محتويات
نبذة عن سورة الحجرات
نزلت سورة الحجرات في السنة التاسعة من الهجرة، وبالتالي هي سورة مدنيّة باتفاق أهل العلم، عدد آياتها ثماني عشرة آية، وهي السورة التاسعة والأربعون بحسب ترتيب المصحف العثماني، نزلت بعد سورة المجادلة وقبل سورة التحريم، لم تُعرف إلا باسم الحجرات، وسُميت به في المصحف والسنة وكتب التفسير بسورة الحجرات؛ ووجه تسميتها أنه ذُكر فيها لفظ الحجرات، إذ نزلت في قصة نداء بني تميم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من وراء حجراته.[١]
الدروس والعبر المستفادة من سورة الحجرات
تتضمن سورة الحجرات الكثير من الدروس والعبر، منها:[٢][٣]
- وجوب تقديم أمر الله وأمر رسوله، ويكون ذلك بالتمسّك بكتاب الله وسنّة نبيّه المصطفى وما فيهما من أحكام وأوامر ونواهي، بحيث تكون هي الفاصلة والحاكمة لحياة المسلم، ولها الأولوية على غيرها من الأعراف والتقاليد والمحدثات من الأمور.
- تعليم المسلمين بعض ما يجب عليهم من الأدب مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في معاملته وخطابه وندائه، تعظيمًا لقدره الشريف، واحترامًا لمقامه السامي، فهو ليس كعامّة الخلق، ومقامه يفرض على الناس إظهار التبجيل والتوقير.
- بيّنت السورة أهم دعائم المجتمع الفاضل في ذِكر أهميّة التثّبت والتحقق عند نقل الأخبار والأحاديث، فلا يعتمد المسلم على الكلام الشائع الذي يلوكه الناس دون فهم أو بصيرة، كما تحثّ السورة على عدم سماع الشائعات خاصّة إذا صدرت من شخص غير عدل.
- تعظيم عبادة إصلاح ذات البين، وحثُّ المؤمنين على الإصلاح بين المتخاصمين منهم، اعتبارًا لمفهوم الإخوة الذي يجمعهم، ودفع عدوان الباغين.
- بيّنت السورة صفات المجتمع المسلم نظيف المشاعر، لا يتعرّض فيه أمن الناس وكرامتهم لأي مساس، فحذّرت من السخرية والهمز واللمز والتنابز بالألقاب، ونفّرت من الغيبة، ونهت عن التجسس وإساءة الظن بالآخرين، ودعت إلى مكارم الأخلاق والفضائل الاجتماعيّة.
- ذكرت السورة أن الله عزّ وجلّ خلق عباده من ذكر وأنثى، وفرّقهم في شعوب وقبائل بغرض التعايش والتعارف، لا ليتفاخروا بالألقاب والأنساب والأوطان، وبيّنت الآية أن معيار الأفضيّة عند الله هو التقوى ولا شيء سواها.
- خُتمت السورة بالحديث عن الأعراب، الذين ابتدأت السورة بذكرهم، والذين ظنّوا أن الإيمان بالله عبارة عن كلمة تُقال باللسان فقط، وجاؤوا بذلك يمنّون على الرسول بإيمانهم، وقد وضّحت الآية على لسان النبي صلّى الله عليه وسلّم حقيقة الإيمان، وحقيقة الإسلام، وشروط المؤمن الذي جمع بين الإيمان في قلبه، وبين العمل الصالح والإخلاص والاجتهاد فيه إلى الله تعالى.
أهمية سورة الحجرات
هذه السورة في غاية الأهمية لما تضمنته من مبادئ إسلامية عامة وتوجيهات وآداب أخلاقية على صعيد النفس والمجتمع، فقد وضعت منهجاً راقياً للتعامل بين الناس، ورسمت حدوداً للعلاقات، وحفظت لكل إنسان حقوقه، وشكلت دستوراً كاملاً في التربية والأخلاق والتشريع، فهي تبني من خلاله مجتمعاً مؤمناً سليماً يتمتع بالأدب والذوق الرفيع، بالإضافة إلى التمتع بالحكمة والعقلانية وعدم الانجرار وراء الشائعات والأقاويل دون تثبت وتبين من الحقائق، وهذا هو شأن المجمع المسلم المؤمن الذي يحفظ حق الله وحق عباده.[٤]
المراجع
- ↑ الشيخ ناصر بن سليمان العمر، سورة الحجرات دراسة تحليلية وموضوعية، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ نجلاء السبيل، وقفات تربوية مع سورة الحجرات، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ د. فارس العزاوي، "دروس منتقاة من سورة الحجرات"، الألوكة . بتصرّف.
- ↑ "دروس من سورة الحجرات"، إسلام ويب. بتصرّف.