السببية في الفيزياء مبدأها ودورها في البحث العلمي

كتابة:
السببية في الفيزياء مبدأها ودورها في البحث العلمي


ظهور مفهوم السببية في الفيزياء

كان يُنظر إلى تاريخ العلم على أنه تاريخ البحث عن السببية، هنا نتحدث بشكل أكبر عن علم الفيزياء، إلا أن كل المعارف بشكل شبه كامل أساس فهمها وتحصيلها هو معرفة السببية أو الوصول إلى علاقة السببية.[١]

مرت الفيزياء بمرحلتين كبيرتين هما: مرحلة الفيزياء الكلاسيكية ومرحلة الفيزياء المعاصرة، وتغيرت مكانة السببية في كل مرحلة منهما فالسببية هي العلاقة بين السبب والنتيجة.[١]

مبادئ السببية في الفيزياء

ومن الجدير بالذكر أن فيزياء نيوتن كانت مرتبطة بالأجسام الكبيرة، ووضع نيوتن على ذلك تصوره أن الأرض مسطحة، وأن هناك ثلاثة قوانين للحركة هي كما يأتي:[٢]

  • كل جسم يظل على حالة (سواء ساكنا أو متحركا) ما لم يجبره شيء خارجي على تغيير حالته.
  • كمية الحركة تتناسب مع القوة المؤثرة على الجسم، وتكون الحركة في نفس اتجاه القوة المؤثرة على الجسم.
  • لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه.

هذه القوانين الثلاثة تكشف لنا عن إيمان كامل بمبدأ السببية والحتمية، فما من تغير في الكون إلا ولا بد من وجود شيء كان سببا له.

دور السببية في الفيزياء المعاصرة

بعد تطور الفيزياء، وظهور الفيزياء المعاصرة التي كانت قمتها مع العالم آينشتاين، بدأت السببية والحتمية تتغير، وبدأت نظرتنا للعالم تتغير، الفيزياء المعاصرة أو فيزياء الكوانتم ركزت على الذرات والأجسام شديدة الصغر، ولكنها اكتشفت أن قوانين حركة الذرات لا تخضع لنفس السببية والحتمية التي كان نيوتن يجدها ويحدثنا عنه بقوانين الحركة التي قال بها.[٣]

إن الذرات تتحرك بعشوائية، لا يمكن التنبؤ بحركة هذه الجسيمات الصغيرة. العالم الذي كان يبدون كآلة تحول إذن حين نظر العلماء إلى الأجسام شديدة الصغر إلى عالم من العشوائية تحول معه مبدأ اليقين والحتمية إلى مبدأ آخر اسمه اللايقين.[٣]

أهمية فهم السببية عند العلماء

حين يدرس العلماء ظاهرة المطر، فإنهم يكونون على علم بالظاهرة شكل مبدئي، ولكنهم يجهلون السبب الذي يؤدي إلى حدوثها، والسببية كانت هي تفسير سبب وقوع الظاهرة؛ وبالتالي فهم الظاهرة والتنبؤ بمدى إمكانية حدوثها، هذا هو العلم الذي نعرفه، فهم للظواهر يمكننا معه توقع أو تنبؤ مدى إمكانية تكرار مثل هذه الظواهر في المستقبل.[٣]

اكتشاف دور السببية في الفيزياء

كان هكذا يبدو الوضع في الماضي، في أيام الفيزياء الكلاسيكية والتي بلغت قمتها مع العالم نيوتن صاحب اكتشاف الجاذبية، كانت الفيزياء والعلم كله حينئذ يعني اكتشاف السببية، وكان يتم اعتبار أي بحث علمي هو بحث عن السببية، وكانت السببية مرتبطة بمفهوم آخر اسمه الحتمية.[٢]

كان يتم النظر إلى العالم في الفيزياء الكلاسيكية على أنه آلة ميكانيكية دقيقة كلما تحرك ترس يترتب على ذلك حركة ترس آخر، ونحن البشر علينا أن نكتشف دائما الترس الذي تحرك أولا لكي نعرف لماذا تحرك الترس الثاني.[٢]

المراجع

  1. ^ أ ب "السببية"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت يمنى طريف الخولي ، فلسفة العلم في القرن العشرين، صفحة 81. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت باسل الطائي ، مقال السببية في الفيزياء المعاصرة، صفحة 1. بتصرّف.
10233 مشاهدة
للأعلى للسفل
×