الدغدغة تنشط مناطق حيوية في الدماغ

كتابة:
الدغدغة تنشط مناطق حيوية في الدماغ

الدغدغة

ما هي الدغدغة؟

كانت ولا زالت فوائد الضحك مدهشةً إلى حدٍ كبير، فمنهم من قال أنّ الضحك أفضل دواءٍ يُمكن الحصول عليه، بالإضافة إلى وصفه على أنّه إكسيرٌ لحياةٍ أطول، وبالإمكان اعتبار الدغدغة على أنّها إحدى الطرق التي يُمكن من خلالها استنباط الضحك بشكلٍ إجباريّ، وقد أثبتت العديد من الأبحاث فعاليّة الدغدغة كإحدى الطرق العلاجيّة الغير تقليديّة، ليلجأ الكثيرون إلى حجز مواعيدٍ في العيادات المُختصّة التي توظّف عمليّة الدغدغة بطريقةٍ تجعلها فعّالة لتقليل أعراض العديد من الأمراض.[١]

بالإضافة إلى تأثيره على الصحّة العامّة إيجابًا، إذ يستخدم المعالجون في هذه العيادات الريش الناعم وأطراف الأصابع كأدواتٍ أساسيّةٍ للتطبيق العمليّ على بعض مناطق الجسم والتي ينتج عنها الشعور بالوخز وتحفيز الرغبة بالضحك بشكلٍ لا إراديّ، فيتبع ذلك تنشيط بعض مناطق الدماغ في آليّةٍ سيطول شرحها في ما يتبع من المعلومات الواردة في المقال.[١]


فوائد الدغدغة الصحية

هل للدغدغة أثر إيجابي على صحة الفرد؟

برزت فوائد الدغدغة عند إجراء التجارب المُتعلّقة بتحفيز العصب الحائر من خلال تعريضه إلى تيارٍ كهربائيّ، ليؤدي إلى تكوين شعورٍ يُشبه الدغدغة، ويؤثر بذلك على الجهاز العصبي الاإرادي المسؤول عن وظائف مُتنوّعة في الجسم، لتنتج الفوائد الآتية ذِكرها:[٢]

  • العمل على تنظيم وموازنة نظام الجهاز العصبي الاإرادي، ليتمّ بذلك تنظيم ضغط الدم، بالإضافة إلى درجة الحرارة ونبضات القلب.
  • أثبتت النتائج القائمة على دراسة تأثير العلاج القائم على عمليّة الدغدغة، بأنّه يؤدي إلى تحسّن الصحّة العقليّة وأنماط النوم.
  • قد لاحظ الكثير من الأطباء والمُختصين دور الدغدغة في تشخيص أو علاج أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى مرض الزهايمر والسكّري من النوع الثاني.


الدغدغة تنشط مناطق حيوية في الدماغ

كيف تؤثر الدغدغة على صحة الدماغ؟

بالإمكان وصف الدغدغة على أنّه ذلك الشعور الذي يؤدي إلى التحفيز للضحك حتى البكاء، ليؤدي إلى تنشيط بعض مناطق الدماغ كنتاجٍ للضحك الذي يُثار عن الدغدغة، لذلك من المهم ذِكر تأثير الدغدغة على مناطق الدماغ، والذي تمّ قياسه باسخدام أشعّة الرنين المغناطيسي الكاشفة عن الأماكن التي تدفّق إليها الدم بشكلٍ كثيف بعد القيام بعمليّة الدغدغة، وكانت المناطق التي تمّ التأثير عليها الآتية ذِكرها:[٣]

  • التأثير على منطقة الدماغ المسؤولة عن تنظيم الردود العاطفيّة، كالبكاء، وتقع هذه المنطقة في القشرة الحسيّة الحركيّة الأساسيّة، والتي تُشارك في تنظيم حركات الوجه.
  • تنشيط منطقة ما تحت المهاد، وهو الجزء المسؤول على تنظيم العديد من وظائف الجسم.
  • أشارت العديد من الأبحاث على تأثير الدغدغة بتنشيط أجزاء الدماغ المسؤولة على إبراز ردّ الفعل الدفاعيّ عند الإصابة بالألم والمُرتبط مع مُستقبلاته بشكلٍ مُباشر.
  • ينطوي على الشعور بالضحك كنتاجٍ لعمليّة الدغدغة تنشيط مناطق الدماغ التي سبق وشوهد تأثّرها نتيجة الضحك الفكاهي، ولكن بدرجةٍ أقل من قرينه، إذ إنّه لا يعمل على تنشيط مركز المُتعة في الدماغ.


