محتويات
الرحم المقلوب
في بعض النساء، يميل الرحم إلى الخلف باتجاه أسفل الظهر، علمًا بأن الوضع الطبيعي للرحم هو أن يكون منتصبًا في وضع رأسي للأعلى، ويُعرف هذا بالرحم المائل أو الرحم المقلوب، ويعد الرحم المقلوب من المشاكل التناسلية الشائعة جدًا بين النساء بنسبة تصل إلى 20%، وفي معظم الأحيان، لا يسبب الرحم المقلوب أي مشكلة في الحمل، كما أن الكثير من المصابات بالرحم المقلوب لا تظهر عليهن أي أعراض، كما لا يستدعي الأمر أي تدخل طبي في أغلب الحالات، وسيعرض هذا المقال معلومات عن أسباب الرحم المقلوب وعن أعراضه وتشخيصه وتأثيره على الحمل والحياة الجنسية.
هل يؤثر الرحم المقلوب على الجماع؟
إذا كنت مصابة بالرحم المقلوب، هل سيؤثر ذلك على الجماع؟ إن وجود الرحم المقلوب لا يتعارض عادةً مع الإحساس أو المتعة الجنسية، ومع ذلك، يمكن أن يجعل الاتصال الجنسي مؤلمًا في بعض الحالات، وقد يكون هذا الانزعاج أكثر وضوحًا عندما يكون الجماع في وضعيات معينة، لذلك فإن تغيير الوضعيات الجنسية قد يقلل من هذا الانزعاج،[١] والأطباء غير متأكدين تمامًا من سبب هذا الانزعاج، وعلى الرغم من ذلك هناك عدة نظريات:
- قد يكون الرحم منخفضًا إلى حد ما في الحوض، إلى جانب المبيضين، وخلال الجماع، يمكن أن يضغط العضو الذكري على جدران المهبل ليسبب التصادم مع الرحم أو المبيضين، وهذا يمكن أن يسبب الألم أو الكدمات، وإذا لم يساهم تغيير وضعية الجماع في تخفيف الألم، أو إذا لوحظ نزيف مهبلي بعد الجماع، فينبغي مراجعة الطبيب في أسرع وقت ممكن.[١]
- قد تتمدد الأربطة الداعمة للرحم وتتحرك في اتجاه مختلف عن اتجاه الرحم، وهذا يمكن أن يسبب الألم أو عدم الراحة أثناء ممارسة الجنس.[٢]
- قد يسبب الرحم المائل احتقانًا وريديًا في الحوض، مما يعني أن الأوردة في الأعضاء التناسلية تتمدد وتمتلئ بالدم.[٢]
- في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي تغيير المواقف ببساطة إلى جعل الجنس المؤلم أقل إزعاجًا، فعادةً ما تفضل العديد من النساء اللاتي لديهن رحم مائل المواقف التي يمكن أن يواجهن فيها شريكهن، ومن المهم أن توصل المرأة لشريكها ما هو مريح وما هو غير مريح.[٢]
هل يمنع الرحم المقلوب الحمل؟
هل اعتقاد الأطباء أن الرحم المقلوب يؤثر على الحمل صحيح؟ حوالي 1 من كل 4 نساء لديها رحم يميل للخلف عند عنق الرحم، ففي الماضي اعتقد الأطباء أن الرحم المقلوب قد يكون له دور في العقم، ولكن الخبراء يعرفون الآن أن موضع الرحم لا يؤثر على قدرة الحيوانات المنوية على الوصول إلى البويضة،[٣] وتشعر العديد من النساء بالقلق من أن وجود الرحم المقلوب سيكون له تأثير على قدرتهن على الحمل، إلا أنّ وضعية الرحم لا تؤثر عادةً على الخصوبة، وقد يفكر الأطباء في ذلك إذا كانت المرأة تواجه صعوبات في الحمل، ولكن فقط بعد استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للعقم، كما لا ينبغي أن يؤثر وجود رحم مقلوب على قدرة المرأة على الحمل الصحي، وفي الواقع، قد يؤدي الحمل إلى نزول الرحم إلى الخلف، وفي معظم الحالات، لا يوجد أي تأثير على المخاض أو الولادة، [٢] ومن تأثيرات الرحم المقلوب على الحمل:[١]
- قد يتسبب الرحم المرتد إلى الوراء في زيادة الضغط على المثانة خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وقد يتسبب ذلك في زيادة سلس البول أو صعوبة التبول، كما يمكن أن يسبب آلام الظهر لبعض النساء.
