الأخلاق والمعاملات
جاء الدين الإسلامي العظيم ليتمم مكارم الأخلاق، وينهَى الإنسان عن كل ما يُحدِث الدمار في المجتمعات، فالمجتمع الذي يتمتع أفراده بالأخلاق الطيبة يكون مجتمعًا متماسكًا يحب فيه الناس بعضهم ويتمنى كل واحد منهم الخير للآخر على عكس المجتمعات التي تنحط فيها الأخلاق، فيعتدي الفرد على حق غيره، وتظهر أخلاق الفرد الحسنة أو السيئة في الحياة اليومية من خلال تعامله مع الآخر، من الصدق في القول، وحفظ الأمانات، وتعد الرشوة من الأمور التي تفسد المجتمعات الإنسانية من خلال تعدي الناس على حقوق بعضهم ولذا كانت الرشوة في الإسلام مُحاربةً لمفاسدها العظيمة، وفي هذا المقال سيتم تناول معلومات عن الرشوة في الإسلام. [١]
الرشوة في الإسلام
عرَّف الجرجاني الرشوة على أنها "ما يُعطَى لإبطال حق، أو إحقاق باطل"، وهي من السحت الذي أشار إليه الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم، قال تعالى: "سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ۚ فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ۖ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا ۖ وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" [٢]، حيث يُستدل من الآية الكريمة على حرمة الرشوة لأنها ترتبط بالوقوع في المظالم، وقد تكون الرشوة بتقديم مبلغ من المال من الراشي إلى المرتشي أو إعطاء أمر عينيِّ له لغاية أخذ شيء لا يستحقه، وبسبب الرشوة ينعدم مفهوم تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية بسبب وجود الأشخاص غير المناسبين في أماكن لا يستحقون الوصول إليها لكنهم بلغوها فعلًا من خلال دفع الرشاوي، كما أنها تعد دليلًا على انعدام الأمانة، حيث يكون المرتشي الذي يحصل على المال مُستأمَنًا على أمرٍ ما ويخون هذه الأمانة لحساب الراشي الذي يدفع له المال، وقد يصل خطر الرشوة إلى تعطيل حدود الله فيتم رفع الرشوة لمنفذي الحكم الشرعي أو القضاة فيعطلون أحكام الله مقابل ما يتم دفعه لهم. [٣][٤][٥]
دوافع الرشوة
هناك العديد من الأسباب والدوافع التي من أجلها يقوم الراشي بدفع الرشوة إلى المرتشي لتصبح هذه الظاهرة فيما بعد شائعة في المجتمعات إلى درجة أن يتم التفاوض بين الراشي والمرتشي في المبلغ الذي سيتم دفعه من أجل تحقيق المنفعة المرادة، ومن أهمّ هذه الدوافع لانتشار وتفشي هذه الظاهرة ما يأتي: [٦]
- ضعف الوازع الديني: فالإنسان الذي لا يضع مخافة الله بين عينيه يصبح لديه الدافع لارتكاب المنكرات وإحداث المفاسد في المجتمعات وقبول ما يرفضه شرع الله، فالراشي لا يُلقي بالاً إلى حصوله على أمر لا يستحقه على حساب آخرين يستحقونه، والمرتشي لا يُلقي بالاً إلى تضييع الأمانة أو استخدام المنصب في ظلم العباد.
- الفقر الشديد: قد تؤدّي الحاجة الماسة إلى المال في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي بعاني منها معظم الناس إلى البحث عن مصادر غير شرعية لاجتلاب المال ولو كان ذلك على حساب المنظومة الأخلاقية، وهذا الأمر لا يحدث إلا لضعاف النفوس الذين تسول لهم أنفسهم قبول الرشاوي والتعدي على حقوق غيرهم.
- الظلم الاجتماعي: قد تؤدي حالة الظلم التي يعيشها أفراد المجتمع من انعدام تكافؤ الفرص ووجود طبقات اجتماعية مسيطرة على طبقات اجتماعية أخرى إلى لجوء الطبقة الاجتماعية التي تعاني من الظلم إلى قبول الرشاوي لعدم اكتراثها بالوضعية القائمة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تشويه المنظومة الأخلاقية في المجتمعات الإنسانية، وخلق حالة من الصراع بين أفراد المجتمع بسبب ظلم أفراده لبعضهم البعض.
المراجع
- ↑ الرشوة, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-12-2018، بتصرّف
- ↑ {المائدة: الآية42}
- ↑ آثار الرشوة على الفرد والمجتمع, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-12-2018، بتصرّف
- ↑ خطر الرشوة, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-12-2018، بتصرّف
- ↑ الرشوة, ، "www.islamweb.net" اطُّلع عليه بتاريخ 27-12-2018، بتصرّف
- ↑ الرشوة: أسبابها وعلاجها, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-12-2018، بتصرّف