حقيقة تأثير الدغدغة على التقدم في العمر

ما هي علاقة الدغدغة بالتقدم في العمر؟

أثارت نتائج الأبحاث السريريّة التي أُجريت على العديد من رواد العيادات المُختصّة بتطبيق العلاج بالدغدغة الإعجاب والدهشة، وقد قامت الجلسات العلاجيّة بتطبيق الدغدغة عبر استخدام التيار الكهربائي بفولتيّةٍ مُنخفضةٍ في منطقة الأذن، إذ تمّ تشبيه هذه المنطقة بالبوابة المُساعدة على التحكّم بتوازن التمثيل الداخلي في الجسم دون الحاجة إلى تعاطي الأدوية الكيميائيّة أو اتخاذ الإجراءات الإحترازيّة، ليُعيد بذلك توازن الجهاز العصبي المركزي، والقلّة من حدّة آثار الشيخوخة على من هم أكبر من 55 عامًا.[٤]


وأدى التعرّف على الآليّة إلى وضوح الصورة الكبيرة المُتعلّقة بتأثيره على الأمراض المُزمنة المُرتبطة بالتقدّم في العمر، كأمراض القلب والرجفان الأذيني، لينتج عن ذلك القدرة على مُساعدة الأشخاص على التقدّم في السن بشكلٍ صحيّ، إذ تستمرّ مدّة العلاج لاسبوعين مُتتاليين، لتنطوي آليّة العلاج على تحفيز العصب الحائر عبر الجلد باستخدام تيّارٍ كهربائيّ ذو فولتيّةٍ مُنخفضة من جهة، ومن جهةٍ أُخرى قادرة على تحفيز إرسال بعض الإشارات عبر الجهاز العصبي إلى المُستقبلات المُختصّة في الجسم، بالإضافة إلى تأثير العلاج المرتبط بشكلٍ كبير بالشيخوخة، فيعمل على إبطاء تأثيرها على كبار السن بدرجةٍ كبيرة.[٤]


حقائق حول الدغدغة

آثرت لتكون الدغدغة أحد أهم الطرق ذات الفائدة المُرتكزة بتأثيرها على الصحّة الجسديّة والنفسيّة على حدٍ سواء ، وذلك من خلال تأثيرها على النهايات العصبيّة الواقعة في الجلد وإشراكها في عمليّة إرسال الرسائل المُنشطة إلى المناطق المسؤولة على تنظيم الحركة أهمّها المُخيخ، وعليه من الواجب ذِكر بعض الحقائق حول الدغدغة بشكلٍ أشمل في الوارد ذِكره:[١]

  • قد تُساعد الدغدغة في بناء العلاقات: لا تُثير الدغدغة الضحك فحسب، بل أثبتت قدرتها على بناء العلاقات الاجتماعيّة، إذ لاحظ العلماء ذلك على رأسهم الخبير في نظريّة التطوّر تشارلز داروين أثناء القرن التاسع عشر أنّ الدغدغة تُساعد في بناء آليّة للترابط الاجتماعي، فعندما تقوم الأم بدغدغة أطفالها على سبيل المثال، يؤدي ذلك إلى شعورهم بالسعادة والألفة والزيادة في التواصل الحسّي.
  • إنذار الجسم: من الحقائق التي شاع صيتها والمُرتبطة بالدغدغة هي أنّها لافتةٌ للانتباه إلى بعض المُحفزات الخارجيّة، ويبرز ذلك من خلال بعض أنواع الدغدغة التي تتشكّل كردة فعلٍ لاإراديّة يقوم بها الإنسان والحيوان.
  • لا يُمكن تطبيق الدغدغة ذاتيًّا: ويكمن السبب في ذلك إلى أنّ الدماغ قادر على التنبؤ بالإحساس الذي يحدث بشكلٍ ذاتيّ، مما أدى إلى تثبيط الاستجابة للفعل.
  • مناطق الدغدغة: بالإمكان تطبيق الدغدغة على مناطق مُعيّنة في الجسم، إذ تُعد هذه الخاصيّة مُشتركة بين مُعظم البشر، وعادةً ما تكون هذه المناطق حساسة للغاية، كالمنطقة المُمتدّة من الإبطين إلى الخصر، بالإضافة إلى باطن القدمين وفتحات الأذن الخارجيّة وغيرها من المناطق.
  • انخفاض الشعور بالدغدغة مع التقدم بالعمر: أثبتت العديد من الدراسات إلى أنّ الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن ال40 هم أكثر عرضةً للإحساس بتأثير الدغدغة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Tickle Me Pink: 12 Fun Facts About Tickling", www.everydayhealth.com, Retrieved 2020-05-08. Edited.
  2. "Brain Area for Ticklish Laughter Found", www.livescience.com, Retrieved 2020-05-08. Edited.
  3. "Brain Area for Ticklish Laughter Found", www.livescience.com, Retrieved 2020-05-08. Edited.
  4. ^ أ ب "Tickle therapy could help slow aging research suggests", www.sciencedaily.com, Retrieved 2020-05-08. Edited.
3819 مشاهدة
للأعلى للسفل
×