الرياء وأنواعه

كتابة:
الرياء وأنواعه

الرياء

الرياء لغةً هو مصدر للفعل: راءى الناسَ، وهو مشتقٌ من الفعل رأى، وهو أن يقوم الإنسان بإظهار غير ما هو عليه للناس من حوله حتى يحمدوه ويذكروا فضله، ويقول ابن حجر في الرياء: "الرياء إظهار العبادة بقصد رؤية الناس لها، فيحمدوا صاحبها". وهو أن يطلبَ المسلم ثواب أعماله في دار الدنيا من ثناء الناس وذكر محامده وأفعاله بإظهار أفعال الخير وعدم إخلاص الأقوال والأفعال والعبادات لله تعالى، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول الرياء وأنواعه وحول آثار الرياء. [١]

الرياء وأنواعه

الرياء وأنواعه من أمراض القلوب التي تحملُ أخطارًا كبيرةً على المسلمين، فهو يذهبُ بركةَ الأعمال ويبطلها ويمحق ثوابها، ويورثُ الصغار والذل للمسلم ويؤدي إلى الهلاك يوم لا ينفعُ مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم، ومن أجل أن يبتعد المسلم عن الرياء يجب عليه التعرف على الرياء وأنواعه الكثيرة عند ذلك يمكنه أن يحترزَ منها ويأخذ حذره من الوقوع في أي نوعٍ من أنواع الرياء المختلفة، وفيما يأتي سيتمُّ ذكر أنواع الرياء الكثيرة بالتفصيل: [٢]

  • ألا يكون مرادُ المسلم وجهَ الله تعالى، بل على العكس يكون مبتغاه غير الله تعالى ويحبُّ أن يعلمَ الناس أنه يقوم بذلكَ الفعل، وهذا نوع من النفاق؛ لأنَّه ليس فيه إخلاص مطلقًا.
  • عندما يكون مقصدُ المسلم وجه الله تعالى، ولكنَّه يزيد من عباداته وأعماله ويزينها عندما يراها الناس وهذا شرك السرائر الذي أشار إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قوله: "إياكم وشرك السرائر، قالوا: وما شرك السرائر، قال: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه فذلك شرك السرائر" [٣].
  • الرياء الخفي: يؤدي المسلم العبادة مخلصًا لله تعالى وينهيها كذلك، ولكن عندما يعلم بها الناس ويتحدثوا عنها ويمدحوه بسببها، يدخل في نفسه ذلك السرور والرغبة في ازدياد المدح والثناء والتمجيد لينال رغبته تلك.
  • الرياء بالأقوال: وغالبًا ما يقع فيه أهل الدين من الوعاظ والخطباء وغيرهم، ومن يحفظُ الأحاديث والأخبار من أجل المجادلات والمناظرات لإظهار علمه.
  • الرياء بالأفعال: مثل مراءاة المصلي بإطالة الركوع والسجود وإظهار الخشوع، وكذلك المرأة في الصيام والصدقات والحج.
  • الرياء بالبدن: مثل إظهار النحول ليرى الناس أنَّه كثير العبادة والطاعات، أو وضع علامة على الجبين ليرى الناس كثرة عبادته وسجوده.
  • الرياء باللباس: لبس الثياب المرقعة ليرى الناس زهده في الدنيا مثلًا.
  • الرياء بالأصحاب والزوار: مثل الذي يدعو العالِم لزيارته، ثم يتباهى بذلك ليقال: إن أهل الدين يزورونه.
  • الرياء بذم النفس: يعمد المسلم عند ذلك لذمِّ نفسه بين الناس لكي يريهم مدى تواضعه، فتعلو مكانته عندهم.
  • ومن أنواع الرياء أيضًا أن يجعل العبدُ الإخلاصَ وسيلةً لما ينوي أن يناله من مطالب، روى ابن تيمية: "حكي أنَّ أبا حامد الغزالي بلغه أن من أخلص لله أربعين يومًا تفجرت الحكمة من قلبه على لسانه. قال: فأخلصت أربعين يومًا، فلم يتفجر شيء، فذكرت ذلك لبعض العارفين فقال لي: إنَّك أخلصت للحكمة لم تخلص لله"، فالإخلاص ذاك من أجل تحقيق أمر شخصي كالحكمة أو نيل تعظيم الناس وليس لله تعالى.

آثار الرياء

بعد الحديث عن الرياء وأنواعه يجدر بالذكر تناول آثار الرياء على المسلم، فالرياء من الأمراض التي تحمل الكثير من الأخطار والآثار السلبية على الفرد والمجتمع والأمة أيضًا، وتؤدي إلى هلاك العبد وخسارته في الدنيا والآخرة، ومن أهم آثار الرياء على المسلم ما يأتي: [٤]

  • الرياء من أخطر الأمور التي تحيقُ بالمسلم، روى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: خرجَ علَينا رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- ونحنُ نتذاكَرُ المسيحَ الدَّجَّالَ، فقالَ: ألا أخبرُكُم بما هوَ أخوَفُ عليكُم عندي منَ المسيحِ الدَّجَّالِ؟ قالَ: قُلنا: بلَى، فقالَ: الشِّركُ الخفيُّ، أن يقومَ الرَّجلُ يصلِّي، فيزيِّنُ صلاتَهُ، لما يرَى مِن نظرِ رجلٍ" [٥].
  • الرياء يذهبُ الأعمال الصالحة ويمحو بركتها ويبطلها، قال تعالى: {كالذي ينفقُ ماله رئاءَ النَّاس ولا يؤمنُ بالله واليوم الآخر فمثلهُ كمثل صفوانٍ عليه ترابٌ فأصابهُ وابلٌ فتركه صلدًا لا يقدرونَ على شيءٍ ممَّا كسبُوا والله لا يهدِي القومَ الكافرين} [٦]، وفي الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قال اللهُ تباركَ وتعالَى: أنا أغنَى الشركاءِ عن الشركِ. مَن عمِل عملًا أشرك فيه معِي غيرِي، تركتُه وشركَه" [٧].
  • المرائي يستحقُّ المقت والعقاب من الله تعالى، وأول من يناله العذاب يوم القيامة.
  • الرياء يورثُ الذل لصاحبه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من سمَّع سمَّع الله به، ومن يرائي يرائي الله به" [٨].

المراجع

  1. سيئة القلوب: الرياء, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-1-2019، بتصرف
  2. كتاب الحاوي في تفسير القرآن الكريم, ، "www.al-eman.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-1-2019، بتصرف
  3. الراوي: محمود بن لبيد الأنصاري، المحدث: شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج المسند، الصفحة أو الرقم:  39/ 40، خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات
  4. أثر الرياء على العمل, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-1-2019، بتصرف
  5. الراوي: أبو سعيد، المحدث: البوصيري، المصدر: مصباح الزجاجة، الصفحة أو الرقم: 4/237، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
  6. {البقرة: الآية 264}
  7. الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2985، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  8. الراوي: جندب بن عبدالله، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6499، خلاصة حكم المحدث: صحيح
6231 مشاهدة
للأعلى للسفل
×