محتويات
مفهوم السلسلة الغذائية البحرية
تُعرّف السلسلة الغذائية في علم البيئة بأنّها تسلسل انتقال الطاقة والمادّة على شكل طعام من كائن حي إلى آخر، ولأنّ معظم الكائنات الحية تستهلك أكثر من نوع واحد من الطعام من مصادر حيوانية أو نباتية، فإنّ السلاسل الغذائية تتشابك لتشكّل ما يُسمّى بالشبكة الغذائية.[١]
وبسبب هذا التسلسل الغذائي فقد يؤدّي نقص الطعام إلى اختفاء مجموعات كاملة من النباتات والحيوانات، إذ إنّ بقاء الكائنات الحية في أيّ بيئة طبيعية يعتمد على قدرتها على صنع أو إيجاد غذائها، وتنتج بعض الأنواع الغذاء ذاتيًا مثل النباتات البرية والنباتات التي تعيش في البحار، وذلك من خلال عملية البناء الضوئي.[٢]
مستويات السلسلة الغذائية البحرية
يعرف العلم اليوم نحو 300 ألف نوع من الكائنات البحرية، أي ما يُقارب 15% من أنواع الكائنات الحية التي تمّ تحديدها على كوكب الأرض، ولكنّ البحار شاسعة لدرجة أنّ العديد من الأنواع التي تعيش فيها قد تكون غير معروفة بعد، وترتبط معظم هذه الأنواع البحرية معًا من خلال سلاسل غذائية، وفيما يأتي توضيح لمستويات السلسلة الغذائية البحرية.[٣]
المستوى الأول: المنتجات
تشكّل المنتِجات الأولية (بالإنجليزية: Primary Producers) المستوى الأول في السلسلة الغذائية البحرية، ومنها: البكتيريا، والعوالق النباتية، والطحالب، إذ تحصل هذه المنتجات على الطاقة دون الحاجة إلى تناول الطعام، وذلك من خلال استخدام طاقة الشمس لبناء الكربوهيدرات في عملية البناء الضوئي، أو عن طريق توليد الطاقة دون أشعة الشمس باستخدام التمثيل الكيميائي (بالإنجليزية: Chemosynthesis).[٤]
المستوى الثاني: الحيوانات العاشبة
يتكوّن المستوى الثاني في السلسلة الغذائية البحرية من الحيوانات العاشبة (بالإنجليزية: Herbivores) التي تتغذّى على النباتات البحرية الوفيرة، وتشمل الحيوانات العاشبة الدقيقة، مثل: العوالق الحيوانية، ومنها قناديل البحر، ويرقات بعض الأسماك، والرخويات.[٣]
كما تشمل أيضًا الحيوانات العاشبة الكبيرة، مثل: أسماك الببغاء، والسلاحف الخضراء، وخروف البحر، وعلى الرغم من الاختلاف بالحجم بين الحيوانات العاشبة البحرية، إلّا أنّها تشترك بشهيتها الشرهة اتّجاه نباتات المحيطات، وفيما بعد تصبح هذه الحيوانات غذاءً لآكلات اللحوم من المستوى الأعلى للسلسلة الغذائية.[٣]
المستوى الثالث: آكلات اللحوم
يشمل المستوى الثالث في السلسلة الغذائية البحرية مجموعة كبيرة ومتنوّعة من الحيوانات آكلات اللحوم (بالإنجليزية:Carnivores)، منها الصغيرة، مثل: السردين، والرنكات، ومنها الكبيرة، مثل: الأخطبوط، والعديد من الأسماك التي تتغذّى على اللافقاريات الصغيرة التي تعيش بالقرب من الشاطئ، وعلى الرغم من أنّ هذه الحيوانات تصطاد ما تتغذى عليه بمهارة، إلّا أنّها قد تقع فريسة للأسماك الكبيرة.[٣]
المستوى الرابع: آكلات الجيف
يتكوّن المستوى الرابع في السلسلة الغذائية البحرية من الحيوانات آكلات الجيف (بالإنجليزية: Scavengers) التي تعيش في قاع البحار، وتتغذّى على بقايا الكائنات الحية التي تصل إلى الأعماق، ومنها: السرطانات، والكركند.[٤]
المستوى الخامس: المتغذّيات الانتهازية
يتكوّن المستوى الخامس في السلسلة الغذائية البحرية من العديد من المستهلكات التي تُسمّى بالمتغذّيات الانتهازية (بالإنجليزية: Opportunistic Feeders)، والتي تتغذّى في أي مستوى في السلسلة الغذائية، حتى أنّها قد تتغذّى على بعضها أحيانًا.[٤]
المستوى السادس: المحلّلات
يتضمّن المستوى النهائي في السلسلة الغذائية البحرية المحلّلات (بالإنجليزية: Decomposers)، والتي تشمل البكتيريا البحرية، والفيروسات،[٤] وتساهم المحلّلات في تحلّل المواد العضوية التي تبقى من المخلّفات لتصبح مغذّيات يُعاد تدويرها إلى المحيط حتى تستخدمها المنتجات كالعوالق النباتية، وبذلك تكتمل الشبكة العذائية البحرية.[٥]
أمثلة على السلسلة الغذائية المبنية على عملية البناء الضوئي
تكون السلاسل الغذائية في البيئات المائية غالبًا معقّدة، وتلعب المحلّلات دورًا مهمًا فيها، إذ توزّع المغذّيات في تربة القاع وجميع أنحاء المياه لتغذية العوالق التي تشكّل قاعدة لجميع السلاسل الغذائية البحرية.[٦]
وفيما يأتي أمثلة على سلاسل غذائية مبنية على منتجات تصنع غذاءها من خلال عملية البناء الضوئي:[٦]
- الطحالب - سمك السلور - طائر العقاب النساري.
