الذئبة الحمراء في المفاصل

كتابة:
الذئبة الحمراء في المفاصل

الذئبة الحمراء في المفاصل

يُمكن تعريف الذّئبة الحمراء (Lupus) بأنّها مرض مناعي ذاتي مزمن يسبّب الالتهاب في أنسجة الجسم، إذ يصبح جهاز المناعة مفرط النّشاط، ويهاجم الأنسجة السّليمة بالخطأ، مسبّبًا الالتهاب الذي تشمل أعراضه تلف المفاصل، والجلد، وخلايا الدّم، والكليتين، والقلب، والرّئتين، وبسبب طبيعته المرضية المعقّدة يُطلق البعض أحيانًا على مرض الذّئبة اسم مرض الألف وجه، وتشيع إصابة النّساء به أكثر من الرّجال، كما يشيع ظهوره في عمر 15-44 عامًا، وهو لا ينتقل جنسيًا إلى شخصٍ آخر أو يسبّب العدوى بأيّ طريقةٍ أخرى، وفي حالاتٍ نادرة قد تلد الحوامل المصابات بمرض الذّئبة أطفالًا مصابين به، وهو النّوع من الذّئبة الذي يسمّى الذّئبة الوليدية.[١]

يُعد ألَم المفاصل وتورمها وتصلبها من الأعراض الشائعة عند الأشخاص المُصابين بالذئبة الحماميّة في مرحلة معيّنة من المرض، وعادةً ما يؤثر مرض الذئبة الحمراء على مفاصل الرسغ، واليدين، والقدمين، وتجدر الإشارة إلى أنّ تورم المفاصل لا يُسبِّب التلف فيها عادةً، إلا أنَّه عادةً ما يكون مؤلمًا.[٢]


أعراض الذئبة الحمراء في المفاصل

تسبّب الذئبة الحمراء التي تُصيب المفاصل لدى المُصابين بها الشّعور بالألَم، أو التصلُّب، أو الانتفاخ عند الضغط على المفصل، وارتفاع قليل في درجة حرارتها، ممّا يجعلها دافئةً عند لمسها، وتُلاحَظ إصابة المفاصل البعيدة عن منتصف الجسم، كأصابع اليَدين، والمِرفقين، والكوعين، والكاحليَن، والرُكبتين، وأصابع القدمين.

يشعر المُصاب بالذئبة الحمراء بتصلُّب المفاصل عند الاستيقاظ من النوم عادةً، لكنّه يتحسَّن لاحقًا خلال اليوم، لكن يمكن أن يشعر أحيانًا بالتصلُّب في أوقات مختلفة من اليوم، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الذئبة الحمراء غالبًا ما تؤثر على عدة مفاصل على جانبي الجسم، كما عادةً ما يؤثر الالتهاب على مفاصل مماثلة على جانبي الجسم.[٣]


الفرق بين الذئبة الحمراء في المفاصل والتهاب المفاصل الروماتويدي

يُعد ألَم المفاصل المُصاحِب لمرض الذئبة الحمراء أقلّ تأثيرًا في المفاصل مُقارنةً بالألم المصاحب لالتهاب المفاصل الرّوماتويدي، كما ترتبط الذئبة الحمراء بعدد أقل من المصابين الذين يتطور الاضطراب لديهم إلى الإصابة بتشوهات في المفاصل؛ إذ يُقدّر ما نسبته 10% أو أقلّ فقط من الأشخاص المُصابين بالذئبة الحمراء ممّن قد يُصابون بتشوّهات في مفاصل اليَدين والقدمين المُرتبطة بضَعف في عِظامها وغضاريفها.[٣]


علاج الذئبة الحمراء

يتضمّن علاج الذئبة الحمراء فهم الأعراض والعلامات التي يعاني منها المُصاب، فتحديد إذا ما كان ينبغي علاج الأعراض الظّاهرة على المريض والأدوية التي يستخدمها يتطلّب النّقاش مع الطبيب، ومع تقدّم المرض وزيادة الأعراض قد يكون المصاب بحاجة إلى تغيير الأدوية أو جرعاتها، ومن العلاجات الدّوائية الأكثر شيوعًا للتحكّم بأعراض الذّئبة الحمراء ما يأتي[٤]:

  • مضادات الالتهاب الاستيرويدية: تتضمن الأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) دون وصفةٍ طبيّة النابروكسين، والأيبوبروفين، إذ يمكن استخدامها لمعالجة الألم والتورّم والحمّى المرتبطة بالذّئبة الحمراء، كما يمكن الحصول على مضادات الالتهاب اللاستيرويدية الأقوى عن طريق وصفةٍ طبية، وتتضمّن الآثار الجانبية لهذه الأدوية نزيف المعدة، واضطرابات الكلى، بالإضافة إلى ازدياد خطر حدوث اضطراباتٍ في القلب.
  • الأدوية المضادة للملاريا: تُستخدَم بعض مُضادات الملاريا مثل هيدروكسي كلوروكوين (Hydroxychloroquine) للمساعدة على تقليل خطر حدوث نوبات الذّئبة الحمراء التي تزداد فيها الأعراض شدةً، ويمكن أن تتضمّن الآثار الجانبية اضطرابات المعدة، بالإضافة إلى تضرّر شبكية العين في حالات نادرة، لذلك يُوصى بإجراء فحوصاتٍ دورية للعين عند تناول هذه الأدوية.
  • الكورتيكوستيرويدات: يمكن أن يعالج دواء البريدنيزون وأنواع أخرى من الكورتيكوستيرويدات التهاب الذّئبة الحمراء، فغالبًا ما تُستخدَم جرعاتٌ مرتفعة منها لمواجهة مضاعفات المرض في الكلى والدماغ، وتتضمّن الآثار الجانبية لهذه الأدوية زيادة الوزن، والإصابة بالكدمات بسهولة، وهشاشة العظام، وارتفاع ضغط الدّم، والسّكري، بالإضافة إلى ازدياد خطر الإصابة بالعدوى، وفي الحقيقة يزداد خطر حدوث الآثار الجانبيّة مع الجرعات المرتفعة والعلاج طويل المدى.
  • الأدوية المثبطة للجهاز المناعي: قد تكون الأدوية التي تثبّط نشاط جهاز المناعة مفيدةً في الحالات المتقدّمة من الذّئبة الحمراء، وتتضمّن الأمثلة عليها الأزاثيوبرين، والميثوتريكسيت، وقد تشتمل الآثار الجانبية المحتملة لها على زيادة خطر الإصابة بالعدوى، وانخفاض الخصوبة، وتليّف الكبد، بالإضافة إلى ازدياد خطر الإصابة بالسّرطان.
  • الأدوية البيولوجية: تُعطَى أنواعٌ مختلفة من الأدوية البيولوجيّة، أحدها البيليموماب عبر الوريد، وتتضمّن الآثار الجانبية له الغثيان، والإسهال، ونادرًا ما يزيد من الاكتئاب، كما يمكن أن يكون الريتوكسيماب مفيدًا في حالات الذّئبة الحمراء المُقاومة للعلاج، وتشتمل الآثار الجانبية له على الحساسيّة عند إعطائه وريديًا.


المَراجع

  1. "What is lupus?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-04-2019. Edited.
  2. "Joint Function and Lupus", webmd, Retrieved 2019-3-12. Edited.
  3. ^ أ ب Francisco P. Quismorio Jr., MD (2013-7-12), "How lupus affects the muscles, tendons and joints"، lupu, Retrieved 2019-3-12. Edited.
  4. "Lupus", www.mayoclinic.org, Retrieved 23-04-2019. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×