الروائح الكريهة في الأنف ما سببها؟

كتابة:
الروائح الكريهة في الأنف ما سببها؟

ما هي الروائح الكريهة في الأنف؟

تُعدّ حاسة الشم -كحاسة الذوق- حاسة كيميائية، حيث تتلقى المستقبلات في الأنف الرسائل الكيميائية من الروائح، وتحولها إلى إشارات كهربائية ويتم إرسالها إلى الدماغ لتفسيرها، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تنشأ الروائح من داخل الأنف، كما يمكن أن يشم البعض روائحًا وهمية ومجهولة المصدر، ولا تُعدّ هذه الحالة من الحالات المرضية الخطيرة، إذ عادةً ما تختفي من تلقاء نفسها في غضون أسابيع أو أشهر قليلة، أو عن طريق العلاجات البسيطة.[١][٢]


ما هي أسباب الروائح الكريهة في الأنف؟

يوجد العديد من الأسباب والحالات المرضية المختلفة التي يمكن أن تؤدي إلى الإحساس بالروائح الكريهة بالأنف، ومن ضمنها ما يأتي:[٣][٤]

  • أورام الأنف الحميدة: والمعروفة بالزوائد الأنفية، هي أورام صغيرة غير سرطانية، يمكن أن تتكوّن على جدرن تجويف الأنف أو الجيوب الأنفية، وعادةً ما تُسبب هذه الأورام التهابًا مزمنًا في الأنف ينتج عنه الإحساس برائحة متعفنة في الأنف، أو انخفاض كبير في حاسة الشم والذوق، إضافةً إلى انسداد الأنف، وتأثيرها على القدرة على التنفس من خلال الأنف، وغالبًا ما تكون الرائحة الكريهة التي تُصاحب الزوائد اللحمية الأنفية ناتجة عن تراكم السوائل داخل الزوائد اللحمية.
  • التهابات الجيوب الانفية: وهي من أمراض الأنف الشائعة، التي يمكن أن تحدث بفعل عدوى بكتيرية أو فيروسية أو حتى فطرية، لا سيّما لدى الأشخاص الذين يُعانون من ضعف في أجهزتهم المناعية، ويمكن أن يتراوح التهاب الجيوب الأنفية من أنواعًا بسيطة إلى أنواعًا خطيرة، كتلك التي تحدث بفعل العدوى الفطرية، وتُسبب التهابات الجيوب الأنفية أعراضًا متعددة، مثل: احتقان الأنف والذي يمكن أن يتداخل مع حاسة الشم لدى المصاب، ورائحة الفم الكريهة، وإفرازات ذات رائحة كريهة في الأنف وخلف الحلق، وكل ذلك يُسبب الرائحة الكريهة في الأنف.
  • ضعف صحة الفم والأسنان: يمكن أن يتسبب تراكم البكتيريا بين الأسنان أو في التجاويف الناجمة عن تلف الأسنان في تكوّن الروائح الكريهة في الأنف، وذلك عن طريق إنتاج هذه البكتيريا مجموعة من الغازات التي تتحول إلى روائح كريهة، وتنتقل عبر ثقوب صغيرة موجودة في الجزء الخلفي من الفم إلى الجيوب الأنفية وتسبب رائحة كريهة في الأنف، كما يمكن لحالات تسوس الأسنان، والتهاب اللثة، وأمراض اللثة المختلفة أن تزيد من فرص تكوّن الرائحة الكريهة في الفم والأنف.
  • التنقيط الأنفي: وهي حالة تحدث بفعل التهابات الأنف، أو الجيوب الأنفية، أو البرد والانفلونزا، وتتمثّل بإنتاج المخاط السميك الذي يجعل من الصعب تصريفه بشكلٍ طبيعي، وتسربه إلى الجزء الخلفي من الحلق.
  • جفاف الفم: وهي حالة تتمثّل بعدم تدفق الكمية الكافية من اللعاب في الفم مما يؤدي إلى تراكم الميكروبات، وبقايا الطعام، والجسيمات غير المرغوب فيها من الفم، وبالتالي التسبّب برائحة أو طعمًا سيئًا في الفم والأنف.
  • الهلوسة الشمية (phantosmia): وهو خلل مؤقت يُصيب حاسة الشم، ويتسبب بشم بعض الروائح الكريهة غير الموجودة أصلًا، ويمكن أن تحدث هذه الحالة بعد الإصابة بعدوى في الجهاز التنفسي، أو إصابة في الرأس، كما يمكن أن تؤدي بعض الحالات المرضية، مثل مرض باركنسون، أو أورام الدماغ، أو التهاب الجيوب الأنفية إلى إثارة الروائح الوهمية في الأنف.
  • الفشل الكلوي المزمن: الذي يتمثّل بفقدان تدريجي لوظائف الكلى، مما يتسبّب بتراكم الفضلات والمواد الأخرى في الجسم، التي تنتج رائحة تشبه الأمونيا، يمكن ملاحظها في الجزء الخلفي من الأنف.
  • الأمراض المختلفة: بما في ذلك أمراض الجهازالهضمي، مثل الارتجاع الحمضي، ومرض السكري، الذي يمكن أن يُسبب رائحة حلوة في الأنف، إضافةً إلى أمراض الكبد التي قد تُسبب رائحة عفنة قوية في الأنف.
  • التدخين: تحتوي منتجات التبغ على مواد كيميائية تُضعف الأسنان واللثة، وبالتالي تزيد من خطر الإصابة بأمراض الأسنان واللثة، كما يمكن للتبغ أن يمنح النفس رائحة كريهة، ويُقلّل من حاستي الشم والتذوق، وبالتالي قد يتسبب في شم الرائحة الكريهة في الأنف.
  • الأدوية: إذ قد تُسبب بعض الأنواع من الأدوية في نشوء الروائح الكريهة في الأنف، بما في ذلك أدوية العلاجات النفسية، مثل: المنشطات النفسية كالأمفيتامينات، ومضادات الذهان كالفينوثيازينات.
  • الأطعمة والمشروبات: بما في ذلك الأطعمة الحارة، أو الثوم والبصل، أو القهوة.


