محتويات
الدروس والعبر المستفادة من سورة المزمل
سأذكر بعض الدروس والعبر المستفادة من سورة المدثر فيما يأتي:[١]
- كانت حالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بداية البعثة عن الخوف مما قد حدث له، وهذا جليّ فيما بدأت به السورة من وصف رسول الله بالمتدثر بغطائه، وفي سورة المزمل بالمتزمل، فهنا يدرك المسلم ما مرّ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليوصل الرسالة الربانية.
- يحرص المسلم على أن يُطهّر قلبه وجسده من كل نجس حسّي ومعنوي، قبل أن يبدأ بهمة الدعوة إلى الله -تعالى- فهو القدوة لغيره.
- يستبشر المؤمن بأن نهاية الكافرين المفسدين في يوم القيامة ستكون عسيرة مهما علوا واستكبروا في الأرض، وبالتالي الجزاء الحسن سيكون للمؤمنين المحسنين.
- يدرك المسلم بأن النعم تزول بالكفر، وتزيد بالشكر، فيحرص المسلم على أن يؤدي حق الله تعالى في شكر النعمة.
- يحرص المسلم على أن يواجه ما يلاقيه من صعاب في طريق الدعوة بالصبر والتوكل على الله.
- يحرص المسلم على أن يكون ممن اصطفاهم الله -تعالى- لقيام الليل.
مضامين سورة المزمل
اشتملت السورة الكريمة على محاور رئيسيّة، ومنها ما يأتي:[٢]
- أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقيام الليل وما لذلك من تهيئة رسول الله لأمر الدعوة، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلا نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلا).[٣]
- أمر رسول الله بالاستعانة على تكاليف الدعوة ومشاقها بقراءة آيات الله بتأن، قال -تعالى-: (أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا).[٤]
- أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتحمل مشاق الدعوة وتصدّي الكافرين، بالصبر والرد الحسن لهم، قال -تعالى-: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا).[٥]
- التطرق للعذاب الذي ينتظر المكذبين بدعوة رسل الله -صلى الله علي وسلم-، قال -تعالى-: (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلا إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالا وَجَحِيمًا وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا).[٦]
- الحديث عن بعض الظواهر الكونية الدالة على قدرة الله -تعالى-، قال -تعالى-: (يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلا إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولا فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلا فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولا).[٧]
- التخفيف عن المؤمنين والضعفاء من قيام كامل الليل، قال -تعالى-: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ).[٨]
سبب نزول سورة المزمل
ورد في سبب نزول سورة المزمل بأن الوليد بن المغيرة سأل سادة قريش عن رسول الله وما جاءهم به، فدار بينهم نقاش وحوار، منهم من قال إنه كاهن، أو ساحر، أو مجنون واستقر الرأي على أنه ساحر وجاء بسحر، فبلغ رسول الله -صلى الله عليه والسلام- ما قد جرى، فحزن لذلك، وتغطى بغطاءٍ، فنزلت الآيات الكريمة الآمرة إيّاه بأن يبلغ رسالة الله -تعالى-.[٩]
المراجع
- ↑ سعيد حوى، كتاب الأساس في التفسير، صفحة 6200-6205. بتصرّف.
- ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 237-241. بتصرّف.
- ↑ سورة المزمل، آية:1-3
- ↑ سورة المزمل، آية:4
- ↑ سورة المزمل، آية:8-10
- ↑ سورة المزمل، آية:11-13
- ↑ سورة المزمل، آية:14-18
- ↑ سورة المدثر، آية:42-46
- ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 217. بتصرّف.