في الجزء الثاني من سلسلة مقالات الدكتور قيس أبو طه "الراحة والامان لطفلكم المصاب بالسكري" سيخصص لكم الحديث هاهنا عن الطالب المريض بالسكري، وكيف يتم العناية به من قبل المدرسة والممرضة المشرفة.
لا يزال همي الأول هو التوصيات التي تهتم براحة وأمان الأطفال المصابون بالسكري و كل ما يجعل أولياء أمورهم مطمئنون على فلذات أكبادهم في كل وقت وكل مكان.
تحدثنا الأسبوع الماضي عن مسؤولية الوالدين نحو المدرسة التي سوف يداوم فيها الطفل المصاب بالسكري، و لكن المسؤولية المهمة الثانية تقع على عاتق ممرضة او ممرض المدرسة، (وفي هذا السياق فإنني سوف اكتفي بالاشارة الى ممرضة المدرسة بدل من الإشارة الى كلا الجنسين: الممرضة والممرض، وكذلك سوف اكتفي بكلمة الطفل او الطالب بدل من الإشارة الى كلا الجنسين: الطفل والطفلة او الطالب و الطالبة). المزيد في: كيف توفرون الامان والراحة لاطفالكم المصابون بالسكري!
إنني على قناعة بأن جميع دور التعليم في العالم ينبغي ومن الضروري أن يكون فيها عيادة صحية، تديرها ممرضة متخصصة بالتمريض المدرسي، وهذا المبدأ تطبقه كثير من دول العالم.
تقول الإحصائيات إن عدد الأطفال أو الطلاب المصابون بالسكري في أي مجتمع تبلغ حوالي 50 %، معنى ذلك أن في كل صرح تعليمي فيه ألف طالب فإنه على أقل تقدير يوجد خمسة طلاب مصابون بالسكري، مثل هذا العدد يحتاج الى ممرضة على ثقافة سكرية عالية للإهتمام و متابعة حالة هؤلاء الأطفال او الطلاب، فعلى عاتقها تقع مسؤليات كبيرة. اقرأ أيضاً حول: تربية الأطفال
ماهي مسؤوليات ممرضة المدرسة؟
1- مع بداية العام الدراسي يجدر أن يطلب المشرف الصحي أو الممرضة من إدارة المدرسة أن يتم تزويدهم بأسماء الطلاب المصابون بالسكري، وذلك لكي يخصص لكل طالب سجلاً أو ملفاً خاصاً به للمتابعة اليومية.
2- مع بداية العام الدراسي وبالتنسيق مع إدارة المدرسة يتم الدعوة الى اجتماع موسع للكادر التعليمي وكل من سيكون له علاقة مع الطلاب المصابون بالسكري، وحبذا لو يحضر طبيب اختصاصي بالسكري، وكذلك أولياء أمور الأطفال او الطلاب المصابون بالسكري، حيث تستعرض فيه ممرضة المدرسة والطبيب نبذة عن مرض السكري وكذلك توصيات عامة للمجتمعين حول التعامل الأمثل مع الطفل او الطالب المصاب بالسكري. لا شك أن مثل هكذا الاجتماع سوف يترك اثرا إيجابيا و راحة نفسية عند أولياء أمور هؤلاء الأطفال او الطلاب. اقرأ المزيد في: سكري الاطفال: كيف يمكن مواجهته؟
3- يجب أن تحصل الممرضة على تقرير مفصل من الطبيب المعالج يزودها به ولي أمر الطفل او الطالب يشمل هذا التقرير على التوصيات الخاصة بالطفل، فكل طفل له توصيات طبية تختلف من طفل الى آخر، يشمل هذا التقرير على عدد جرعات الأنسولين وأوقاتها و كذلك على أوقات تحليل نسبة الجلوكوز في الدم، وأية توصيات خاصة للطفل. وعلى هذه التوصيات تعتمد الممرضة في متابعة علاج كل طفل.
4- أن يكون متوفراً عندها دائماً و في متناول اليد كل ما له علاقة بعلاج الأطفال أو الطلاب المصابون بالسكري، ويفضل ان يكون لكل طفل او طالب حقيبته الطبية الخاصة والتي تحتوي على جهاز تحليل الجلوكوز وحقن الانسولين و أقراص الجلوكوز التي تستعمل في حالات هبوط الجلوكوز في الدم، واهم ما يجب ان تحتويه هذه الحقيبة هو حقنة الجلوكاجون التي سوف نفرد لها موضوعا مستقلا في ما بعد.
5- بعض الطلاب يمكنهم متابعة حالاتهم بأنفسهم من تحليل الدم الى أخذ حقنة الانسولين، ولكن ممرضة المدرسة يجب ان تتابع معهم دقة تعاملهم مع حالاتهم.
6- مراجعة ومراقبة صندوق طعام الطفل او الطالب الذي يحضره معه يوميا من البيت للتأكد من أنه مناسب للطفل وكذلك للتأكد ان الطفل قد تناول طعامه كاملاً لأن ذلك يؤثر على جرعة الأنسولين.
7- أن تتابع مع مدرس او مدرسة الفصل مستوى الطفل او الطالب المصاب بالسكري ومدى تجاوبه واستيعابه وتقدمه و مشاركته وكل ألافق التعليمية لكي تطمئن على انه ينمو النمو الجسدي والفكري والنفسي السليم.
8- أن يكون متوفراً عندها وسال الاتصال بالإسعاف لأقرب مستشفى وكذلك لأولياء المرضى إذا لزم الأمر.
9- أن تتابع ما يسمى بالتعليم الطبي المستمر لكل ما من شأنه أن ينمي ويجدد ثقافتها السكرية.
إن مسؤوليات ممرضة أو ممرض المدرسة أكثر من أن تحصى أو تعد و لكنني وضعت هنا أهم هذه التوصيات لعلها تشعر الطالب واولياء الأمور أن الممرضة سوف تكون على مستوى المسؤولية.