، والفحص تحت المجهر، أمَّا النموذج العام للتشخيص، فيتضمَّن عادةً مجموعة من الأمور، وهي؛ النسيج أو العضو الذي أُخِذت منه الخزعة، والجزء المحدَّد من العضو أو الجسم الذي أتت منه العينة، وخطوات الخزعة، والنتائج المحدَّدة التي يُكشَف عنها في النسيج، والنتائج الأخرى الهامة، والحاجة لإجراء مزيد من التحاليل.
  • إمكانية مراجعة المريض تقرير علم الأمراض مع فريق الرعاية الصحي، فهذا يساعد على فهم المصطلحات المذكورة في التقرير، ومنها؛ ليمفوما (Lymphoma)، فرط التنسج (Hyperplasia)، وخلل التنسج (Dysplasia)، واللوكيميا، والساركومة (Sarcoma)، والسرطانة (Carcinoma)‏، وتكوُّن الورم (Neoplasia)، وأيضًا الخلايا غير النمطية، وهي موضوع حديثنا في هذا المقال.
  • إجراء بعض الاختبارات الجينية أو الجزيئية للتشخيص، وهي الاختبارات التي يوصِي الطبيب بإجرائها لتشخيص بعض أنواع الأورام السرطانية؛ كتشخيص بعض أنواع اللوكيميا، وفيها يبدأ أخصائي علم الأمراض بالبحث عن وجود تغيُّر جيني مُحدَّد في خلايا الدم السرطانية، وتقدَّم النتائج في تقرير.
  • الاختبارات الجزيئية لوضع الخطة العلاجية، فبعد قيام الطبيب بتشخيص الحالة، ربما يساعده في وضع الخطة العلاجية إجراء مزيد من التحاليل والاختبارات، لتوقُّع كيفية عمل علاج محدَّد.


المراجع

  1. "What does an atypical cell or body tissue mean in terms of cancer?", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-15. Edited.
  2. "Atypical cells: Are they cancer?", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-15. Edited.
  3. "Atypical cells: Are they cancer?", www.drugs.com, Retrieved 2020-08-15. Edited.
  4. ^ أ ب "What does atypical mean?", www.mypathologyreport.ca, Retrieved 2020-08-15. Edited.
  5. "After a Biopsy: Making the Diagnosis", www.cancer.net, 2020-01-01, Retrieved 2020-08-15. Edited.
7112 مشاهدة
للأعلى للسفل
×