كيف يتم التخلص من الروائح الكريهة في الأنف؟

غالبًا ما تزول حالة الروائح الكريهة في الأنف من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى التدخل العلاجي، إلّا أنّ بعض الحالات -لا سيّما الحالات الناتجة عن الأمراض والالتهابات الأنفية- تحتاج إلى العلاجات الطبية والدوائية، ومن أهم طرق العلاج المستخدمة للقضاء على الروائح الكريهة ف الفم ما يأتي:[٣][٤]

  • العلاجات المنزلية: يوجد مجموعة من الإجراءات العلاجية المنزلية البسيطة التي يمكن اتباعها لعلاج حالات وجود رائحة كريهة في الأنف، من ضمنها:
    • شطف الأنف بالمياه المالحة، إذ يمكن أن يساعد ذلك في تقليل شدة الرائحة الكريهة في الأنف، ويمكن تحضير المحلول الملحي في المنزل عن طريق مزج القليل من الملح مع الماء الدافئ، أو يمكن استخدام المحاليل الطبية الجاهزة.
    • المحافظة على رطوبة الجسم والفم بشكلٍ خاص، ويمكن استخدام منتجات اللعاب الصناعية لزيادة كمية اللعاب في الفم، ولتجنّب الإصابة بجفاف الفم.
    • المحافظة على نظافة الفم والأسنان، وتنظيف الأسنان باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد لمدّة دقيقتين مرتين يوميًا، واستخدام خيط الأسنان، إضافةً إلى ضرورة تنظيف اللسان بفرشاة الأسنان أو باستخدام مكشطة اللسان، ومضغ العلكة الخالية من السكر لمدة 5 دقائق بعد الوجبات.
  • أدوية الكورتيكوستيرويدات: تُستخدم الكورتيكوستيرويدات التي تُصرف بوصفة طبية للمساعدة في تقليص الزوائد الأنفية، وتقليل الالتهاب، وغالبًا ما تُستخدم بخاخات الكورتيكوستيرويد الأنفي، مثل: فلوتيكزون fluticasone، والموميتازون mometasone، إلّا أنّه يمكن استخدام الكورتيكوستيرويدات الفموية في بعض الحالات التي لا تستجيب للبخاخات.
  • التنظير الأنفي: وهي عملية بسيطة، تتضمّن إدخال منظار داخلي ورفيع مزوّد بعدسة صغيرة في أحد طرفيه من خلال تجويف الأنف والجيوب الأنفية، وغالبًا ما تُستخدم هذه العملية لإزالة الأورام الحميدة من الأنف، أو أي عوائق أخرى قد تعوق تدفق الهواء.
  • المضادات الحيوية: تُوصف المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية في الأنف، مثل: التهاب الجيوب الأنفية الناتج عن العدوى البكتيرية.
  • مضادات الهيستامين: لعلاج حالات الالتهاب الناجمة عن الحساسية.


هل يمكن الوقاية من الروائح الكريهة في الأنف؟

يمكن إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة التي قد تُساعد في تقليل فرص ظهور الرائحة الكريهة في الأنف، وتتضمن هذه التغييرات ما يأتي:[٤]

  • الاهتمام بنظافة وصحة الفم والأسنان.
  • الإكثار من شرب الماء والسوائل.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف.
  • تجنّب الأطعمة والمشروبات التي يمكن أن تُسبّب الجفاف، مثل: المشروبات التي تحتوي على الكافيين، أو المشروبات الكحولية.
  • تجنّب تناول الأطعمة والمشروبات التي تُسبّب رائحة كريهة في الفم، مثل: الثوم، والبصل.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • استخدام مضادات الهيستامين، أو مزيلات الاحتقان؛ لعلاج حالات التهاب الأنف، أو التهاب الجيوب الأنفية.
  • التحدث إلى الطبيب حول تبديل الأدوية التي قد تكون مرتبطة بجفاف الفم، أو تخفيف الجرعات المستخدمة.
  • الالتزام بإجراء فحوصات الأسنان المنتظمة، ومعالجة التهابات الأسنان أو أمراض الفم المختلفة.


المراجع

  1. "What causes a musty smell in the nose?", patient, Retrieved 2020-7-22. Edited.
  2. "Smelling things that aren't there (phantosmia)", nhs, Retrieved 2020-7-22. Edited.
  3. ^ أ ب "What’s Causing the Bad Smell in My Nose, and How Do I Cure It?", healthline, Retrieved 2020-7-22. Edited.
  4. ^ أ ب ت "What causes a bad smell in the nose?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-7-22. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×