محتويات
تاريخ شمال إفريقيا الإسلامي
تتابعتِ الدول الإسلاميّة في شمال إفريقيا، من مصر إلى المغرب العربي منذ دخول المسلمين إلى مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فمصر على سبيل المثال عاشت تحت حكم الأمويين والعباسيين والفاطميين والمماليك والإخشيديين والأيوبيين والعثمانيين، والقسم الآخر من شمال إفريقيا أيضًا عاش تحت حكم الأمويين والعباسيين والفاطميين وغيرهم، ثمَّ جاءت الدولة العثمانية التي سيطرت على أغلب مناطق شمال إفريقيا، وهذا المقال سيتحدَّث عن الدولة الفاطمية ما لها وما عليها منذ نشوئها حتَّى سقوطها.
أصل الفاطميين
قبل الحديث عن الدولة الفاطمية ما لها وما عليها، لا بُدَّ من الحديث عن أصل الفاطميين، أصل الفاطميين الذي كان مثيرًا للجدل عبر العصور، والباحث في نسب الدولة الفاطمية سيعتقد أنّ الفاطميين يرجع نسبهم إلى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الخليفة الراشدي الرابع وأول إمام من أئمة الشيعة، وإلى فاطمة الزهراء بنت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلَّا أنَّ مسألة نسب الفاطميين لم تزل مكان اختلاف بين المؤرّخين.[١]
وهذا الخلاف على نسب الفاطميين راجع إلى امتناع الفاطميين عن إعلانِ نسبهم الذي ينحدرون منه، والفاطميون بشكل عام يرجعون إلى عُبيد الله المهدي، وينسب المؤرخون عُبيد الله المهدي إلى الفرس، ومنهم من ينسبه إلى اليهود، وقد اخْتُلِفَ على اسمهِ قبل تولِّيه الدولة الفاطمية، بينما ذهب بعض المؤرخين إلى أنَّ عُبيد الله المهدي من أصل شيعي ويرجع نسبه إلى مُحمَّد بن إسماعيل بن جعفر الصَّادق، والله أعلم.[١]
مؤسس الدولة الفاطمية
تشير المصادر التاريخية إلى أنَّ مؤسس الدولة الفاطمية هو عبيد الله بن الحسين المهدي، وهو الذي يرجع نسبه إلى مُحمَّد بن إسماعيل بن جعفر الصَّادق في غالب المصادر، وهو مؤسس الدولة الفاطمية، الدولة الشيعية الوحيدة التي كانت على غرار الدولة الأموية والدولة العباسية في العالم العربي، أمَّا نسب عبيد الله المهدي كما ذكره المؤرخون فهو الإمام الحادي عشر للشيعة الإسماعيلية، وهو عبيد الله بن الحسين الزكي عبد الله الذي يرجع في نسبه إلى فاطمة الزهراء بنت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.[٢]
وقد أنكر نسبه هذا كلٌّ من السيوطي وابن حزم، وقد بدأ الخلاف على نسبه عام 1011م حين أصدر الخلفة العباسي آنذاك وثيقة موقعة من علماء السنة والشيعة في العراق تبيِّن أنَّ نسب عبيد الله يرجع إلى ديصان وليس إلى فاطمة بنت رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام.[٢]
فالأمر في نسبه مثير للجدل، فالمؤيدون للطائفة الشيعية يؤكدون أن نسبه عائد إلى فاطمة، بينما المعارضون للشيعة ينكرون نسبه هذا، وقد قام عبيد الله المهدي بتأسيس الدولة الفاطمية في شمال إفريقيا، حيث أسس دعائم الدولة، ثمَّ تابع من جاء بعده من الخلفاء الفاطميين التوسَّع وبسط السيطرة، حتَّى وصل الفاطميون إلى المغرب الأوسط، ودخلوا مصر أيضًا في عهد المعز لدين الله الفاطمي، ثمََّ أسسوا مدينة القاهرة على يد جوهر الصقلي، والله تعالى أعلم.[٢]
الدولة الفاطمية ما لها وما عليها