- قد يكون من الصعب رؤية الرحم عن طريق الموجات فوق الصوتية حتى يبدأ بالتضخم مع الحمل، وقد يحتاج الطبيب استخدام الموجات فوق الصوتية عبر المهبل خلال الأشهر الثلاثة الأولى لمعرفة تطور الحمل.
- يجب أن يتوسع الرحم ويستقيم في نهاية الثلث الأول من الحمل، عادةً بين الأسبوعين 10 و12، وسيؤدي ذلك إلى رفع الرحم من الحوض وعدم ميله للخلف.
- في بعض الأحيان، لا يستطيع الرحم القيام بهذا التحول، ويحدث هذا أحيانًا بسبب الالتصاقات التي تُبقي الرحم ثابتًا في الحوض.
وتقول الدكتورة جيسي دوريس، أستاذة طب الغدد الصماء التناسلية والعقم بجامعة يوتا: "أخبر مرضاي أن هناك القليل من البيانات التي تدعم أن موضع الرحم يتنبأ بالنتائج الصحية"[٤]
الرحم المحبوس والحمل
هل هناك علاقة بين الرحم المحبوس والحمل؟ في حالات نادرة يصبح الرحم النامي محاصرًا في عظام الحوض ولا يمكنه الخروج من الحوض، وتُعرف هذه الحالة باسم الرحم المحبوس، ويمكن أن يتسبب الرحم المحبوس في حدوث إجهاض في الثلث الثاني من الحمل، وفي حال استمر الحمل حتى الثلث الثالث، فقد تحدث مضاعفات أخرى للحمل بما في ذلك تمزق الرحم أو الولادة المبكرة.[٥]
وقد يحدث أيضًا تقييد لنمو الجنين داخل الرحم، وهذ يحصل إذا كان الرحم لا يتضخم بشكل صحيح، ويمكن أن يتسبب الرحم المحبوس في حدوث مضاعفات للأم، بما في ذلك جلطات الدم أو ضعف الكلى أو مشاكل المثانة، ويعد هذ الأمر غير شائعًا، حيث يحدث فقط في حالة حمل واحدة من بين كل 3000 حالة حمل، ولا يُعتقد أنه عامل في حالات الإجهاض غير المبررة في الثلث الأول من الحمل، وتظهر أعراض الرحم المسجون عادةً في حوالي 14 إلى 16 أسبوعًا من الحمل ويمكن أن تشمل:[٥]
- صعوبة أو عدم القدرة على التبول -وهذا ما يسمى احتباس البول-
- سلس البول.
- وجع بطن.
- إمساك.
- عدم الراحة في منطقة المستقيم.
أعراض الرحم المقلوب
في معظم الحالات لن تلاحظ المرأة المصابة أي أعراض للرحم المقلوب قبل الحمل، وفيما يأتي بعض الأعراض التي قد تلاحظها في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل: [٦]
- ألم في الظهر: على الرغم من أن ألم الظهر هو أحد المشاكل الشائعة في الحمل، إلا أنّ الرحم المقلوب يزيد من شدة الألم.
- صعوبة في تفريغ المثانة: في حالات نادرة جدًا، وإذا كان الرحم ينمو بشكل كبير إلى الخلف خلال فترة الحمل، فإنه يمكن أن يضغط على المثانة، مما يجعل من الصعب تفريغها.
- وقت أطول في تحديد مكان الطفل: هناك احتمال ضئيل بأن يواجه الطبيب صعوبةً في العثور على الطفل باستخدام الموجات فوق الصوتية عبر البطن، ولكن ذلك يكون ممكنًا بسهولة عند التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل.
أسباب الرحم المقلوب
الرحم المقلوب هو تباين طبيعي في تشريح الحوض، حيث إن نسبة كبيرة من النساء يولدن مع رحم مقلوب أو يكتسبنه لاحقًا، وذلك لعدة أسباب مختلفة منها: [٧]
- ضعف عضلات الحوض: بعد انقطاع الطمث أو الولادة، يمكن أن تصبح الأربطة الداعمة للرحم متراخية أو ضعيفة، ونتيجةً لذلك، يمكن أن يسقط الرحم ليصبح في وضع مقلوب.
