السبات الكبدي معلومات هامة

كتابة:
السبات الكبدي معلومات هامة

ما هو السبات الكبدي؟ ما هي أسبابه وأعراضه؟ هل هو حالة خطيرة؟ وما الذي عليك معرفته عنه؟ معلومات هامة نطرحها في المقال الآتي.

يعرف السبات الكبدي (Hepatic encephalopathy - HE) أو اعتلال الدماغ البابي الجهازي (PSE - portosystemic encephalopathy) بعدة أسماء أخرى، مثل: الاعتلال الدماغي الكبدي، وغيبوبة الكبد، والاِعْتِلاَلٌ الدِمَاغِيٌّ البَابِيٌّ-المَجْمُوعِيّ، والاعتلال الكبدي.

ما هو السبات الكبدي؟

السبات الكبدي هو مشكلة صحية ثانوية قد تنشأ نتيجة تعرض الكبد للتلف، ويطلق مصطلح السبات الكبدي طبيًّا على مجموعة واسعة النطاق من الاضطرابات العصبية النفسية التي قد تظهر لدى مرضى الكبد. قد يكون السبات الكبدي حالة مؤقتة أو مزمنة.

ينشأ السبات الكبدي نتيجة وجود خلل في الكبد غالبًا ما يكون سببه الإصابة بمرض حاد في الكبد، وهذا الخلل قد يؤدي لتدني قدرة الكبد على تنقية الدم من السموم. مع مرور الوقت تصل هذه السموم للدماغ لتتسبب بتورم خلاياه واختلال قدرة الدماغ على أداء وظائفه، مما يؤدي لظهور العديد من الأعراض على المريض.

تميل حالة السبات الكبدي للتطور ببطء في المراحل الأولى، لذا قد لا يدرك بعض المرضى في البداية إصابتهم بهذه المشكلة الصحية، ولكن ومع تدهور الحالة قد تبدأ أعراض حادة بالظهور على المريض، مثل: الإغماء، والغيبوبة.

من الممكن محاولة علاج هذا النوع من مشكلات الكبد في المراحل الأولى من خلال اللجوء لعلاجات قد تساعد الجسم على التخلص من السموم الموجودة في مجرى الدم، ولكن ومع تفاقم الحالة قد يصبح جسم المريض أقل استجابة للعلاجات.

أنواع السبات الكبد  

للسبات الكبدي ثلاثة أنواع مختلفة، وهي:

1. السبات الكبدي من النوع أ (Type A HE)

ينشأ نتيجة الإصابة بفشل حاد في الكبد غير مرتبط بأمراض الكبد. من أبرز أسباب السبات الكبدي من النوع أ ما يأتي:

  • تناول جرعة مفرطة من عقار الأَسِيتامينُوفين (Acetaminophen).
  • الإفراط في شرب الكحوليات.
  • الإصابة بمشكلات صحية معينة، مثل: مرض ويلسون، والتهاب الكبد.

2. السبات الكبدي من النوع ب (Type B HE)

لا يرتبط هذا النوع بأمراض الكبد، بل قد ينشأ نتيجة وجود تحويلة (Shunt) معينة في الأوردة تجعل الدم يتدفق في محيط الكبد بدلًا من التدفق إلى الكبد مباشرة، مما يجعل الكبد عاجزًا عن تنقية الدم من السموم.

هذا النوع من الخلل قد يكون خلقيًّا أو قد ينشأ نتيجة التعرض لحادث ما.

3. السبات الكبدي من النوع ج (Type C HE) 

ينشأ هذا النوع نتيجة الإصابة بتشمع الكبد (Cirrhosis)، وهي حالة حادة قد تنشأ في المراحل المتقدمة من مرض الكبد.

وهذه أبرز أمراض الكبد التي قد تحفز تشمع الكبد: التهاب الكبد B، والتهاب الكبد C، ومرض الكبد الدهني غير الكحولي.

