محتويات
الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية هي الطريقة الطبيعية التي تمد الطفل بالمغذيات التي يحتاجها لينمو ويتطور بصورة سليمة، وتُوصي منظمة الصحة العالمية بالبدء بالرضاعة خلال الساعة الأولى بعد الولادة، وتوصي أيضًا بالرضاعة الطبيعية الحصرية حتى عمر 6 أشهر، مع استمرارها مع الأطعمة التكميلية المناسبة حتى عمر عام أو أكثر.[١]
يحتوي حليب الأم على كل ما يحتاجه الطفل خلال الأشهر الستة الأولى من العمر، وتجدر الإشارة إلى تغيُّر تركيبته حسب الاحتياجات المتغيرة للطفل، خاصةً خلال الشهر الأول من العمر، وفي الحقيقة قد ينقص حليب الأم فيتامين د، وذلك في حال كانت الأم تعاني من نقص فيه، ولتعويض عن هذا النقص يوصى باستخدام قطرات فيتامين عادة في عمر 2-4 أسابيع، كما أنّ حليب الأم مليء بالأجسام المضادة التي تساعد الطفل على مكافحة الفيروسات والبكتيريا، إذ يوفر اللبأ كميات كبيرةً من الجلوبيولين المناعي أ (IgA)، وكذلك العديد من الأجسام المضادة الأخرى، ويحمي الجلوبيولين المناعي (أ) الطفل من المرض عن طريق تكوين طبقة واقية في أنفه، والحنجرة، والجهاز الهضمي.[٢]
الرضاعة الطبيعية لمنع حمل
تمتاز الرضاعة الطبيعية بالعديد من الفوائد لكل من الأم والطفل، وتعد وسيلةً طبيعيةً وفعالةً بنسبة كبيرة في منع الحمل، خصوصًا في الأشهر الستة الأولى بعد الولادة في حال كانت الأم تعتمد على تغذية طفلها من الرضاعة الطبيعية فقط، إذ تمنع الحمل عن طريق منع خروج البويضات من المبيض، ومع مص الرضيع لحلمة ثدي الأم تُفرَز في الجسم هرمونات تمنع الإباضة فلا يحدث الحمل، ويجب الإشارة إلى أنَّه لا يعد استخدام مضخة الحليب بنفس فعالية مص حلمات الثدي من قِبَل الطفل في منع الحمل.
تعتمد فعالية الرضاعة الطبيعية على عدة شروط، هي: عدم عودة الدورة الشهرية أو حدوث الطمث وعدم ظهور أي تنقيط دموي لمدة تصل إلى حوالي شهرين بعد الولادة، والشرط الثاني هو كثرة إرضاع الطفل، إذ يجب أن يرضع كل أربع ساعات كحد أقصى في النهار وكل ست ساعات كحد أقصى في الليل، أما الشرط الثالث فهو اعتماد الطفل على حليب الثدي فقط دون رضاعة صناعية أو طعام صلب أو ماء أو سوائل، والشرط الأخير أن يكون الطفل في الأشهر الستة الأولى من عمره.[٣]
القيام بالرضاعة الطبيعية بالطريقة المثلى واتباع الشروط السابقة يجعلها وسيلةً فعالةً جدًا لمنع الحمل، ولها نفس فعالية وسائل منع الحمل الهرمونية مثل الحبوب، ففرص حدوثه عند الاعتماد على الرضاعة الطبيعية 0% خلال الشهور الثلاثة الأولى بعد الولادة، وأقل من 2% من الشهر الثالث إلى الشهر السادس، وأقل من 6% بعد الشهر السادس في حال استمرار عدم نزول الطمث، وفي الحقيقة يُنصَح لإنجاح ذلك بإبقاء الطفل قريبًا أثناء الرضاعة، وإرضاعه كلما أراد في الليل أو النهار، ودون استخدام أي زجاجات للرضاعة ولا اللهايات، بالإضافة إلى اللجوء إلى الرضاعة الطبيعية لتهدئة الطفل.[٤]