في التفصيل في الدولة الفاطمية ما لها وما عليها، الدولة الفاطمية أو العُبيدية نسبة إلى مؤسسها عبيد الله بن الحسين المهدي، هي دولة من دول الخلافة الإسلامية التي قامت في شمال إفريقيا بداية، اتخذت هذه الدولة المذهب الشيعي الإسماعيلي مذهبًا لها، فقامت بتجميع الناس ودعوتهم إلى القتال باسم المهدي المنتظر، وقد نشط الدعاة الإسماعيليون في المغرب العربي بعد مطاردة العباسيين لهم في المشرق العربي، فاستقطبوا الناس من القبائل الأمازيغية والبربرية التي تسكن المغرب العربي وخاصة قبيلة كتامة، ثمَّ أعلنوا قيام خلافتهم.[٣]
وقد شكلت الدولة الفاطمية مساحة واسعة من الأراضي، حيث امتدت من شمال أفريقيا إلى الشرق الأوسط، وسيطرت على الساحل الشمالي لإفريقيا كاملًا، كما أنَّ الخلفاء الفاطميين تمكنوا في وقت لاحق من السيطرة على الشام والحجاز وصقلية مؤسِّسِيْنَ أكبر دولة مستقلة عن الدولة العباسية في المنطقة في ذلك الوقت.[٣]
وقد أسّس الفاطميون مدينة المهدية في تونس عام 912م، وجعلوها في البداية عاصمة لهم، ثمَّ نقلوا عاصمتهم من المهدية إلى المنصوريَّة عام 948م، ثمَّ استطاع الفاطميون تأسيس مدينة القاهرة شمال الفسطاط وجعلوها عاصمة لهم بعد دخلوهم مصر عام 969م، وقد كانت الدولة الفاطمية دولة علمية اهتمَّت بالعلم اهتمامًا كبيرًا، حيث كان الجامع الأزهر ودار الحكمة من أهم مراكز العلم التي يُعلَّم فيها الدين والفقه واللغة، كما أنَّ الفاطميين اهتموا بالعلوم الطبيعية والفلك والطب، فاشتهر في عصرهم علماء كُثر، مثل: الحسن ابن الهيثم، وبعد هذا الازدهار والقوة والسلطان، ولأنَّ القاعدة التاريخية تقول: إنَّ لكلِّ دولة نهاية مهما طال الأجل، سقطت الدولة الفاطمية عام 1171م حيث استقلَّ صلاح الدين الأيوبي بحكم مصر معلنًا عن تأسيس الدولة الأيوبية بعد وفاة آخر الخلفاء الفاطميين أبو مُحمَّد عبدُ الله العاضد لدين الله، والله تعالى أعلم.[٣]
سقوط الدولة الفاطمية
بعد ما جاء من حديث عن الدولة الفاطمية ما لها وما عليها، لا بدَّ في الختام من المرور على سقوط هذه الدولة، حيث تشير الروايات التاريخية إلى أنَّ حالة من البؤس والعذاب والفقر والجوع عمَّت أرجاء مصر مركز الدولة الفاطمية آنذاك، فانتشرت الفوضى وعمَّ البلاء على العباد، يذكر المقريزي في وصفهِ لحالة مصر في تلك الفترة قائلًا: "لم تجدِ البلادُ صلاحًا ولا استقام لها أمر، وتناقضتْ عليها أمورها، ولم يستقرَّ عليها وزير تُحمَدُ طريقتُه ...".[٤]
ومع هذه الفوضى تنحَّى الفاطميون عن الحكم والتزموا قصورهم وتركوا أمر البلاد في يد الوزراء، فأصبح بيد الوزير عزل الحاكم واختيار غيره، فكان تولِّي الوزير بدر الجمالي أمر مصر سقوطًا رسميًا للدولة الفاطمية عام 1071م، ثمَّ وبعد قرن من الزَّمن جاء صلاح الدين الأيوبي وأسقط حكم الوزراء واستقلَّ بحكم مصر بشكل رسميّ عام 1171م معلنًا قيام الدولة الأيوبية في مصر، والله أعلم.[٤]
المراجع
- ^ أ ب "الفاطميون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "عبيد الله المهدي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "الدولة الفاطمية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "سقوط دولة الفاطميين"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.