محتويات
مفهوم الرضا الوظيفي
يُعرف مصطلح الرضا الوظيفي بأنه هو المصطلح الشامل لجميع وظائف الحياة، حيث يهتم بالجانب النفسي للموظف فهو شعور داخلي ووجداني ينبع من خلال ردود فعل خارجية، وهو عبارة عن مشاعر تولدت في داخل كل موظف اتجاه وظيفته، وتكون عبارة عن مشاعر ممزوجة من السعادة والارتياح أثناء أدائه لعمله، إذ يقوم بالعمل بدافع الحُب والسعادة وليس بدافع الإجبار وعدم الرغبة، ولضمان نجاح أي عمل لا بد أن يكسب المدير رضا موظفيه؛ لأن ذلك سيزيد من كفاءة الخدمات المقدمة، ومن نجاح العمل المًلزم به كل عامل، فكل شيء إن تحقق بحُب وقناعة فهو دقيق ونابع ومميز، بعكس العمل بكراهية وبغض، والرضا الوظيفي يظهر من خلال إنتاج الأفراد، ولكي يتحقق الرضا الوظيفي لا بد من إشباع حاجات الموظفين، وبناء الروابط وأواصر الصداقة التي تربط العاملين ببعضهم البعض، إذ يتحقق الرضا الوظيفي من خلال الشعور الداخلي الذي يحوي على السعادة والارتياح في العمل.[١]
الرضا الوظيفي: ماذا تفعل الشركات لتوفيره لموظفيها؟ وكيف للموظف الوصول إليه؟
يعد الرضا الوظيفي من أهم العوامل التي تساعد على تولد رغبات صادقة وذاتية في سبيل العمل، وبدءًا فإن تلك الرغبات التي تطمح إلى التفوق والنجاح سعيًا ووصولًا إلى تمكّن الشركات وتميزها، ويتمحور حول الموظفين والاهتمام برغباتهم النابعة من داخلهم بهدف إنجاز أعمالهم على أكمل وجه، ومساعدتهم على تجنب إنجاز الوظائف المطلوبة منهم بنقصان، فإنجاز الموظف للمهام الموكلة إليه بنقصان يؤدي إلى مشاكل تهدد كفاءة الشركة وتسبب بتراجعها حتى تصل إلى الخسارة.[٢]
وعمومًا فإن الرضا الوظيفي يعد من أهم مؤشرات نجاح الشركة ومدى فعاليتها، فالموظف الراضي عن عمله هو أكثر استعدادًا لإنجاح هذا العمل والحفاظ عليه والاستمرار به، وهو الأكثر نشاطًا وحماسًا ورغبة في سبيل تحقيق غايات الشركة وأهدافها، وذلك عكس الموظف غير الراضي عن عمله، فهو يشعر بأن العمل عبئًا عليه ولا يريد سوى إنجازه بأسرع وقت للتخلص منه، وما ينتج عن كل ذلك خلو الإنتاج من الدقة والتميز.[٢]
ولعل أهم ما يميز الرضا الوظيفي بأنه يتناول مشاعر الموظف إزاء العمل الذي يقوم به، ويضع حاجة الموظف ورغباته ضمن الاهتمامات، مما يحقق القناعة في تفاعل الفرد مع عمله، وفي الانتماء الذي يساعد على زيادة إنتاجية العمل، وذلك يساعد الموظف على أن يسعى جاهدًا لنيل رضا مديره، وسيهدف ويكون إنجاز العمل على أتم وجه هو أحد خططه، أي ضمن خطط النجاح التي تطمح إليها كل شركة، وفي التتمة قد تحقق ما هو في مصلحة الطرفين، الموظف ومديره، أي العامل وعمله، ولتحقيق ذلك لا بد من التنبه لمدى أهمية الرضا الوظيفي، ولا بد من تحقيق هذا الرضا الذي سينهض بالعمل وسيصل للنجاح.[٢]
طرق توفير الرضا الوظيفي لموظفي الشركات
يعتمد الرضا الوظيفي على عدد من الطُرق والعوامل الداخلية والخارجية، فهي عوامل تساعد في توفير هذا الرضا للعاملين، وتلك العوامل تعتمد على مدير العمل الذي بواجبه النظر بها والاهتمام بتحقيقها، والتمكن من توفرها، ومن هذه العوامل:[٣]
- عوامل داخلية: وهي عوامل خاصة بالفرد، إذ تختلف حاجات كل فرد عن الآخر في نوعها وفي درجة إشباعها، ولا بد من اتفاق العمل مع أنواع القيم عند الفرد والتي منها القيادة، وإتقان العمل والإبداع، ومن العوامل الداخلية الشعور باحترام الذات، وذلك يتحقق من خلال المركز الوظيفي أو الاجتماعي في العمل، وثمة خصائص تنفرد بشخصية الفرد وظروفه، والتي تتمثل في إدراكه وشخصيته وذكائه.
