محتويات
هل يوجد سبع آيات منجيات؟
القرآن الكريم بجميع سوره وآياته نجاةٌ للمؤمن وهدايةٌ وفلاحٌ لمن تمسك به وتلاه آناء الليل وأطراف النهار، ولا يوجد أصلٌ لما يسمى بالسور أو الآيات السبع المنجيات؛ حيث إنّه لم يثبت دليلٌ شرعيٌّ من القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة يدّل على ذلك.[١]
وإنّ ما انتشر بين الناس من تخصيص سورة الكهف، والسجدة، ويس، وفصلت، والدخان، والحشر والملك، ووصفها بأنّها السبع المنجيات لا أصل له، وتخصيصها بالقراءة في زمان أو مكان أو حالٍ معينة لا دليل عليه، وهذا ينطبق على جميع الآيات والسور التي يزعم البعض بأنّها وُصفت بالمنجية.[٢]
وبيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- بالثابت من أقواله وأفعاله وتقاريره في السنة النبوية جواز قراءة الرقية الشرعية بنيّة الحفظ والتحصين، أمّا تخصيص بعض السور والآيات رجاء النجاة والتبرك والحفظ وجمعها في كتاب دون غيرها من سور القرآن الكريم مخالفٌ للشريعة الإسلامية من عدّة وجوه كما يأتي:[٢]
- لأنه سيؤدي لهجر أكثر القرآن وتخصيص بعض آياته وسوره بما لم يثبت عن النبي الكريم أو الصحابة تخصيصه.
- لأنّ جمع هذه السور في كتاب ووصفها بالمنجية سيؤدي إلى مخالفة ترتيب المصحف العثماني الذي أجمع عليه الصحابة -رضوان الله عليهم-.
- لأنّ الجامع لهذه السور أو الآيات في كتابٍ أو ما شابه ووصفها بالمنجية قد أساء الفهم وذكر ما لم يثبت فيه أصلٌ شرعيّ.
آيات وسور للحفظ والسلامة
إن جميع آيات القرآن الكريم وسوره حفظٌ وسلامةٌ لقلب المؤمن وجسده؛ وذلك لما في القرآن من منفعة وخير وبركة، وسنذكر بعض الآيات والسور التي يستطيع المؤمن قراءتها بنيّة تحصين النفس والحفظ والنجاة من كل سوء مع ذكر الدليل الذي يدّل على فضلها من السنة النبوية فيما يأتي:
آية الكرسي
قال -تعالى- (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).[٣]
وقد ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزالَ معكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقْرَبُكَ شيطانٌ حتَّى تُصْبِحَ).[٤]
آخر آيتين من سورة البقرة
قال -تعالى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ* لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥]
وقد ثبت عن النبي الكريم أنّه قال: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ)،[٦] وثبت أيضاً في قراءة سورة البقرة قوله -عليه الصلاة والسلام-: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).[٧]
سورة الإخلاص والمعوذتين
ثبت عن عبد الله بن خبيب أنّه قال: (خرجنا في ليلةٍ مطيرةٍ وظلمةٍ شديدةٍ نطلبُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يصلي لنا، قال: فأدركْتُه، فقال: قل، فلم أقُلْ شيئًا، ثم قال: قل، فلمْ أقُلْ شيئًا، قال: قل، فقلتُ: ما أقول؟ قال: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)، والمعوِّذتَين حين تُمسي وتصبحُ ثلاثَ مراتٍ تكفِيك من كلِّ شيءٍ)،[٨] وسنذكر سورة الإخلاص والمعوذتين فيما يأتي:
- قال -تعالى-: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ).[٩]
- قال -تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)،[١٠]
- قال -تعالى-: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).[١١]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 638، جزء 2. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 8665، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة ، آية:255
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5010، معلق.
- ↑ سورة البقرة، آية:285- 286
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم:5009، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:780 ، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن خبيب، الصفحة أو الرقم:3575، حسن صحيح.
- ↑ سورة الإخلاص، آية:1- 4
- ↑ سورة الفلق، آية:1- 5
- ↑ سورة الناس، آية:1- 6