تتميز الرضاعة الطبيعية بأنها وسيلة آمنة وطبيعية وسهلة ومجانية، وتبدأ فعاليتها فور البدء بها، ولا تحتاج إلى أي وصفة طبية من الطبيب ولا تلزم الأم بزيارة الأطباء وهي في فترة تحتاج فيها إلى الراحة، ولا يلزمها إحداث أي تغيير خارجي أو أخذ عقاقير معينة لمنع الحمل أو غيره، وليس لها أي آثار جانبية، كما أنّها لا تُلزم المرأة بتناول أي أقراص أو مواد صناعية، ولا تسبب هذه الوسيلة الامتناع عن العلاقة الجنسية كبعض الوسائل الأخرى. ومن فوائد الرضاعة الطبيعية العديدة أنها تقلل النزيف الذي يلي الولادة، وتقلل خطر إصابة الأم بسرطان الثدي، مما يشجعها على استخدامها كوسيلة منع حمل.[٥]
من فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل أنها وسيلة ممتازة لحصوله على أفضل غذاء صحي، ويعدّ حليب الثدي مصدرًا غنيًّا بالأجسام المضادة التي تقيه من الإصابة بالعدوى، كما تقلل خطر إصابته بالربو والحساسية لاحقًا، وتقوّي الترابط بين الأم والطفل، وتقلل خطر التقاطه أي بكتيريا من زجاجة الحليب الصناعي والماء المستخدم في تحضيره، فهذه الفوائد تشجع الأم على الاعتماد على الرضاعة الطبيعية وتجعلها تلتزم بجدول زمني تمنح فيه الطفل وجبات منتظمةً من الحليب الطبيعي.[٥]
وسائل منع الحمل الآمنة خلال الرضاعة
عند عدم توفر أي شرط من شروط فعالية الرضاعة الطبيعية كوسيلة منع حمل يستعيد الجسم قدرته على الإباضة، بالتالي قد يحدث الحمل، لذا يجب أن تلجأ المرأة إلى وسيلة أخرى ما دامت لا ترغب بالإنجاب في الوقت الحالي، إذ توجد بعض الوسائل الآمنة للاستخدام خلال فترة الرضاعة الطبيعية، وتقسم هذه الوسائل إلى نوعين أساسيين كما يأتي:[٦]
وسائل غير هرمونية لمنع الحمل
يوجد العديد من وسائل منح الحمل غير الهرمونية، تتضمن ما يأتي:[٦]
- الوسائل الحاجزة: مثل الواقي الذكري، والواقيات الأنثوية، وغطاء عنق الرحم لمنع الحمل، وهي وسائل فعالة وخالية من الهرمونات، بالتالي لا تؤثر في إدرار حليب الثدي، لكن يوصي الطبيب بعدم إدخال أي وسيلة داخل المهبل إلا بعد فحصه وفحص عنق الرحم بعد الولادة للتأكد من انغلاق عنق الرحم وعدم وجود أي تمزق فيه من الولادة، بالتالي تجنّب الإصابة بأي عدوى.
- اللولب الرحمي النحاسي: الذي لا يحتوي على أي هرمونات، فهو وسيلة فعالة جدًا في منع الحمل، إذ يمنع انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، ويمنع حركة الحيوانات المنوية ووصولها إلى البويضة وتخصيبها، وتمتد فعالية اللولب مدة عشر سنوات تقريبًا، وتستطيع المرأة الحمل فور إزالته.
- ربط قنوات فالوب كوسيلة دائمة لمنع الحمل: يمنع ذلك وصول الحيوانات المنوية إلى البويضات، ومثلها كمثل أي وسيلة غير هرمونية لا تؤثر على إدرار حليب الثدي، والكثير من النساء يخططن لإجراء عملية ربط قنوات فالوب أثناء عملية الولادة القيصرية.
