الدول التي تعاقبت على حكم المغرب

كتابة:
الدول التي تعاقبت على حكم المغرب

موقع المغرب

المغرب جغرافيًا يمتد من حدود مصر الغربيّة حتى المحيط الأطلسيّ، وترتبط جغرافية بلاد المغرب بِمُناخ وطبيعة بيئية واحدة، وتمتاز الجغرافيا المغربيّة بوجود جبال الأطلس المُميّزة، المُمتدة من جهة الجنوب للمملكة المغربيّة الحاليّة، وتمتاز جبال الأطلس بوفرة المياه التي ساهمت في جعل هذه الجبال خضراء مُكتسية بكم وافر من الخضروات، وأيضًا ما يُميّز بلاد المغرب توافر سُبل الحياة التي تقوم على أساسها البُلدان، هذا ما أدى إلى ظهور العديد من الدول التي تعاقبت على حكم المغرب، وكان البربر من أقدم سكان المغرب، وهذا المصطلح ممتد من الفترة اليونانية ويُشير إلى الجماعات التي لا تتحدث اللغة الإغريقية، وبهذه الجغرافيا كانت بلاد المغرب.[١]

المغرب في العصور القديمة

كان للمغرب جذور تاريخية في العصور القديمة قبل الدول التي تعاقبت على حكم المغرب في العصر الإسلاميّ، فقد امتدّ تاريخ المغرب إلى عصور ما قبل التاريخ، وقد قامت بها حضارات تعود لفترة العصرّ الحجريّ مثل الحضارة الآشولية، وما أثبت قيام هذه الحضارة المُكتشفات الأثرية التي كانت من مدينة الدار البيضاء، وأيضًا كانت الحضارة الموستيرية في العصر الحجريّ الأوسط، وأيضًا تطور الإنسان القديم في المغرب وانتقل إلى حياة الزراعة والاستقرار والتمدن في العصر الحجريّ الحديث بعد اعتماده على الترحال والتنقل من مكان إلى آخر.[٢]

الفتح الإسلامي للمغرب

بدأت عمليات الفتح الإسلاميّ للمغرب والذي مهدّ لقيام الدول التي تعاقبت على حكم المغرب، وكانت بداية الفتح في عهد الخلافة الراشدة وقد تم فتح إقليم برقة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وأيضًا فتح الصحابيّ عمرو بن العاص طرابلس، كما تم فتح كامل ولايات إفريقيا في عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، ولكن حركة الفتوحات التي كانت تهدف إلى فتح بلاد المغرب توقّفت بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وعند قيام الدولة الأموية في بلاد الشام واستقرار أوضاعها تمت العودة لاستكمال فتح بلاد المغرب، وكان الفتح الإسلاميّ لبلاد المغرب أثر في دخول البربر للإسلام، وأيضًا في ظهور الدول التي تعاقبت على حكم المغرب.[٣]

الدول التي تعاقبت على حكم المغرب

كان الاستقرار البشريّ وتوافر عوامل قيام الدول له الأثر الكبير في قيام الدول التي تعاقبت على حكم المغرب، وخصوصًا بعد الفتح الإسلاميّ للمغرب، إذ برزت العديد من الدول التي تعاقبت على حكم المغرب، وفيما يأتي ذكر أبرز هذه الدول:[٢]

دولة الادارسة

كانت دولة الأدارسة من الدول التي تعاقبت على حكم المغرب، وهي من أوّل الدول العلوية، وقد أسس دولة الأدارسة في المغرب إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-، وكانت دولة الأدارسة من الدول المستقلة عن الدولة العباسية في تلك الفترة، وكان لمؤسس دولة الأدارسة إدريس بن عبد الله دور مهم في ثورة العلويين التي قامت بالحجاز ضد الدولة العباسية، وبعد وفاة مؤسس دولة الأدارسة إدريس الأوّل، كان الحكم لابنه إدريس الثاني ولكنه كان طفلًا صغيرًا تولّى أموره مولى مؤسس دولة الأدارسة التي كانت من الدول التي تعاقبت على حكم المغرب، حتى كبر إدريس الثاني واستلم الحكم رسميًا عام 192هـ.[٤]

