الدواء والغذاء - علاقة لا مفر منها!

كتابة:
الدواء والغذاء - علاقة لا مفر منها!

العلاقة الأكثر أهمية بالنسبة لفعالية الدواء هي العلاقة بين الأدوية الشائعة،والنشاط البشري الأكثر شيوعا- تناول الغذاء. بكلمات أخرى العلاقة بين الدواء والغذاء.

 هذا المقال برعاية مؤتمر الشرق الاوسط وشمال أفريقيا للصناعات الدوائية

معظم الأدوية، وبالطبع الأدوية الشعبية المنتشرة، تعطى عن طريق الجهاز الهضمي. لذلك فان العلاقة الأكثر أهمية لفعالية الدواء هي العلاقة بين الأدوية الشائعة، والنشاط البشري الأكثر شيوعا - تناول الغذاء. بكلمات أخرى العلاقة بين الدواء والغذاء.

المضادات الحيوية

"حبتين بعد وجبات الطعام" ربما تكون التعليمات الأكثر شيوعا في حالة المضادات الحيوية، ولكن في أنواع معينة من المضادات الحيوية فان العكس يكون هو الصحيح. من المقبول ربط العلاج بالمضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الفم بتناول الوجبات لعدة أسباب:

1. بما أن وجبات الطعام هي عادة حدث يومي يأتي بفوارق زمنية ثابتة، فان ربط الدواء بتناول الوجبة يقلل من خطر نسيان أخذ الحبة في الوقت المناسب. في حالة المضادات الحيوية، فان الحفاظ على أخذ كل الجرعات كاملة وفي الوقت المناسب، مهم بشكل خاص: عدم المحافظة على أخذ الدواء يزيد من خطر تطور سلالات مقاومة من البكتيريا في جسمكم.

2. الرأي السائد في الأوساط العلمية (والذي لم يثبت تماما من الناحية العلمية) هو أن أخذ الدواء مع الوجبة يقلل من بعض الآثار الجانبية. هذا يتعلق بشكل خاص بالآثار الجانبية المرتبطة بالجهاز الهضمي (الآثار الجانبية التي تميز كل أنواع المضادات الحيوية).

مع ذلك، فهناك مجموعة من المضادات الحيوية التي يمكن استثناءها من هذه القاعدة. تلك هي الأدوية من نوع رباعية الحلقات، والتي تشمل الدوكسيسايكلين، تترا– تسكلين،  المونوتسكلين وغيرها. هذه الأدوية ينبغي أن تؤخذ بفاصل زمني لا يقل عن ساعتين من الوجبة. ولهذه التعليمات عدة أسباب.

أولا، هذه الأدوية تعالج العضلة العاصرة العلوية في المعدة، والتي وظيفتها منع محتويات المعدة من الصعود إلى المريء. بما أن محتويات المعدة حمضية جدا، فان صعودها الى المريء يضر ببطانة المريء الحساسة نسبيا (والذي يظهر في بعض الأحيان كشعور بالحرقة). لذلك فمن المهم الحفاظ على الفصل بين تناول الطعام وتناول الأدوية رباعية الحلقات حتى ولو لم تعانوا أبدا من الحرقة.

بالمناسبة، لهذا السبب بالضبط يوصى بالإكثار من شرب الماء وتجنب الاضطجاع بعد أخذ الأدوية رباعية الحلقات.

ثانيا، الأدوية رباعية الحلقات يتم امتصاصها بشكل أقل عند وجود أيونات معينة، بما في ذلك الكالسيوم، الحديد، المغنيسيوم وغيرها. بما ان هذه الأيونات موجودة تقريبا في كل نوع من الوجبات، فيفضل بالفعل الفصل قدر الإمكان بينهما.

الحديد

من أكثر الأمثلة التي تجسد علاقة الدواء والغذاء هي نقص الحديد.السبب الأكثر شيوعا لفقر الدم هو نقص الحديد. ونتيجة لذلك فان العديد من المرضى، خاصة النساء في سن الإنجاب، يوصين بأخذ مكملات الحديد بشكل منتظم.

إعطاء الحديد عن طريق الجهاز الهضمي يعتبر أكثر أمانا من الوريد. ولكن، على العكس من أخذه عن طريق الوريد، حيث يمتص كل الحديد في مجرى الدم، فان امتصاص الحديد الذي يأخذ عن طريق الفم يتأثر إلى حد كبير من وجود مواد غذائية أساسية أخرى في نفس الوجبة. هكذا على سبيل المثال، فان البيئة الحمضية تساعد في امتصاص الحديد. الحمض الموجود في الحمضيات، بعض أنواع التوت البري، ملح الليمون، الخل وحتى فيتامين C يساعد على امتصاص الحديد. ومع ذلك، ليست كل الأحماض تساعد على امتصاص الحديد. حمض بتي Petey acid، الموجود في الصويا على سبيل المثال، يعرقل امتصاص الحديد. وبشكل عام يفضل فصل تناول الصويا عن الحديد، لأنه وفقا لدراسات مختلفة فان تأثيرها في عرقلة امتصاص الحديد كبير للغاية.

كذلك، فان الأطعمة الأساسية تعرقل امتصاص الحديد عن طريق الفم. وتشمل هذه المنتجات الألبان على أنواعها، المنتجات التي تحتوي على الصودا وغير ذلك. أيضا، الأدوية التي تقلل من حموضة المعدة (مثل اللوسك وأمثاله، مضادات الهيستامين، وغيرها) تؤثر سلبيا على امتصاص الحديد من الغذاء.

المكونات الأخرى الموجودة في الخضراوات والشاي، مثل البوليفينولات، تعرقل بشكل كبير امتصاص الحديد. أخذ مكملات الحديد مع شرب الشاي مع الحليب مثلا تضر كثيرا بالقدرة على امتصاص هذا المكمل الغذائي. إذا كنتم تأخذون هذا المكمل الغذائي مع الوجبة، حاولوا أن تكون الوجبة حامضية نسبيا (سلطة مع الليمون على سبيل المثال) وبفترة زمنية بعيده بقدر الامكان من أخذ الأدوية التي تؤثر على حموضة المعدة.

5715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×