- تضخم الرحم: تضخم الرحم والذي يمكن أن ينتج بسبب الحمل، أو الأورام الليفية أو الورم الخبيث، يمكن أن يتسبب في الرحم المقلوب.
- التندب أو الالتصاقات في الحوض: يمكن أن يتشوه الرحم أو الحوض بسبب الظروف التي قد تؤثر على تلك المنطقة، بما في ذلك التهاب بطانة الرحم أو العدوى أو الجراحة السابقة، وهذا النسيج الندبي يمكن أن يسحب الرحم إلى الخلف ويجعله مقلوبًا.
- الأسباب الجينية: بعض النساء يولدن برحمٍ مقلوبٍ، ويكون السبب جيني وراثي.
تشخيص الرحم المقلوب
يمكن الكشف عن الرحم المقلوب بسهولة خلال اختبار الحوض الروتيني، سيقوم الطبيب بإدخال إصبعين في المهبل ليدفع عنق الرحم إلى الداخل قليلًا، بعد ذلك، يتم وضع اليد الأخرى على الجزء العلوي من البطن ويدفعها برفق لالتقاط الرحم بين اليدين، هذا يسمح للطبيب أن يشعر بالرحم لتحديد شكله وحجمه وموقعه، وأن يشعر بالنمو غير الطبيعي في جدار الرحم في حال وجوده، ويجب على النساء اللواتي يعانين من الألم أثناء ممارسة الجنس أو غيرها من أعراض الرحم المقلوب أن يقمن باستشارة الطبيب، ويمكن أن تكون هذه الأعراض علامة على حالات أخرى أكثر خطورة، لذلك يلجأ الطبيب لإجراء اختبارات تشخيصية لتمييز هذه الحالة عن الأسباب المحتملة الأخرى. [٢]
علاج الرحم المقلوب
هناك عدد قليل من خيارات العلاج التي يمكن أن تساعد في تصحيح وضع الرحم، ويمكن استخدام هذه الخيارات إذا كانت المرأة تعاني من أعراض حادة تتداخل مع حياتها الجنسية أو قدرتها على الحمل، وتشمل هذه الخيارات ما يأتي: [٢]
- الفرزجة: وهي عبارة عن جهاز يتم وضعه في المهبل، ويساعد على دعم الجدران المهبلية والرحم وبنيات الحوض الأخرى، ويمكن أن يساعد في إعادة وضع الرحم إلى الوضع الطبيعي، وتعتبر الفرزجة إصلاحًا مؤقتًا، حيث أن الرحم سوف يعود إلى موضعه الأصلي بمجرد إزالتها.
- الجراحة: بالنسبة لبعض النساء، يمكن بعملية جراحية تصحيح وضع الرحم، وتسمى هذه العملية بجراحة تعليق الرحم، وهي إجراء خارجي ويمكن إجراؤها باستخدام أو بدون استخدام شبكة أو أربطة، وعادةً ما تحقق العملية نتائج ناجحة.
- وضعية الركبة الصدر: على الرغم من أنها ليست حلًّا دائمًا، فإن جلب الركبتين إلى الصدر مع الاستلقاء، يمكن أن يساعد على تحريك الرحم مؤقتًا إلى وضع أكثر راحة.
فيديو عن ما هو الرحم المقلوب وهل يحتاج إلى علاج؟
في هذا الفيديو يتحدث استشاري أمراض النسائية والتوليد الدكتور قاسم شهاب عن ما هو الرحم المقلوب وهل يحتاج إلى علاج؟
المراجع
- ^ أ ب ت Titled uterus and sex, , "www.healthline.com", Retrieved in 15-09-2018, Edited
- ^ أ ب ت ث ج ح Impact on fertility and pregnancy, "www.medicalnewstoday.com", Retrieved in 15-09-2018, Edited
- ↑ "Tilted uterus: Can it lead to infertility?", www.mayoclinic.org, Retrieved 12-08-2020. Edited.
- ↑ "I HAVE A TILTED UTERUS. SHOULD I WORRY?", healthcare.utah.edu, Retrieved 12-08-2020. Edited.
- ^ أ ب "Tilted Uterus and the Risk of Miscarriage", www.verywellfamily.com, Retrieved 12-08-2020. Edited.
- ↑ How Having a Tilted Uterus Affects Pregnancy, , "www.whattoexpect.com", Retrieved in 15-09-2018, Edited
- ↑ mpact on fertility and pregnancy, , "www.medicalnewstoday.com", Retrieved in 15-09-2018, Edited