الروابط المنطقية في الفلسفة

كتابة:
الروابط المنطقية في الفلسفة


تعريف الروابط المنطقية في الفلسفة

إن الروابط المنطقية هي حلقة الوصل بين فكرتين محددتين، تتصلان بفكرة أو بقواسم مشتركة، مما يهيئ هذا الارتباط إلى استنتاج نتائج معينة، وتستخدم الروابط المنطقية كأداة للحجاج الفلسفي، وذلك للبرهنة على مدى قوة الفكرة وصحتها.[١]


ويعرف الحجاج الفلسفي على أنه فن الإقناع العقلاني والحجج تنقسم إلى نوعين، أولها الحجج المنطقية هي الاستدلال، ويقصد به التوصل إلى نتيجة من خلال مجموعة من المقدمات، التي تربطها علاقات، أما النوع الثاني من الحجج فهو الحجج الواقعية، وهي المبنية على وقائع يمكن معاينتها.[٢]


الروابط المنطقية في المنطق الصوري

إن الألفاظ تنقسم إلى الألفاظ البسيطة، والألفاظ المركبة، والألفاظ البسيطة هي تعابير وأصوات أولية مثل كلمة إنسان، أما المركبة أما اللفظ المركب فهو عبارة عن مجموعة من التعابير التي توحدت مع بعضها لتشكيل تركيب أكثر تعقيدًا من التركيب الأولي، كقولنا الإنسان يجري، وهذا النوع من الألفاظ يطلق عليه القضية في علم المنطق.[٣]


وتتكون القضية في المنطق من موضوع، وهو محور القضية وفي المثال السابق الموضوع هو الإنسان، والجزء الثاني المحمول، وهو ما حمل على الموضوع، ومحمول القضية السابقة هو كلمة يجري، والرابط بينهما قام الفعل بتأمينه، حسب وجهة نظر أفلاطون.[٣]


وتبنى أرسطو هذا الرأي، وتعمق في دراساته المنطقية، فأفلاطون يرى أن الاسم أو الفعل لوحده لا يمكن أن يشكل قضية، فالفعل ضروري للتعبير عن الاسم، وقد يكون هنالك اسم آخر يخبر عن الاسم الأول وهو الموضوع.[٣]


وله أهمية أخرى في جعل القضية ذات احتمال للصدق أو الكذب، وبذلك كانت وظيفة الفعل هي الربط، للوصول إلى قضية منطقية، ولتوضيح المعنى إذا فُصل بين موضوع القضية ومحمولها، سنجد أن المعنى لا يشكل قضية، ولذلك عرف أرسطو القضية: "على أنها كل قول يليه دال لا على طريق الآلة بل على طريق المواطأة، وليس كل قول بجازم، إنما القول الجازم هو القول الذي يحتمل الصدق أو الكذب وهذا ليس بموجود في كل الكلام".[٣]


ويلاحظ أنه في حال كانت القضية تتكون من اسمان مثل سقراط إنسان، فالموضوع لهذه القضية هو سقراط، والحمول هو كلمة إنسان، أما الرابطة فهي رابطة مضمرة، وهي الضمير هو، وهو ضمير مستتر، ويلاحظ أنه في اللغة العربية غالبًا ما تكون الرابطة غير ظاهرة إلا أنه يمكن الاستدلال عليها من خلال الرجوع إلى قواعد اللغة، وفلسفة النحو.[٤]


الروابط المنطقية في القضايا المنطقية عند ابن سينا

طور الفلاسفة المسلمين المنطق الأرسطي، بعد أن بذلوا جهودًا كبيرة في إدخال المنطق اليوناني إلى الحضارة العربية، وبالنسبة لابن سينا فإنه ذهب إلى أن الروابط المنطقية هي النسبة بين الموضوع والمحمول، وتلبي الحاجة في اللغة الفارسية، ولكنها تلغى في اللغة العربية لاعتبارها حشو، لكنها تظهر في حال كانت القضية ثلاثية كقولنا، الإنسان يوجد عادلًا.[٤]


المراجع

  1. "Logical Connections", files.wordpress, Retrieved 19/1/2022. Edited.
  2. أبو الزهراء، دروس في الحجاج الفلسفي، صفحة 5. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث شترات خالد، تاريخ المنطق من الرمزيية إلى الصورية عند روبير بلانشي، صفحة 40-41.
  4. ^ أ ب الدكتورة نعمة محمد إبراهیم والباحثة رويدة جاسم عبيد ، منطق القضايا وأحكامها عند ابن سينا، صفحة 7-8. بتصرّف.
2557 مشاهدة
للأعلى للسفل
×