وسائل هرمونية لمنع الحمل
معظم وسائل منع الحمل الهرمونية آمنة ولا تسبب أي ضرر للطفل الرضيع، إلا أنها قد تؤثر في إدرار الحليب، إذ يحتوي معظمها على هرموني الإستروجين والبروجيستيرون معًا، وهو ما قد تتحمله وتتقبله بعض النساء دون مشكلات، إلا أنّ هرمون الإستروجين بالتحديد قد يسبب جفاف حليب الثدي تمامًا عند أخريات، ويزداد هذا الخطر لدى النساء اللاتي يرضعن طفلًا ليس حديث الولادة، أو اللاتي يعانين من ضعف إدرار الحليب بالفعل، لذا يوصي كل الأطباء باستخدام وسائل منع الحمل المحتوية على هرمون البروجيستيرون فقط لتجنب هذه المشكلة، وتتضمن هذه الوسائل ما يأتي:[٦]
- حبوب منع الحمل المحتوية على البروجيستيرون فقط، ولا يحتوي الشريط من هذه الحبوب على أقراص فارغة من الهرمونات مثل حبوب منع الحمل التقليدية، بالتالي تؤخذ الحبوب يوميًّا دون انقطاع.
- حقنة تحتوي على هرمون البروجيستيرون فقط وتمنع الحمل لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، وبعض النساء قد يعانين من حساسية تجاه هرمون البروجيستيرون، ولأن تأثير الحقنة لا يمكن عكسه بعد حقها قد يوصي الطبيب بتجربة الحبوب في البداية لمدة شهر أو شهرين للتأكد من عدم وجود حساسية قبل استخدام الحقن.
- اللولب الهرموني، بعض أنواع اللولب تكون مغلفةً بهرمون البروجسترون، ويستمر مفعولها لمدة 3-5 سنوات وتستطيع المرأة الحمل فور إزالة اللولب، لكن قد يؤثر في إدرار الحليب خلال فترة الرضاعة أحيانًا، ومن عيوب اللولب أنه لا يقي من الإصابة بالأمراض الجنسية أثناء ممارسة الجماع.
نصائح لزيادة إدرار الحليب
من الأمور المهمة التي يجب مراعاتها في استخدام الرضاعة الطبيعية لمنع الحمل أن يكون إدرار حليب الأم جيدًا حتى تتم هذه الطريقة بصورة فعالة، ومن أهم الطرق التي تساعد على إدرار الحليب بنسبة أكبر ما يأتي:[٧]
- إرضاع الطفل كل 2-3 ساعات كحد أقصى لتحفيز إدرار الحليب، والتأكد من تعلّقه بحلمة الثدي بطريقة صحيحة.
- إرضاع الطفل من كلا الثديين في كل رضعة، والحرص على إبقائه مستيقظًا أثناء الرضاعة.
- تناول الغذاء الصحي الذي يساعد على إدرار الحليب.
- الإكثار من شرب السوائل والماء بمقدار 6-8 أكواب في اليوم للحفاظ على رطوبة الجسم وتجنب الإصابة بالجفاف، ومن العلامات التي تبيّن عدم شرب الماء بكمية كافية الشعور بالصداع، أو العطش، أو جفاف الفم.
- تجنب العوامل التي تقلل من نسبة الحليب، مثل: التدخين، وشرب الكافيين والكحول.
المراجع
- ↑ "Breastfeeding", who, Retrieved 4-5-2019. Edited.
- ↑ Adda Bjarnadottir, MS (1-6-2017), "11 Benefits of Breastfeeding for Both Mom and Baby"، healthline, Retrieved 4-5-2019. Edited.
- ↑ "Lactational Amenorrhea Method (LAM)", hhs,2019-5-19، Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ↑ Kelly Bonyata, "Breastfeeding and Fertility"، kellymom, Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ^ أ ب "What are the benefits of using breastfeeding as birth control?", plannedparenthood, Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ^ أ ب ت Nicole Galan (2019-9-16), "Which birth control options are best while breastfeeding?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ↑ Donna Murray (2019-10-2), "Naturally Increasing Your Breast Milk Supply"، verywellfamily, Retrieved 2019-11-19. Edited.