الخوف من المستقبل في علم النفس

كتابة:
الخوف من المستقبل في علم النفس

الخوف التوقعي في علم النفس

الخوف من المستقبل، أو ما يُعرف باسم الخوف التوقعي، من المشاعر الشائعة جدًا بين الناس، ولكنها متعبة للغاية في حال عدم السيطرة عليها، لذا يجب على الإنسان أن يكافح الخوف المتوقع عند القلق بشأن نتيجة حدث مستقبلي لم يسبق له تجربته من قبل، ممّا يؤدي أحيانًا إلى التردد بالقرارات الكبيرة والصغيرة، فضلاً عن زيادة احتمالية المقارنة المستمرة، حيث يمكن أن يؤدي عدم التسامح مع عدم اليقين إلى ما يدعى بالخوف الاستباقي، والذي يجعل الشخص يفكر باستمرار في النتائج المحتملة لقراراته.[١]


أسباب الخوف من المستقبل في علم النفس

توجد العديد من الأسباب التي تقود الأشخاص للخوف من المستقبل، وفي ما يأتي أبرزها:[١]

التجارب المؤلمة السابقة

التجارب المؤلمة هي أحد أهم الأسباب الشائعة التي تجعل الناس يشعرون بالخوف التوقعي، حيث يمكن للتجارب السلبية السابقة أن تجعل الناس يشعرون بالقلق من تكرار حدوثها، ولكن على الرغم من صعوبة هذه التجارب، إلا أنه لا يجب الخوف منها، إنما التعلم منها وتفاديها في المستقبل، حيث يمكن للأحداث الصعبة تغيير أصحابها للأفضل.


الاستجابة الوقائية

يهدف التوتر والتوقعات السلبية نتيجة لتجارب سابقة إلى حماية صاحبها من تكرار حدوثها، حيث وجدت إحدى الدراسات التي تابعت طلاب النقد الأجنبي خلال الفصل الدراسي الأول في الخارج أن المستويات المعتدلة من الخوف الاستباقي، ارتبطت بمستويات أعلى من السلوكيات التكيفية لدى الطلاب، أما إذا وصل هذا الخوف إلى مستويات عالية، فقد تؤدي الاستجابات الوقائية إلى عدم القدرة على التفكير بشكل واضح، أو الخوف من مغادرة المنزل، أو حتى الخوف من معظم العلاقات الاجتماعية، وهنا يجب طلب المساعدة من المعالجين المختصين.


الانشغال الوقائي

يُعد الانشغال الوقائي سببًا مهمًا يجعل الكثير من الناس يشعرون بالخوف التوقعي، حيث يحدث هذا عندما يبدأ الناس في الهوس بالمخاطر المحتملة نتيجة لشيء حدث في الماضي، وغالبًا ما يؤدي إلى تعرض الأشخاص الذين يعانون منه إلى فقدان الشهية العصبي، أو غيره من اضطرابات الأكل، كما أدرك علماء النفس أنّ العديد من الأشخاص ينشغلون بشكل مفرط بالخوف من الانتكاس أو يصبحون أكثر معاناة مع مشكلة زيادة الوزن.


طرق محاربة الخوف من المستقبل

توجد العديد من الطرق التي تُمكن الأشخاص وتساعدهم في معالجة مشكلة الخوف من المستقبل، وفي ما يأتي أهمها:[٢]

  • التدرب على اليقظة: أظهرت الأبحاث أنّ اليقظة الذهنية يمكن أن تحسن تنظيم المشاعر، حيث يفيد هذا الأمر كثيراً في تقليل التوتر، كما ثبت أنه يحسن الوعي باللحظة الحالية، وهو أمر مهم بشكل خاص للأشخاص الذين يقلقون بشأن الأحداث المستقبلية، حتى أن الأبحاث وجدت أن اليقظة الذهنية يمكن أن تغير أجزاء من الدماغ للمساعدة في تحسين الوعي الذاتي بمرور الوقت.
  • تكرير الألفاظ المُطمئنة: الألفاظ المُطمئنة هي إصلاحات قصيرة المدى لا ترتبط بالراحة الدائمة، إلا أنها تساعد في التخفيف من استجابة الخوف المتوقعة، مع قولها بالتكرار مثل، أنا بأمان، ولن يحدث لي شيء سيئ، وكل شيء سيكون على ما يرام، فقد تم ملاحظة فعالية قول مثل هذه الألفاظ في حل مشكلة الخوف من المستقبل.
  • ممارسة الرياضة: يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة، وخاصة تجربة أشكال جديدة من التمارين، كتمارين اليقظة الذهنية؛ مثل اليوجا، في إبقائك واعٍ للأحداث في الوقت الحاضر، وبهذه الطريقة تضطر إلى التفكير في المهمة المطروحة حاليًا، بدلاً من القلق بشأن المستقبل.
  • الاحتفاظ بدفتر يوميات: يمكن أن يساعد الاحتفاظ بدفتر اليوميات على محاربة التحيز في الإدراك المتأخر، فعندها ستنشغل بالتفكير في السيطرة بشكل أفضل على الأحداث الحاضرة، كما يمكن أن يساعد التدوين في تجنب أفكار سلبية، كفكرة أنّ الماضي كان أكثر مثالية.
  • البحث عن معالج: يجب إيجاد معالج لنفسك إذا كنت تعاني من خوف استباقي شديد نتيجة صدمات سابقة، أو لسبب آخر تمامًا، حيث سيكون من المفيد البحث عن معالج متخصص في علاج القلق والصدمات واضطراب ما بعد الصدمة.


المراجع

  1. ^ أ ب Brittany Loggins (7/12/2021), "Living in Fear of the Future: What to Do", verywellmind, Retrieved 19/1/2022. Edited.
  2. "5 Tips to Manage Anticipatory Anxiety", eugenetherapy, Retrieved 22/3/2022. Edited.
5862 مشاهدة
للأعلى للسفل
×