الدولة الرستمية

قامت الدولة الرستمية في المغرب الأوسط على يد مؤسسها عبد الرحمن بن رستم، وكان في هذه الدولة يُطبّق مبدأ الشورى، مما يدل على انتشار العدل لديهم، وقد اتخذت الدولة الرستمية وهي من الدول التي تعاقبت على حكم المغرب مساحة جغرافية للدولة امتدت من حدود مصر الشرقية إلى مدينة تلمسان، وقد استمر حكم الرستميين حتى عام 296هـ، وقد حكم مؤسس الدولة الرستمية عبد الرحمن بن رستم من عام 144هـ حتى عام 168هـ، وخلفه في الحكم ابنه عبد الوهاب بن عبد الرحمن الذي حكم الدولة الرستمية وهي من الدول التي تعاقبت على حكم المغرب مدة 20 سنة.[٥]

دولة الأغالبة

ثبت أركان دولة الأغالبة وهي من الدول التي تعاقبت على حكم المغرب إبراهيم بن الأغلب، وقد كان إبراهيم بن الأغلب ابن أحد قادة الجيش العباسيّ، وقد أعُطي هذا القائد العديد من المناطق في المغرب، وقد حكم إبراهيم بن الأغلب وكان له الدعم من الخليفة العباسيّ هارون الرشيد، وكان يهدف الخليفة هارون الرشيد من ذلك عدم انفصال إبراهيم بن الأغلب واستقلاله كما حدث في الدول المستقلة عن الدولة العباسية، وبعد وفاة إبراهيم بن الأغلب تسلّم الحكم عبد الله بن إبراهيم عام 196هـ، واستمرت دولة الأغالبة وهي من الدول التي تعاقبت على حكم المغرب حتى سقطت على يد الفاطميين.[٦]

الدولة الفاطمية

الدولة الفاطمية من الدول التي تعاقبت على حكم المغرب، وقد أسس هذه الدولة عبيد الله المهديّ بعد القضاء على دولة الأغالبة، وكانت عاصمة الدولة الفاطمية الأولى القيروان، من ثم انتقلت العاصمة إلى مهدية تونس، وقد خاضت الدولة الفاطمية العديد من الصراعات منها مع الخلافة العباسيّة، والدولة الأموية في الأندلس، وبعد حكم الفاطميين في المغرب، قرّر المُعزّ لدين الله الفاطمي أن يمدّ حدود دولته ويحكم مصر، وبالفعل تمّ ذلك وتمّ بناء مدينة القاهرة على يد القائد جوهر الصقليّ عام 358هـ، وقد كان للدولة الفاطمية وهي من الدول التي تعاقبت على حكم المغرب تاريخ طويل في المنطقة، وكان أيضًا هناك العديد من الدول التي قامت في المغرب لكن تم ذكر أبرز الدول التي تعاقبت على حكم المغرب.[٧]

أبرز معالم المغرب

لقد تركت الدول التي تعاقبت على حكم المغرب العديد من الآثار المهمة والماثلة للعيان في الوقت الحاضر، ومن أبرز المعالم في بلاد المغرب صومعة حسان، وهو من المساجد الكبيرة التي شُيدّت في عهد دولة الموحدين، ويتميّز المسجد بزخرفته الإسلاميّة المُستمدّة من بلاد الأندلس، وقد تعرّض المسجد لزلزال قويّ عام 1755م، ويُعدّ المسجد من شواهد الحضارة المغربيّة، ومن الآثار التي تركتها الدول التي تعاقبت على حكم المغرب.[٨]

المراجع

  1. د. حسين مؤنس (2000)، معالم تاريخ المغرب والأندلس (الطبعة الخامسة)، القاهرة: دار الرشاد، صفحة 24-25-26-28. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "تاريخ المغرب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
  3. "الفتح الإسلامي للمغرب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
  4. كليفورد بوزورث (1995)، الأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة الشراع العربي، صفحة 45-46. بتصرّف.
  5. "الدولة الرستمية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
  6. "دولة الأغالبة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
  7. "الفاطميون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
  8. "صومعة حسان"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
7648 مشاهدة
للأعلى للسفل
×