الزهد في العصر العباسي الأول

كتابة:
الزهد في العصر العباسي الأول

الزهد

الزُّهْد هو الانصرافَ إلى العِبادة وترْك ملَذَّات الدُّنْيا، الإِعْراض عَنْها احْتقاراً لها.[١]

الزهد في العصر العباسي الأول

بعد تلك الظروف الصعبة والتراجع الديني في العصر العباسي ظهر هناك خيط من النور يلتف حوله خيوط الزهد، حيث دعا الناس بعضهم إلى الرجوع إلى الله، وتذكر الآخرة، كما ظهر شعر الزهد ليلفت انتباه الناس إلى ما خلقهم الله من أجله، نظرا لتعلق الناس بالدنيا ونسيان الآخرة.[٢]

اتجع الشعراء في العصر العباسي الأول إلى إدخال الزهد في أشعارهم ومواعظهم، ليوقظوا الناس من غفلتهم، وتذكيرهم بأن الحياة فانية، فبعد ذلك أصبح الزهد من التيارات المناقضة للمجون، وتميزت هذه الفترة باحتضان تيار الزهد وأشعاره.[٢]

تأثير الزهد على العصر العباسي

كان التأثير الذي خلقه الزهد على العصر العباسي كبيرًا، وتمثل بما يلي:[٣]

  • ترك الزهد باب التصوف مفتوحا ليُدخل منه.
  • الاستفادة من الانخراط والاندماج بالثقافات والحضارات الأجنبية، ليُصنع الشعر الممتلئ بالإيمان وذكر الآخرة.
  • أصبح الشعراء يستخدمون آيات القرآن الكريم، فأصبحت ذات دلالة وتأثير واضح في كتاباتهم.
  • تأثر بعض الشعراء بحالة الزهد، ممّا دفعهم إلى التوبة عن سابق أقوالهم والعودة إلى الدين.

خصائص أشعار الزهد في العصر العباسي

تميز شعر الزهد بوضوح فكرته ومناقشته للقضايا والمواعظ والحكم، وقد رتب الشعراء ونظموا شعرا في حب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كما اعتنوا بسيرته -عليه الصلاة والسلام- بشكل كبير حتى أصبح محط أشعارهم في كبائر الأمور وأصغرها، فكان الزهد في العصر العباسي منهجًا حياتيًا والتي تمثل في ترك الدنيا الفانية، وفيما يلي أهم خصائصه :[٣]

  • غلب عليه طابع الإرشاد مثل تقديم النصح في الأبيات وسهولة الألفاظ عما يحاكي الخطب مثال ذلك قول أبي العتاهية " الحمد والنعمة لك لا شريك لك لبيك إنك الملك".
  • كثرة الأبيات فوصلت أبيات القصيدة الواحدة إلى أربعة آلاف بيت.
  • أكثروا من استخدام الأوزان الشعرية .
  • الصور الفنية الوفيرة.
  • اهتموا ببنية القصيدة حتى آخر بيت فيها.
  • تأثر الشعراء بآيات القرآن الكريم في أشعارهم.
  • ركز الشعراء في قصائدهم على الموت والآخرة، كما ظهر في أبيات أبو العتاهية بشكل كبير.

شعر أبو العتاهية في الزهد

هو إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني ,العنزي من قبيلة عنزة بالولاء، أبو إسحاق الشهير بأبي العتاهية. عاش في فترة ما بين (130هـ-211هـ/747م-826م)، كان من أهم شعراء الزهد، فعبر كثيرا من الأزمات طوال حياته ، وقد تعرض للطعن في دينه، وعانى من حب لم يستطيع الفوز به، كما أنه كان في فقر شديد فعاش حياة قاسية، وغلبت عليها العزلة والكآبة، وكان متسامح ولين القلب، ومن أبزر مواضيع أبياته ما يلي:[٣]

  • ذكر الموت كثيرًا، فقال:

لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ بَقاءِ

كَفاكَ بِدارِ المَوتِ دارَ فَناءِ

فَلا تَعشَقِ الدُنيا أُخَيَّ فَإِنَّما

تَرى عاشِقَ الدُنيا بِجُهدِ بَلاءِ

حَلاوَتُها مَمزوجَةٌ بِمَرارَةٍ

وَراحَتُها مَمزوجَةٌ بِعَناءِ
  • تحدث عن خدع الدنيا وزوالها، فقال:

نَصَبتِ لَنا دونَ التَفَكُّرِ يا دُنيا

أَمانِيَّ يَفنى العُمرُ مِن قَبلِ أَن تَفنى

بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيــني

فلـم يُغـنِ البُكــاءُ ولا النّحـيبُ

المراجع

  1. "معنى الزهد"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 17/4/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب " أدب الزهد في العصر العباسي، نشأته، وتطوره، وأشهر رجاله"، مكتبة عين الجامعة، اطّلع عليه بتاريخ 17/4/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "البنى الأسلوبية في زهديات أبي العتاهية"، جامعة وهران، اطّلع عليه بتاريخ 17/4/2022. بتصرّف.
7027 مشاهدة
للأعلى للسفل
×