أركان الإسلام
يمكنُ تعريف الإسلام على أنَّه عقيدة وشريعة، أرسل الله تعالى نبيَّه محمد -صلى الله عليه وسلم- بالإسلام إلى البشرية ليُصلِحَ لهم دنياهم ويحفظَ لهم آخرتهم ويكونوا من الفائزين يوم القيامة، فهو آخر الديانات السماوية التي حدَّد الله تعالى به قواعد وضوابط لتنتظم بها الحياة من حلال وحرام وآداب وأخلاق عامة وعبادات ومعاملات بين الناس وحقوق وواجبات، وجعل للإسلام خمسة أركان أساسية يقوم عليها منها الزكاة، وردت في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ" [١]، وهذا المقال سيتحدث عن الزكاة في الإسلام. [٢]
الزكاة في الإسلام
تعدُّ الزكاة في الإسلام ركنًا أساسيًّا من أركانه الخمسة الثابتة في كتاب الله تعالى وسنة نبيِّه وإجماع علماء المسلمين، فقد ورد في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ" [١]، والزكاة لغةً معناها مشتَّق من التنمية والتزكية والزيادات، لأنَّها اتباع لأوامر الله تعالى فهي تزيد بالإنفاق وتحمي المال الذي تخرجُ منه وتحفظه بحفظ الله تعالى، فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "ما نقصَ مالٌ من صدقة" [٣]، وتتميَّز الزكاة عن بقيَّة الضرائب والجبايات الماليَّة أنَّها التزام بأوامر الله تعالى مقترنةً بذلك بأسمى آيات الإيمان والاحتساب عند الله تعالى، إضافةً إلى أنَّها تؤخذُ من الأغنياء أصحاب المال وتعطى للفقراء من المسلمين، فقد ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال في الزكاة في الإسلام: "تؤخذُ من أغنيائهم وترد على فقرائهم" [٤]، وبالتالي فإن الزكاة في الإسلام فريضة عظيمة وركن من أركانه الثابتة ويجبُ على المسلمين الالتزام بالزكاة اتباعًا لأوامر الله تعالى وبسبب ما تعود فيه على المجتمع الإسلامي من فضائل ومنافع. [٥]
فضل الزكاة
الزكاة في الإسلام من أعظم الأركان والفرائض التي تعود بالمنافع على المسلمين جميعًا، لذلك فقد فرضها الله تعالى وحذَّر من مغبَّة ترك هذه الفريضة، فقد ورد عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من أحدٍ لا يؤدِّي زكاةَ مالِهِ، إلَّا مثِّلَ لَهُ يومَ القيامةِ شجاعًا أقرعَ حتَّى يطوَّقَ به عنقُهُ، ثمَّ قرأَ علينا رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ- مصداقَهُ منكتابِ اللَّهِ تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}" [٦]، ولذلك فقد جعل الله تعالى في أدء الزكاة في الإسلام الكثير من الفضائل، وفيما يأتي أهم فصائل الزكاة في الإسلام: [٧]
- جعل الله الزكاة في الإسلام وسيلةً لتطهير أموال المسلمين ونفوسهم، قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [٨].
- الزكاة من الأعمال التي تبعثُ في نفوس المسلمين الشعور بالأخوة، قال تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [٩].
- الزكاة في الإسلام حصن حريز لأموال المسلمين، فالزكاة تقي الأموال من الآفات والخسائر كما وعد الله تعالى وتحفظها من النقصان، فقد ورد أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "حَصِّنوا أموالَكم بالزكاةِ، ودَاوُوا مرضاكم بالصدقةِ، واستقبِلوا أمواجَ البلاءِ بالدُّعاءِ والتَّضرُّعِ" [١٠].
- الزكاة في الإسلام من الأعمال والعبادات التي تكون سببًا ليدخل المسلم بفعلها إلى جنات النعيم، فقد ورد عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنَّ أعرابيًّا أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: دلَّني على عمل إذا عملته دخلتُ الجنة، قال: "تعبد الله ولا تُشْرِك به شيئًا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتُؤدِّي الزكاة المَفْرُوضة، وتَصُوم رمضان"، قال: والذي نفسي بِيَده، لا أزيد على هذا، فلمَّا وَلَّى، قال: "مَن سَرَّه أنْ ينظرَ إلى رجلٍ من أهل الجنة، فَلْيَنْظُر إلى هذا" [١١]
- وعد الله تعالى الذين يؤدون زكاة أموالهم بالفلاح والفوز في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُون} [١٢]
المراجع
- ^ أ ب الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 8، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ أركان الإسلام, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-12-2018، بتصرف
- ↑ الراوي : -، المحدث: الترمذي، المصدر: تهذيب التهذيب، الصفحة أو الرقم: 5/113، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1395، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الزكاة تعريفها وخصائصها, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-12-2018، بتصرف
- ↑ الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: الهيتمي المكي، المصدر: الزواجر، الصفحة أو الرقم: 1/169، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
- ↑ الزكاة ركن الإسلام, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-12-2018، بتصرف
- ↑ {التوبة: الآية 103}
- ↑ {التوبة: الآية 11}
- ↑ الراوي: الحسن البصري، المحدث: أبو داود، المصدر: المراسيل، الصفحة أو الرقم: 210، خلاصة حكم المحدث: أورده في كتاب المراسيل
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1397، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ {المؤمنون: الآيات 1 - 4}