الدولة الرستمية

كتابة:
الدولة الرستمية

الدولة الرستمية

مؤسس الدولة الرستمية

بويع عبد الرحمن بن رستم ليكون إماماً للدولة الإباضية الرستمية في المغرب، وكان معلمه أبوعبيدة وهو مسلم بن أبي، فعندما انتهى من تعليمه قام بنشر المذهب الإباضي، ثم عين نائباً على مدينة القيروان، فأصبح لديه الخبرة في الإدارة والتعامل مع الناس وظروفهم، وقام بمحاربة الدولة العباسية، وجمع الدولة الإباضية، وكان يصبر على الشدائد ويلتزم بالقرآن والسنة.[١]

وعندما اختار الناس عبد الرحمن بن رستم للإمامة اشترط عليهم الطاعة له، وقد أمر مجموعة من الخوارج الإباضية ببناء مدينة تاهرت في الجزائر؛ بقيادة الإمام عبد الرحمن بن رستم، لتكون عاصمة للدولة الرستمية.[٢]

تولّي ابنه عبد الوهاب الإمامة

وقد دخل في طاعته العديد من القبائل، وفي عهده ازدهرت الدولة الرستمية، وشاع العدل والاستقرار والأمان، وعندما أحس بقرب أجله أوصى لسبعة أشخاص من أفضل رجال الدولة الرستمي لتولي الخلافة من بعده؛ ومنهم ابنه عبد الوهاب، وقد بويع ابنه على الخلافة، فنشأ خلاف بينه وبين ابن فنديك، وفي ذلك الوقت انقسمت الإباضية؛ والتي هي ديانة ابن رستم ومن معه إلى قسمين:[٣]

  • القسم الأول: سميت الوهابية نسبة إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم.
  • القسم الثاني: النكارية.

وقامت بين الطرفين العديد من المعارك وانهزمت النكارية، وقتل زعيمها ابن قنديرة؛ وبسبب ضعفهم انضموا إلى الواصلية المعتزلة، فكان عصره مليئاً بالثورات القبيلة والمذهبية، وأراد عبد الوهاب أن يذهب إلى الحج؛ لكن أتباعه نصحوه بعدم ذهابه كي لا يقع أسيراً لدى الدولة العباسية، ثم توفي.[٣]

تولّي أفلح بن عبد الوهاب الإمامة

جاء من بعده ابنه أفلح عبد الوهاب، وبايعه الشعب على الإمامة، وكان ذا صفات حسنة، وكان تعيينه من والده الذي اختاره للإمامة بسبب ما كانت تمر به البلاد، فكان الكثير من الأعداء محيطين بمدينة تهيرت؛ فلا بد من وجود رجل قوي ليقاتلهم، وامتاز عصره بالاستقرار، وازدهرت الدولة ونشطت التجارة، وقد توفي بسبب حزنه الكبير على ابنه أبي اليقظان؛ الذي كان في يد العباسيين.[٤]

تولّي أبي بكر بن أفلح الإمامة

ثم تولى الإمامة أبو بكر بن أفلح بن عبد الوهاب، بعد أبيه أفلح وبدل أخيه أبا اليقظان، وقد كان منغمساً في النعيم والترف، وعند خروج أخيه أبي اليقظان جاء فشاركه في الحكم، ثم قام أبو بكر بقتل رجل ذي شخصية قوية بالعاصمة؛ اسمه محمد بن عرفة ليتخلص منه، فأدى ذلك إلى صراعات بين الطوائف، وأدى إلى هزيمة حكام الدولة الرستمية، واعتزالهم الإمامة.[٥]

القضاء على الدولة الرستمية

ثم استلم أبو يقظان زمام أمور الدولة الرستمية، وكان له مجلس شورى، وكان يسمع لشكاوى شعبه فاستقرت الأوضاع في عهده حتى توفي، ثم تولى من بعده ابنه الحكم، وحدثت الكثير من الخلافات، وتكاتفت الشيعة والخوارج ضد الدولة الرستمية، واستطاع أبو عبد الله الشيعي من بسط نفوذه على المغرب، واستولى على الأموال وقضى على الدولة الرستمية.[٦]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، صفحة 108. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين بإشراف علوي بن السقاف، الموسوعة التاريخية الدرر السنية، صفحة 478. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد بن سعد الشويعر، تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية، صفحة 19-20. بتصرّف.
  4. مجموعة من مؤلفين، موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، صفحة 110. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، موسوعة سفير التاريخ الإسلامي، صفحة 111. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، موسوعة سفير التاريخ الإسلامي، صفحة 115. بتصرّف.
4462 مشاهدة
للأعلى للسفل
×