الرضاعة بعد الولادة القيصرية

كتابة:
الرضاعة بعد الولادة القيصرية

الرضاعة الطبيعية

تُعدّ الرضاعة الطبيعية مرحلة مهمة في حياة الرضيع؛ إذ توصي المنظمات والهيئات الطبية بإرضاع الطفل رضاعة طبيعية كاملة دون إدخال العصائر أو الماء أو الحليب الصناعيّ، طول فترة الستة أشهر الأولى من عمر الطفل، ثمّ تُوصي بإتمام الرضاعة الطبيعية إلى جانب الأغذية المناسبة الصحية؛ كالخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة حتى يبلغ الطفل السنة الأولى من عمره.

إنّ الثديين قادران على توفير كمية الحليب التي يحتاجها الرضيع دون الحاجة لإتمام إرضاعه رضاعة صناعية، فكلما رضع الطفل من أمّه، زادت كمية الحليب التي يُنتجها الثديان، وفي سياق هذا الحديث يُشار إلى أنّ الحليب الذي يُفرزه ثدي المرأة في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة هو اللبأ، وهو مهم لتحضير الجهاز الهضميّ للطفل لشرب الحليب فيما بعد، مع العلم أنّ اللبأ بلون أصفر وقوام سميك، وهذا ما يُميّزه عن الحليب العاديّ.[١]


الرضاعة بعد الولادة القيصرية

تُعدّ الولادة القيصرية إحدى الطرق المُتبعة في توليد النساء الحوامل، وتُجرى بإحداث جرح في البطن والرحم معًا، وتُعدّ عملية جراحية كبرى، تحمل في طياتها العديد من المخاطر، ولذلك لا يُلجأ إليها إلا في الحالات التي تكون فيها الخيار الأكثر أمانًا لصحة الأم وجنينها، وفي الغالب تُجرى في الأسبوع التاسع والثلاثين من الحمل، وقد يُخطط لإجرائها، أو قد تُجرى عمليةً طارئةً، ومن الحالات التي تستدعي الولادة القيصرية؛ تسمم الحمل، ونزول المشمية، والمجيء المقعدي للجنين، وتُواجه النساء اللاتي يلدن ولادة قيصرية مشكلات في الرضاعة الطبيعية، وفيما يأتي بيانٌ لأهمّها وكيفية التغلب عليها.[٢][٣]

عوائق الرضاعة بعد الولادة القيصرية

يمكن أن تؤثر الولادة القصرية سلبًا في الرضاعة الطبيعية، ومن العوائق التي تواجهها المُرضعات بعد الولادة القيصرية ما يأتي:[٤]

  • تأخير القدرة على الرضاعة الطبيعية في حال استخدام التخدير الكلي أثناء الولادة، لأنّ الأم قد تحتاج للنوم لفترة من الزمن بعد إنهاء العملية، ولكن في حال كان التخدير المُستخدم موضعيًا في الظهر، فعندها يمكن أن تُرضع الأم رضيعها فور انتهاء العملية.
  • الشعور بألم شديد في منطقة البطن في موضع جرح العملية تحديدًا، وكذلك الشعور بألم نتيجة انقباضات الرحم التي تحدث بعد الولادة القيصرية، ونّ هذا الألم قد يكون كفيلًا بإعاقة عملية الرضاعة الطبيعية في الساعات الأولى.
  • تناول الأدوية المُسكنة للألم بعد الولادة القيرصية؛ إذ إنّ ترك الألم دون مسكن لا يعدّ صحيحًا؛ إذ يجب إعطاؤها مسكنات الألم المناسبة التي لا تعبر حليب الأم، وإذا عبرت الحليب، لا تُسبب الضرر للرضيع، ومثل هذه المُسكّنات في الغالب، تُسبب شعور الرضيع بالنعاس والحاجة المستمرة للنوم، وإنّ نوم الرضيع قد يجعل عملية الرضاعة الطبيعية أكثر صعوبة.
  • تأخر تدفق حليب الأم؛ فقد وُجد أنّ الولادة القيصرية قد تُسبب تأخرًا في تدفق حليب الأم مقارنة بحال الثديين عند الولادة الطبيعية، ولكن يجب على المرأة أن تبدأ بإرضاع طفلها في أقرب فرصة ممكنة لتحفيز الثديين لإفراز الحليب.
  • ضعف الرغبة في إرضاع الطفل رضاعة طبيعية في حال تسببت الولادة القيصرية بمشاعر سلبية للأم، وأكثر ما يمكن أن يُلحظ ذلك في حالات الولادة القيصرية المصحوبة بالمشكلات والمضاعفات أو الولادات القيصرية الطارئة غير المُخطط لها.