- عوامل خاصة بمحتوى الوظيفة: إذ يسعى الموظف في عمله أن يحقق الدور المهم في نوع عمله ومهامه، والنسق الذي يسير عليه، فبعض الأعمال تحتاج إلى سرعة في التنفيذ، مما يولّد قلة الاهتمام بالعامل وزيادة أهمية العمل، فتلك الأعمال يكون ففيها مستوى الرضا منخفض مقابل الأعمال التي يمكن أن يقوم الموظف بها بطريقته وإدراكه الخاص.
- عوامل خاصة بالأداء: إذ ثمة عوامل خاصة بالأداء تساعد على زيادة رضا الموظفين، ومنها وجود مكافآت خاصة للموظف المتميز، ووجود حوافز عمل تعطي الموظف قيمته وأهميته، فذلك يسبب رضاه من خلال إدراكه بالعدالة المحققة في التوزيع مع باقي موظفي الشركة.
- عوامل خاصة بالإنجاز: وهي عوامل تحقق رضا الموظف بمدى قدرة إنجازه، وذلك يترتب على الجهد الذي يبذله كل موظف، والنتائج التي يتوصل إليها كالإنتاجية والرضا، فكل موظف صاحب جهد عالٍ لا بد أن يكافئ على إنجازه ونجاحه، كي لا يشعر بأن جهده وتعبه لا فائدة منه.
كيف يمكن للموظف الوصول إلى الرضا الوظيفي
ثمة أهمية للعمل في حياة الموظف، وهناك عوامل تساعد الموظف للوصول إلى درجة الرضا الوظيفي عن عمله وتتلخص هذه العوامل بأنها تهتم بالموظف وتساعده بوضع خططه الشخصية من أجل تنميته الفردية، ومنها:[٤]
- الاهتمام بالموظفين، ووضع مقاييس محددة من أجل تحديد أهدافهم ووجهاتهم.
- توفير برامج تدريبية تساعد الموظفين في صقل مواهبهم، وتطوير خبراتهم ومهاراتهم.
- يجب على الموظف أن يوازن بين عمله وحياته الخاصة، ويجعل لكل منهما وقته الخاص.
- يصل الموظف إلى الرضا الوظيفي من خلال شعوره بصدق مديره وشفافية فعله وقوله، وأن يشعر بمدى أهمية وجوده داخل العمل، فذلك يحقق من ثقته بنفسه، ومن إنتاجية عمله.
- إعطاء الموظف مُدة إضافية للعطل.
- الاهتمام بتوفير البيئة الإيجابية المحيطة بالموظف، وهي بيئة ملموسة كوجود غرف استراحة، وغرف رياضية ترفيهية، فتمتع الموظفين بالرفاه الإيجابي تجعل أدوارهم أكثر فعالية وحماسًا في تميز الشركة.
- الاعتراف بإنجاز الموظف، وتقديم كلمة الشكر له، إضافة إلى تقديم المكافآت التي تعترف بنجاحه وإنجازه، وغير هذه من العوامل التي تساعد الموظف من الوصول إلى درجة الرضا الوظيفي، ولكن يعتمد تحقيقها في أغلبها على صاحب العمل نفسه، فهو الأكثر إدراكًا بحاجات الموظفين وهو الأكثر معرفة بمصلحة عمله، فالرضا الوظيفي سببًا من أسباب نجاح أي وظيفة.[٥]
المراجع
- ↑ عصام عبد اللطيف عمر (2015)، الرضا الوظيفي - ومهارات إدارة ضغوط العمل (الطبعة 1)، القاهرة : نيو لينك للنشر والتدريب، صفحة 9. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عصام عبد اللطيف عمر (2015)، الرضا الوظيفي ومهارات إدارة ضغوط العمل (الطبعة 1)، القاهرة: نيو لينك للنشر والتدريب، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ عصام عبد اللطيف عمر (2015)، الرضا الوظيفي - ومهارات إدارة ضغوط العمل (الطبعة 1)، القاهرة: نيو لينك للنشر والتدريب، صفحة 16. بتصرّف.
- ↑ " 6 خطوات لتحسين إنتاجيَّة الموظفين"، www.sayidaty.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-06-2020. بتصرّف.
- ↑ "كيف يمكنك أن تجعل موظفيك يقدمون أفضل ما لديهم؟"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-06-2020. بتصرّف.