أعراض السبات الكبدي

في المراحل الأولى قد لا تظهر على المريض أية أعراض، ولكن ومع تطور الحالة، قد تظهر الأعراض الآتية:

  • الاكتئاب.
  • الإرهاق.
  • القلق.
  • التلعثم في الحديث.
  • تغييرات في الشخصية أو في السلوكيات أو في المزاج.
  • مشكلات في الذاكرة والتركيز.
  • مشكلات متعلقة بالإدراك والتفكير. 
  • الارتباك.
  • اضطرابات في التوازن أو التنسيق.
  • حركات لاإرادية في بعض مناطق الجسم، مثل الارْتِعَاشُ الخافِق (Asterixis). 
  • فقدان الوعي.
  • الرَمَعٌ العَضَلِيّ (Myoclonus). 
  • أعراض أخرى، مثل: أنفاس حلوة الرائحة، وفرط النعاس، والنوبات. 
  • مراحل السبات الكبدي

يصنف السبات الكبدي تبعًا لحدة الأعراض الظاهرة في 5 مراحل يتم ترقيمها من 0-4، أقلها حدة المرحلة رقم 0، وأكثرها حدة المرحلة رقم 4 والتي قد تتضمن فقدان المريض لوعيه أو دخوله في غيبوبة. 

أسباب السبات الكبدي

تنشأ حالة السبات الكبدي نتيجة وجود خلل في الكبد يجعله غير قادر على أداء وظائفه المعتادة التي يعمل من خلالها على طرد السموم من الجسم، فتبدأ هذه السموم بالتراكم في مجرى الدم لتتدفق مع الدم إلى الدماغ مسببة إحداث خلل فيه، ومن الأمثلة على هذه المواد السامة مادة الأمونيا.

هذه أبرز العوامل التي قد ترفع من فرص الإصابة بالسبات الكبدي:

  • الإفراط في شرب الكحوليات.
  • الإفراط في تناول البروتينات من قبل شخص مصاب بتلف في الكب.
  • تناول جرعات عالية من أدوية معينة، مثل: مسكنات الألم، والعقاقير المنومة.
  • الإصابة بنزيف في القناة الهضمية، أو الإصابة بالإمساك.
  • الإصابة بمشكلات معينة في الكبد، مثل: تشمع الكبد، والتهاب الكبد.
  • الإصابة بمشكلات صحية أخرى، مثل: الجفاف، واِضْطِرابُ تَوازُن الكَهَارِل (Electrolyte imbalance)، وفشل بعض أعضاء الجسم، والإنتان (Sepsis).

تشخيص السبات الكبدي 

لا توجد فحوصات معينة لتشخيص هذه الحالة، ولكن قد تساعد هذه الإجراءات على التوصل للتشخيص الصحيح:

  • فحوصات الدم، لرصد أية التهابات أو نزيف مرتبط بأمراض الكبد.
  • فحوصات قد تساعد على استبعاد الإصابة بمشكلات أعراضها شبيهة بالسبات الكبدي، مثل: التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب.
  • فحص جسدي للمريض.

علاج السبات الكبدي 

يعتمد العلاج الذي قد يوصي به الطبيب على عدة عوامل، مثل: حدة السبات الكبدي، ونوع الأعراض الظاهرة، والحالة الصحية للمريض، وحدة الضرر الذي طال الكبد مسببًا السبات الكبدي.

وهذه بعض الحلول العلاجية التي قد يطرحها الطبيب:

  • استخدام أدوية تهدف لتحقيق الآتي: علاج الالتهابات، والسيطرة على النزيف، وطرد السموم من الجسم، وتقليل مستويات الأمونيا التي يتم إنتاجها في القناة الهضمية، وعلاج المرض الذي سبب السبات الكبدي.
  • التوقف عن استخدام الأدوية التي ربما حفزت السبات الكبدي.
  • الخضوع لعملية زراعة كبد إذا كان تلف الكبد الحاصل حادًّا.
3563 مشاهدة
للأعلى للسفل
×