نصائح للرضاعة بعد الولادة القيصرية

توجد مجموعة من النصائح التي يجدر اتباعها عند التخطيط للرضاعة الطبيعية بعد الولادة القيصرية، منها الآتي:[٤][٥]

  • أخذ مسكنات الألم حسب مشورة الطبيب في حال الشعور بالألم، لأنّ الألم قد يُثبط إفراز الجسم لهرمون الأوكيستوسين المسؤول عن إدرار الحليب عبر الثديين، فيجدر بالمرأة إخبار الطبيب حيال الشعور بالألم لتهدئته.
  • محاولة اتخاذ وضعيات مُريحة أثناء الرضاعة الطبيعية، ويُفضل اختيار الوضعية المناسبة قبل البدء بالرضاعة، وقد يُصعب جرح العملية القيصرية من إيجاد الوضعية المناسبة، ولذلك يجب طلب المساعدة من الآخرين، ويُقترح أن تضع المرأة وسادتين في حجرها لحماية موضع الجرح ولرفع الرضيع، وأن تجلس في السرير أثناء الرضاعة بالطريقة التي تُناسبها.
  • إرضاع الطفل في أقرب فرصة ممكنة وخاصة، إذا كان التخدير موضعيًا غير كليّ.
  • الحرص على رضاع الطفل مرة كل ساعة إلى ثلاث ساعات، وعلى الرغم من شعور المرأة بالتعب والألم بعد العملية القيصرية، ولكنّ إرضاع الطفل المتكرر، وفي أقرب وقت، يساعد في نجاح الرضاعة الطبيعية.
  • محاولة إبقاء الطفل في الغرفة التي تستقر فيها الأم وتنام، فبالرغم من عدم إمكانية الأم من تدبير رضيعها في هذه الفترة، ولكن يُنصح بذلك بوجود أحد أقاربها أو صديقاتها.
  • استعمال مضخة الحليب لشفط الحليب، وذلك مرة كل ساعة إلى ثلاث ساعات، في الحالات التي يكون فيها الطفل بعيدًا عن أمّه أو لا تستطيع إرضاعه لأيّ سبب آخر.
  • الاستفادة من الوقت الذي تقضيه المرأة في المستشفى، فكما هو معروف أنّ النساء اللاتي يلدن ولادة قيصرية يقضين وقتًا أطول في المستشفى مقارنة بالنساء اللاتي يلدن ولادة طبيعية، ويمكن الاستفادة من هذا الوقت في سؤال الطبيب والطاقم الطبي عامة عن الأمور المتعلقة بالرضاعة الطبية، وطلب المساعدة في توضيح النصائح الممكنة.


فوائد الرضاعة الطبيعية

تتعدد الفوائد التي قد تُجنى من الرضاعة الطبيعية، ومن أهمّها على مستوى صحة الأم والطفل ما يأتي:[١]

  • حرق السعرات الحرارية الزائدة للأمّ؛ إذ تُسهل الرضاعة الطبيعية، خسارة الوزن المكتسب أثناء الحمل.
  • إعادة رحم الأم لما كان عليه طبيعيًا قبل الحمل، لأنّ الرضاعة الطبيعية، تُحفّز إفراز الجسم لهرمون الأكسيتوسين، الذي يُقلل النزيف الرحميّ بعد الولادة أيضًا.
  • تقليل فرصة إصابة الأم بسرطان الثدي، وسرطان المبايض.
  • تقليل فرصة إصابة الأم بهشاشة العظام.
  • المحاظة على الوقت والمال وتجنب هدرهما؛ إذ إنّ الرضاعة الطبيعية تُغني الأهل عن شراء الحلمات الصناعية، والرضاعات، والحليب الصناعي، وغير ذلك.
  • تزويد الطفل بحاجاته الغذائية المتكاملة؛ إذ تعدّ وجبة صحية متكاملة من الفيتامينات، والمعادن، والبروتينات، والدهون اللازمة لنمو الطفل.
  • سهولة هضم حليب الأم من قبل الطفل.
  • احتواء حليب الأم على أجسام مضادة، تُعطي الطفل القدرة على تقوية الجهاز المناعي لديه، ممّا يساعد على مقاومة البكتيريا والفيروسات المختلفة.
  • تقليل فرص معاناة الطفل من الربو أو الحساسية المختلفة.
  • تقليل فرصة إصابة الطفل بنوبات الإسهال، وأمراض الجهاز التنفسي، والتهابات الأذن.
  • شعور الطفل بالأمان وتقوية أواصر المحبة مع أمّه، لأنّ جلد الأم والطفل، يكون متلامسًا أثناء الرضاعة الطبيعية.
  • ارتفاع معدلات ذكاء الأطفال الذين تعتمد تغذيتهم على الرضاعة الطبيعية.
  • حصول الطفل على الوزن المناسب، وتقليل فرصة زيادة وزنه عندما يكبر.


المراجع

  1. ^ أ ب "Breastfeeding Overview", www.webmd.com, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  2. "Breastfeeding after a caesarean section", www2.hse.ie, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  3. "Caesarean section", www.nhs.uk, Retrieved 27-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "How a C-Section Affects Breastfeeding and 7 Tips for Success", www.verywellfamily.com, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  5. "Breastfeeding After Cesarean Delivery", www.healthychildren.org, Retrieved 24-11-2019. Edited.
4191 مشاهدة
للأعلى للسفل
×