- الطحالب - يرقات البعوضيات - يرقات اليعسوب - السمك - الراكون.
- العوالق النباتية - مجذافيات الأرجل - السمك - الحبار - الفقمة - حوت الأوركا - نجم البحر الهش.
- العوالق النباتية - مجذافيات الأرجل - السمكة الزرقاء - سمك السيف - البشر.
- العوالق النباتية - مجذافيات الأرجل - سمك الرأس الأزرق - striper - خيار البحر.
- العوالق النباتية - العوالق الحيوانية - البلمية - التونة - البشر.
- العوالق النباتية - العوالق الحيوانية - السمك - الفقمة - القرش الأبيض الكبير.
- العوالق النباتية - العوالق الحيوانية - الرنكات - فقمة المرفأ.
- العوالق - الروبيان - الرنكات - القط.
- العوالق - الحلزون - الإسقمري - القرش.
- العوالق - الحلزون - التونة - الدلفين.
- العوالق - threadfin shad - سمك القاروس - البشر.
- العشب البحري - العناقية - ragworm - طائر الكروان.
- اليسروع - السلاحف - التمساح - البشر.
- نبات جرجير الماء - يرقة ذبابة مايو - سمك أبو شوكة.
أمثلة على السلسلة الغذائية المبنية على عملية التمثيل الكيميائي
يُطلق مصطلح التمثيل الكيميائي على العملية التي تستخدم فيها البكتيريا المواد الكيميائية كمصدر للطاقة بدلًا من ضوء الشمس لتنتج من خلالها الغذاء (الجلوكوز)، ويحدث التمثيل الكيميائي في أعماق البحار، إذ تغيب أشعة الشمس في مناطق تسرّبات الميثان، وحول المنافذ المائية الحرارية.[٧]
وتستخدم البكتيريا التي تعيش في قاع البحر أو داخل أجسام الحيوانات في أثناء التمثيل الكيميائي الطاقة المخزّنة في الروابط الكيميائية لكبريتيد الهيدروجين والميثان، وذلك لصنع الجلوكوز من الماء وثاني أكسيد الكربون المذاب في مياه البحر.[٧]
وفيما يأتي بعض الأمثلة على سلاسل غذائية مبنية على عملية التمثيل الكيميائي:[٦]
- البكتيريا - المحار - الأخطبوط.
- البكتيريا - مجذافيات الأرجل - الروبيان - سمك الإيلبوت.
- البكتيريا - الديدان الأنبوبية - سمك الإيلبوت.
- ميكروبات - ديدان أنبوبيّة من نوع (Ridgeia) - سلطعون العنكبوت - الأخطبوط.
- ميكروبات - الروبيان - السلطعون.
- بلح البحر - السَّلطعون من نوع (Brachyuran) - الأخطبوط.
- بلح البحر - الروبيان - الشُّقّار.
- الديدان الأنبوبية - السلطعون - الروبيان - سمك الإيلبوت.
المراجع
- ↑ "Food chain", www.britannica.com, 25-3-2020, Retrieved 16-6-2020.Editied.
- ↑ "Marine Food Chains", www.macduff-aquarium.org.uk,2013، Retrieved 16-6-2020.Editied.
- ^ أ ب ت ث "Marine Food Chain", www.nationalgeographic.com,22-4-2010، Retrieved 16-6-2020.Editied.
- ^ أ ب ت ث "Aquatic food webs", www.noaa.gov, 2-2019, Retrieved 16-6-2020.Editied.
- ↑ "Fish Food", www.marine.usf.edu,1999، Retrieved 16-6-2020.Editied.
- ^ أ ب ت "Examples of Food Chains", www.examples.yourdictionary.com, Retrieved 16-6-2020.Editied.
- ^ أ ب Ashley Rowden (12-6-2006), "Photosynthesis and chemosynthesis"، www.teara.govt.nz, Retrieved 16-6-2020.Editied.